أكرم القصاص - علا الشافعي

قصة حليمة السعدية مرضعة الرسول.. ما يقوله التراث الإسلامى

السبت، 15 أغسطس 2020 05:00 م
قصة حليمة السعدية مرضعة الرسول.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت حياة النبى الكريم كلها خير وبركة، منذ طفولته والله سبحانه وتعالى يبارك فيه حيثما حل، ولعل قصة مرضعته حليمة السعدية أكبر دليل على ذلك، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
 

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "رضاعه عليه الصلاة والسلام من حليمة".

 قال محمد بن إسحاق: فاسترضع له عليه الصلاة والسلام من حليمة بنت أبى ذؤيب، واسمه عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر.

قال: واسم أبى رسول الله ﷺ الذى أرضعه - يعنى زوج حليمة - الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن. وأخوته عليه الصلاة والسلام - يعنى من الرضاعة - عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وحذافة بنت الحارث وهى الشيماء، وذكروا أنها كانت تحضن رسول الله ﷺ مع أمه إذ كان عندهم.
 
قال ابن إسحاق: حدثنى جهم بن أبى جهم مولى لامرأة من بنى تميم كانت عند الحارث بن حاطب، ويقال له: مولى الحارث بن حاطب. قال: حدثنى من سمع عبد الله بن جعفر بن أبى طالب قال: حدثت عن حليمة بنت الحارث أنها قالت:
قدمت مكة فى نسوة، وذكر الواقدى بإسناده أنهن كن عشرة نسوة من بنى سعد بن بكر يلتمسن بها الرضعاء من بنى سعد، نلتمس بها الرضعاء فى سنة شهباء، فقدمت على أتان لى قمراء، كانت أذّمت بالركب ومعى صبى لنا، وشارف لنا والله ما تبض بقطرة.
 
وما ننام ليلتنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك، ما نجد فى ثديى ما يغنيه، ولا فى شارفنا ما يغذيه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت على أتانى تلك، فلقد أذمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا، فقدمنا مكة فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله ﷺ فتأباه إذا قيل إنه يتيم تركناه، قلنا ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه، إنما نرجو المعروف من أبى الولد، فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا؟ فوالله ما بقى من صواحبى امرأة إلا أخذت رضيعا غيري، فلما لم نجد غيره وأجمعنا الانطلاق، قلت لزوجى الحارث بن عبد العزى: والله إنى لأكره أن أرجع من بين صواحبى ليس معى رضيع، لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه.
 
فقال: لا عليك أن تفعلى فعسى أن يجعل الله لنا فيه بركة. فذهبت فأخذته فوالله ما أخذته إلا أنى لم أجد غيره، فما هو إلا أن أخذته، فجئت به رحلى فأقبل عليه ثدياى بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب أخوه حتى روي، وقام صاحبى إلى شارفنا تلك فإذا إنها لحافل، فحلب ما شرب وشربت حتى روينا، فبتنا بخير ليلة.
 
فقال صاحبى حين أصبحنا: يا حليمة والله إنى لأراك قد أخذت نسمة مباركة، ألم ترى ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه؟ فلم يزل الله عز وجل يزيدنا خيرا، ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا، فوالله لقطعت أتانى بالركب حتى ما يتعلق بها حمار، حتى أن صواحبى ليقلن: ويلك يا بنت أبى ذؤيب هذه أتانك التى خرجت عليها معنا؟
 
فأقول: نعم والله إنها لهي، فقلن: والله إن لها لشأنا، حتى قدمنا أرض بنى سعد، وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها، فإن كانت غنمى لتسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا، وما حوالينا أو حولنا أحد تبض له شاة بقطرة لبن، وإن أغنامهم لتروح جياعا، حتى إنهم ليقولون لرعاتهم أو لرعيانهم: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم بنت أبى ذؤيب فاسرحوا معهم، فيسرحون مع غنمى حيث تسرح، فتروح أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن، وتروح أغنامى شباعا لبنا نحلب ما شئنا.
 
فلم يزل الله يرينا البركة نتعرفها حتى بلغ سنتين، فكان يشب شبابا لا تشبه الغلمان، فوالله ما بلغ السنتين حتى كان غلاما جفرا، فقدمنا به على أمه ونحن أضن شيء به مما رأينا فيه من البركة، فلما رأته أمه قلت لها: دعينا نرجع بابننا هذه السنة الأخرى، فإنا نخشى عليه وباء مكة، فوالله ما زلنا بها حتى قالت نعم، فسرحته معنا فأقمنا به شهرين أو ثلاثة.
 
فبينما هو خلف بيوتنا مع أخ له من الرضاعة فى بهم لنا، جاء أخوه ذلك يشتد فقال: ذاك أخى القرشى جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه، فنجده قائما منتقعا لونه، فأعتنقه أبوه وقال: يا بنى ما شأنك؟
قال: جاءنى رجلان عليهما ثياب بيض أضجعانى وشقا بطني، ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه، ثم رداه كما كان، فرجعنا به معنا، فقال أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابنى قد أصيب، فانطلقى بنا نرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف.
 
قالت حليمة: فاحتملناه فلم ترع أمه إلا به، فقدمنا به عليها فقالت: ما ردكما به يا ظئر، فقد كنتما عليه حريصين؟ فقالا: لا والله إلا أن الله قد أدى عنا وقضينا الذى علينا، وقلنا نحشى الإتلاف والأحداث نرده إلى أهله، فقالت: ما ذاك بكما فأصدقانى شأنكما؟ فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره.
 
فقالت: أخشيتما عليه الشيطان، كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل، والله إنه لكائن لابنى هذا شأن، ألا أخبركما خبره، قلنا: بلى
قالت: حملت به، فما حملت حملا قط أخف على منه، فأريت فى النوم حين حملت به كأنه خرج منى نور أضاءت له قصور الشام، ثم وقع حين ولدته وقوعا ما يقعه المولود، معتمدا على يديه، رافعا رأسه إلى السماء، فدعاه عنكما.
 
وهذا الحديث قد روى من طرق أخر، وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة