تواصل ارتفاع عدد الإصابات بكورونا كوفيد-19 المتصلة بكنيسة تقع شمال العاصمة سيئول، ما يتسبب ليس فقط في إثارة مخاوف بشأن احتمال ظهور حالات إصابة إضافية بين تابعي الكنيسة ولكن كذلك في رد فعل عام غاضب ضد الكنيسة وقائدها بسبب عدم تعاونه مع السلطات الصحية.
وبلغ عدد الإصابات المتعلقة بكنيسة "سارانج جيئيل" الواقعة بحي سونج بوك شمال سيئول 315 إصابة حتى منتصف الليل، وفقا للبيانات الصادرة من حكومة سيئول. ويعد هذا الرقم أكبر بقليل من عدد الحالات التي أكدتها السلطات الصحية (312 حالة).
وذكرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية أنه بهذا العدد، تعد الكنيسة مسؤولة عن ثاني عدوى جماعية ضخمة في كوريا بعد تسبب طائفة شينتشونجي في وقوع حوالي 5,214 إصابة بمدينة دايغو الجنوبية الشرقية في وقت مبكر من العام.
وقد انضم اتباع الكنيسة بقيادة قائدهم القس المحافظ جون كوانج-هون لمسيرة ضخمة بمناسبة يوم التحرير في وسط العاصمة سيئول يوم السبت على الرغم من تحذيرات متكررة من الحكومة بوجوب الامتناع عن المشاركة في التجمعات الكبيرة.
هذا وأكدت السلطات الصحية أن نتيجة الاختبار التشخيصي أثبتت إصابة "جون" بالفيروس، ودعت الأشخاص الذي شاركوا في المسيرة بالاتزام بالحجر الصحي والخضوع للاختبار.
ومن جانبها عبرت السلطات الصحية عن قلقها من ارتفاع عدد الإصابات المتعلقة بالكنيسة في الوقت الذي شارك فيه آلاف الأتباع من كبار السن في ترديد شعارات بصوت عال وتواصلهم عن قرب، ما عرضهم لخطر العدوى.
وقال نائب وزير الصحة كيم كانغ-ليب في مؤتمر صحفي دورى "من بين 4,000 تابع للكنيسة حددت السلطات هويتهم، تم وضع 3,400 شخص تحت الحجر الصحى، وفحص 2,000 منهم. ومن بيهم اكتشفت إصابة 312 شخصا ما يعني نسبة إصابة عالية تصل إلى 16.1% وضرورة إجراء الاختبارات التشخيصية بسرعة".
وحث "كيم" من شاركوا في المسيرة إلى زيارة مراكز الفحص القريبة للخضوع للاختبار.
وقال كيم "بما أن قائمة أتباع الكنيسة غير دقيقة، من الصعب تتبع كل فرد منهم ووضعه تحت الحجر الصحي، وهناك عدد غير صغير من أتباع الكنيسة لم يخضعوا للفحص"، مضيفا "من تظهر عليه الأعراض التي تشمل الحمى والسعال بعد الانضمام لمسيرة سيئول عليه التوجه فورا لمراكز التشخيص للخضوع للاختبار".
ويتصاعد الغضب الشعبي تجاه الكنيسة وقائدها "جون"، حيث وقع أكثر من 200 ألف شخص عريضة مطالبين باعتقاله.
وقد تم رفع العريضة للمرة الأولى في يوم 15 من أغسطس مطالبين باعتقال "جون" الذي أُفرج عنه بكفالة من قبل مرة أخرى لقيامه "بإلحاق الضرر بسلامة المجتمع تحت قناع الدين".
وانتقد كاتب العريضة قيام القس بـ"إهدار" مجهودات البلاد الرامية للتخلص من فيروس كورونا المستجد، وعدم إظهاره اي ندم على تصرفاته أو قلق على صحة أتباع الكنيسة.
وفي سياق متصل طلبت النيابة يوم الأحد من محكمة محلية إلغاء الكفالة التي مُنحت لـ جون في مارس بعد أن وُجهت له تهمة مزاعم انتهاك قانون الانتخابات ثم أطلق سراحه في الشهر التالي شريطة عدم المشاركة في أي مسيرات متعلقة بالقضية المعلقة.