أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

دليل العرب والمسلمين للاندماج في المجتمعات الأوروبية

الثلاثاء، 11 أغسطس 2020 12:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أهداني القس الألماني الدكتور أندرياس هيرمان في أثناء زيارته للقاهرة، النسخة العربية من أول معجم ألماني للحوار: مفاهيم أساسية من المسيحية والإسلام، وهو جهد علمي مشترك لعلماء لاهوت مسيحيين ومسلمين، صدرت منه طبعة ألمانية، الغرض منها -كما يشير الدكتور هاينز كوستر مدير مؤسسة أويجن-بيزر" مساعدة اللاجئين القادمين إلى ألمانيا من بلاد عربية في الاندماج في المجتمع الجديد، من خلال مفاهيم مشتركة بين المسيحية والإسلام".
 
وهو هدف نبيل في حد ذاته-رغم كونه يحقق أهدافا سياسية، بنفي فكرة أسلمة أوروبا وإنما أوربة الإسلام، إلا أنه يعمل على ترسيخ قيم التعايش بين أصحاب الأديان والثقافات المختلفة، في مجتمع تسوده التعددية والتنوع، ويأتيه أئمة مساجد لا يعرفون شيئا عن لغة البلاد التي سيقيمون فيها ولا تقاليد وعادات وثقافة المجتمع، ثم يتصدون للإفتاء بفقه لا يناسب تلك المجتمعات، ولا يلائم طبيعتها المغايرة لبلادنا العربية والإسلامية. فتحدث مشاكل نتيجة الجهل بقواعد الفقه الكلية من منظور   فقه الواقع وفقه الأقليات،  قواعد فقهية برية عصرية مختلفة عن سياقات وأزمنة تاريخية. 
 
  إن أهمية معجم الحوار تكمن في تقريب وجهات النظر بين أتباع أكبر ديانتين في المجتمع الألماني والأوروبي(المسيحية والإسلام"، دون الخوض في الخلافات أو الحديث عن قضايا وأحكام شرعية معقدة، فمجرد محاولة فهم الآخر والتعرف عليها، أحد مقاصد الحوار الديني. 
 
يتناول معجم الحوار بشكل أبجدي مصطلحات مشتركة في المسيحية والإسلام، فالأخلاق من وجهة نظر مسيحية تسير إلى مجمل المواقف والمعتقدات والأعراف التي يقرها شخص أو جماعة مجتمعية على أنها جيدة، ففي محبة القريب تتجلى محبة الله ( متى: 25: 40)، وفي الإسلام يؤكد القرآن على أن الصدق والأمانة من الفضائل، بالإضافة إلى العدالة والإخلاص والثقة والقناعة والكرم والصبر وغيرها من القيم الأخلاقية. 
 
أما أخلاق البيئة في المسيحية، فقد ورد في العهد القديم أن اسم آدم من أديم الأرض، ما يشير إلى صفة بيئية اساسية للإنسان، فقد خلق من تراب، الأمر الذي يجعله في محدوديته كمخلوق جزءا من الأرض، عليه تحمل مسؤولية الحفاظ عليها، كما نهى القرآن عن أي سلوك يجعل البيئة من ممتلكات الإنسان، وأن لله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى" (طه:6). 
  من بين المصطلحات والأسماء المشتركة أيضا أن أبا الأنبياء إبراهيم أو أبرام عليه السلام، هو الأب المكرم أو الجليل وهو نموذج للتلاقي بين أتباع الديانات التوحيدية الثلاث. ، كما ورد في المعجم أنه إذا كان اتجاه الصلاة نحو مكة عند المسلمين فهو عند المسيحيين نحو شروق الشمس. وأن مفهوم الإجماع في الإسلام أي اتفاق المسلمين على حكم شرعي، بينما إجماع المؤمنين في المسيحية معناه توافق في الكنيسة على العقيدة والأخلاق، ويعتبر مصدرا أساسيا للمعرفة اللاهوتية. 
 
وعلم اللاهوت يسمى علم الكلام في السياق الإسلامي، فهو احد العلوم التي تهتم بتحديد أسس العقائد والأعمال الإيمانية القائمة على أسس عقلية. ومعرفة الله من وجهة نظر مسيحية تتلاقى مع معرفة الله في التصوف الإسلامي لحد ما،  فالله غير مدرك في ذاته، لكنه قدم للإنسان المؤمن إمكانية إدراكه من خلال مشاركته الذاتية في الكتب ،أو من خلال تجلي الله الكامل في ابنه الإنسان، وكلنا عيال الله، وهذا تصور تقريبي للعلاقة بين الله والإنسان، فلا ينبغي وضعها ضمن سياق الأصولية والسلفية التي أخرجت الدين عن طبيعته في خدمة الإنسان، وتحقيق مقاصد وجوده في الحياة.
 
إننا نحتاج لمعجم ودليل يقرب بيننا ويجعلنا نتعرف على بعضنا أكثر، فالإنسان عدو ما يجهل، والتعارف أول طريق الفهم، والإدراك لطبيعة ومقاصد الأديان في اليسر والتسامح وجلب المنفعة وإزاحة الضرر، أما المشقة والتقييد التام والتحريم بغير دليل، فهي جهل شرعي وتطرف فكري، تضيع معه مصالح البلاد والعباد









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة