16 معبدا تم نقلها خوفا من الغرق ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة.. تعرف عليها

السبت، 01 أغسطس 2020 11:00 م
16 معبدا تم نقلها خوفا من الغرق ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة.. تعرف عليها معبد أبو سمبل خلال نقله
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمر الزمن وتتعدد الأحداث ويسقط من الذاكرة عدد كبير من المشروعات، لكن يبقى فى الذاكرة مشروع إنقاذ آثار النوبة، وخصوصا معبدى أبوسمبل الكبير والصغير، باعتبارهما من المشروعات الحضارية والثقافية الكبرى فى العالم أجمع فى القرن العشرين، وقد نشر "اليوم السابع" يوم 27 يوليو بعنوان "خبير الفنون حسام رشوان ينشر وثائق نادرة لمشروع نقل معبد أبو سمبل.. الفضل يعود للمثال أحمد عثمان.. اليونسكو تجاهلت تقريره وعادت لتنفيذه.. ثروت عكاشة يرسله على وجه السرعة لمعاينة المكان.. ويتساءل: لماذا نتجاهله؟، وخلال السطور المقبلة نستعرض أبرز المشاريع الأثرية التى تم إنقاذها.

بدأ التفكير فى مشروع نقب معبد أبو سمبل، ذلك المشروع العملاق بعد أن قررت مصر الشروع فى بناء مشروع السد العالى، وعلى أثر ذلك قامت مصر الدولة العظمى حضاريا والرائدة ثقافيا بامتياز، وساعدها فى ذلك دول العالم المتحضر آنذاك، بالحفاظ على تراث مصر الحضارى فى أرض النوبة العريقة من الغرق والضياع فى مياه بحيرة ناصر التى كونها السد العالى خلفه على مساحة شاسعة، وبفضل مشروع المثال أحمد عثمان.

وسارعت الحكومة المصرية إلى تقديم طلب رسمى لمنظمة اليونسكو العالمية لإنقاذ آثار النوبة من الضياع الوشيك. ثم خاطبت منظمة اليونسكو بدورها الدول الأعضاء لبدء الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة، وبالفعل قامت بعثات العديد من الدول بحفائر علمية منظمة واسعة النطاق، وتم تسجيل وترميم العديد من المواقع الأثرية، وتم إنقاذ وترميم آلاف من القطع الأثرية، وكذلك تكفيك ونقل العديد من المعابد الأثرية المهمة، وإعادة تجميعها فى عدد من المواقع الجديدة، وكان من بين أكثر المعابد شهرة فى هذا السياق معابد أبوسمبل الكبير والصغير وفيلة وغيرها من معابد النوبة العزيزة.

ويقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الأسكندرية، إنه نتيجة لبناء السد العالى بمدينة أسوان، ، فقد غمرت بحيرة السد مواقع أثرية مهمة وامتدت المنطقة التى ستغمرها مياه بحيرة السد العالى إلى مسافة كبيرة، وتنبهت الحكومة المصرية إلى الخطر الذى يحيق بآثار مصر فى بلاد النوبة، فما كان منها إلا أن تدق ناقوس الخطر وتدعو الأمم فى جميع أنحاء العالم بأن تمد يد العون لمصر للمساعدة فى إنقاذ آثار مصر فى بلاد النوبة لإنقاذ هذا التراث الخالد، الذى لم يكن واجبًا وطنيًا يخص مصر العظيمة وحدها، بل كان واجبا إنسانيا يخص العالم أجمع.

وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، كان لبناء السد العالى أكبر الأثر على تطور البحث الأثرى فى بلاد النوبة وقيام العديد من البعثات المصرية والدولية الأثرية بالتنقيب عن الآثار فى بلاد النوبة بكثافة غير مسبوقة.

وتابع:  وقامت كل بعثة بإجراء أبحاث أثرية كاملة وتسجيل جميع نتائج الحفائر الأثرية التى كان يتم العثور عليها بكل دقة وعناية، وفى وقت وجيز، نجحت منظمة اليونسكو فى تكوين حملة عالمية للحصول على المعونات المالية اللازمة والخدمات والخبراء، وفى تلك المناسبة، أقيم حفل كبير فى المقر العام لمنظمة اليونسكو العالمية بباريس للإعلان عن النداء العالمى للإسهام فى حملة إنقاذ آثار بلاد النوبة.

وأشار الدكتور حسين عبد البصير، إلى معابد النوبة السفلى المصرية الستة عشر التى تم إنقاذها وهى : "معبد فيلة، معبد دابود، معبد قرطاسى، معبد طافه، معبد كلابشة، معبد بيت الوالى، معبد دندور، معبد جرف حسين، معبد الدكة، معبد كوبان، معبد وادى السبوع، معبد عمدا، معبد الدر، قلعة قصر إبريم، معبدا "أبوسمبل"، معبد أبو عوده".

ولفت الدكتور حسين عبد البصير، إلى أنه كانت حالة المعابد جيدة إلى أن بدأ ارتفاع منسوب نهر النيل الذى بدأ ينتج عن بناء السد العالى وبحيرة ناصر من خلفهما كان سببًا قد يهدد بغرقهما، مما جعل من الضرورى نقلها للحفاظ عليهما من الغرق، وكانت عملية نقل معابد من أصعب عمليات نقل المبانى على مر التاريخ حيث كان التحدى كبيرًا أمام المهندسين المعماريين والأثريين على حد سواء كى ينجحوا فى تنفيذ ذلك المشروع العملاق، وتم القيام بعملية إنقاذ المعابد من الغرق عقب بناء السد العالى فى ستينيات القرن العشرين واستمرت تلك العملية عدة سنوات.

وأضاف مدير متحف آثار مكتبة الأسكندرية، مشروع إنقاذ آثار النوبة، سوف يظل علامة ساطعة كالشمس وبراقة الوضوح وناصعة الضياء على تكاتف المجتمع الدولى فى لحظة ما من عمر وتاريخ وحضارات الأمم من أجل إنقاذ آثار النوبة العظيمة من الغرق فى مياه بحيرة ناصر التى خلقها السد العالى من ورائه، ليس كبحيرة صناعية تتراكم فيها المياه بغزارة خلفه، بل كبحيرة حضارية تجمع وتربط بين أبناء وادى النيل الواحد فى الشمال فى مصر وفى الجنوب فى السودان، وفى واحدة من أروع مشروعات القرن العشرين الثقافية والحضارية الكبرى التى لا تنسى والتى اتحدت فيها بصدق البشرية جمعاء على كلمة سواء من أجل الحفاظ على تاريخها الجمعى من الضياع فى فترة زمنية من عمر الشعوب لا تتكرر كثيرا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة