قال السفير الصينى بالقاهرة، لياو ليتشيانج إن الرئيس الصينى والرئيس المصرى تحدثا مؤخرا وبحثا تعميق التعاون العملى فى كافة المجالات بما يجعل العلاقات الصينية المصرية نموذجا يحتذى به، فى العلاقات سواء عربيا أو إفريقيا، وأضاف فى المؤتمر العاشر الذى تعقده السفارة للوقوف على آخر تطورات فيروس كورونا عبر الانترنت، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أعرب عن حرصه على تعزيز التعاون مع الصين فى كافة المجالات.
وأشار إلى أن وزيرى الخارجية الصينى والمصرى تحدثا كذلك، مما يعنى أن هناك تعاون على كافة المستويات وحرص متبادل على تعزيز هذه الصداقة، مشيرا إلى أن مصر تشهد تقدما كبيرا فى المجالات الاقتصادية والثقافية.
وقال إن الصين مهتمة للغاية بالتعاون مع مصر فى المجال الصحى، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام والطريق ستساهم فى هذا الأمر، حيث ستمثل طريقا لتعزيز التعاون فى مجالات مختلفة وبين كافة الدول المشتركة فى هذه المبادرة.
وتابع السفير الصينى إن القاهرة وبكين لم تتوقفان عن التعاون فى المجال الطبى منذ انتشار فيروس كورونا، حيث تبادلا المعلومات والزيارات والخبرات الطبية من خلال عقد الاجتماعات عبر الفيديوكونفراس.
وعما إذا كان هناك مساعدات جديدة صينية إلى مصر، قال السفير إن الجانب الصينى دائما ما يقف إلى جانب الأصدقاء المصريين فى مكافحة كورونا مؤكدا أن بكين ستواصل تقديم الدعم بقدر الإمكان للجهود الإفريقية فى هذا الصدد.
وأشار السفير إلى أن إجمالى المساعدات الطبية إلى مصر يتجاوز 100 مليون جنيه مصرى، وقال إن الحكومة الصينية قررت إرسال دفعة مساعدات إلى مصر من خلال منظمة معنية بشئون السيدات، ووصلت بالفعل إلى البلاد وستسلم قريبا.
زيادة فى التبادل التجارى بين مصر والصين
وبسؤاله عن حجم التبادل التجارى بين البلدين، قال السفير إنه خلال 5 الأشهر الأولى بلغ إجمالى حجم الاستيراد والتصدير 5.5 مليار دولار أمريكى وهذا يحقق زيادة بمعدل 1.12 % رغم تفشى فيروس كورونا فى العالم.
وأضاف أن الجانب الصينى عكف على إقامة الفعاليات الاقتصادية عبر الانترنت حتى لا تتوقف حركة التجارة، وتم تنظيم معرض التجارة شهر يونيو الماضى عبر الانترنت بمشاركة مصر، معتبرا أن هذه المعارض فرصة لاكتشاف فرص التجارة الجديدة، مؤكدا أن الصين ستعزز تنظيم تلك المعارض.
وعن الاتجاه الصينى خلال الفترة المقبلة فيما يتعلق بالاستثمارات فى الخارج، قال السفير الصينى إنه منذ شهر يناير وحتى مايو بلغ حجم الاستثمار غير المالى المباشر بالخارج 42.2 مليار دولار أمريكى، لينخفض بنسبة 1.6 % على أساس سنوى.
وعن حجم الاستثمار الصينى فى الدول الواقعة على حزام والطريق، فقد بلغ 6.5 مليار دولار بزيادة 16% على أساس سنوى رغم انتشار فيروس كورونا.
وفى الوقت نفسه، فيما يخص مصر، أوضح السفير أن الشركات الصينية لا تزال لديها اهتمام كبير بالاستثمار فى البلاد، وفى الربع الأول لهذا العام، بلغ الاستثمار الصينى المباشر لمصر 35.4 مليون دولار أمريكى، بينما بلغ حجم الاستثمار فى عام 2019، 104 مليون دولار أمريكى، بزيادة 40% عن الأساس السنوى.
ووفقا للإحصائيات من مكتب التجارة فى السفارة ، يبلغ حجم الاستثمار الصينى فى مصر 7.5 مليار دولار أمريكى.
وعما إذا كان هناك إعداد لزيارة من كلا البلدين قريبا، وهل يتوقع عودة الطلاب المصريين للصين لاستكمال دراستهم، قال السفير إن هذا العام هو الذكرى الـ64 وهى الأعوام التى شهدت تطويرا وتعاونا فى كافة المجالات وفى العلاقات الثنائية، ووفى وجهة تفشى كورونا، لا تزال روح الفريق الواحد هى أساس العلاقات، ورغم أنه لا يمكن الآن ترتيب لقاءات وجها لوجه، إلا أن الاجتماعات لم تتوقف عبر الانترنت على كافة المستويات سواء الرئاسية أو الوزارية أو على مستوى الشركات والخبراء.
وحول عودة الطلاب، قال السفير إنه منذ تفشى الفيروس أولت السلطات الصينية اهتماما خاصا بتوفير كافة احتياجات الطلاب، وأجلت مصر أكثر من 300 طالب مصرى من ووهان، موضحا أنه لم يصاب أى طالب مصرى بالفيروس، وقال إن هناك طلاب آخرون هناك فى الصين ووضعهم جيد للغاية. وقال إن وزارة التعليم والتربية الصينية أصدرت تعليمات لجميع المقاطعات باستئناف الدراسة عبر الانترنت للطلاب الذين غادروا الصين، وتوفير فرصة تأجيل الدراسة للطلاب التى تفضل فعل ذلك.
وعن زيارات الوفود التجارية للبلدين، أوضح السفير أن هناك تأجيل للزيارات مؤكدا أن التواصل بين رجال الأعمال بين البلدين لم ينقطع أبدا.
7 لقاحات صينية دخلت مرحلة التجارب السريرية ..
ومن ناحية أخرى، قال لياو ليتشيانج تعليقا على جهود مواجهة فيروس كورونا، إنه تحت القيادة القوية للرئيس عبد الفتاح السيسى، نجحت مصر على الحصول على نتائج مرضية متمثلة فى انخفاض حالات الإصابات على مدار الأيام الماضية، معربا عن تقديره للجهود المصرية سواء من قبل الرئيس أو الحكومة أو الجيش لبذل الجهود لمواجهة آثار الفيروس.
وأضاف فى المؤتمر العاشر أن هناك إشادة بالإجراءات الاحترازية التى اتخذتها مصر، قائلا إن الحكومة المصرية اتخذت سلسلة من الإجراءات للحفاظ على تخفيف تداعيات الفيروس اقتصاديا، مثل استئناف فتح المطاعم وعودة الطيران وفتح بعض المتاحف والأماكن الأثرية، مؤكدا استعداد الصين لتعزيز هذه الجهود.
وعن توفير اللقاح الصينى لمصر بعد تحقيقه نتائج إيجابية، قال السفير الصينى إن الرئيس الصينى تعهد خلال مشاركته فى الجلسة الافتتاحية لمنظمة الصحة العالمية فى شهر مايو بأن اللقاح الصينى سيكون منفعة عامة عالمية عندما يكون جاهزا بما يساهم فى تمكين الدول النامية من الحصول على اللقاحات بسعر معقول.
وأضاف أن الرئيس الصينى أكد كذلك أن الدول الأفريقية ستكون من بين أوائل الدول التى تستفيد من اللقاح الصينى بمجرد تطويره، مؤكدا أن الصين ستواصل جهود تطوير اللقاحات.
وأكد أن مصر والصين لديهما شراكة استراتيجية وصداقة عميقة، الجانب الصينى على استعداد تام لتوفير كافة أشكال التعاون فى مواجهة الفيروس، بهدف تقديم المساهمة الصينية لمساعدة القاهرة على التغلب على فيروس كورونا المستجد.
وأوضح أن هناك حوالى 18 لقاح دخل إلى مرحلة التجارب السريرية منها 7 لقاحات صينية، ويمكن القول إن الصين تسير فى طليعة العالم فى المعركة للوصول إلى علاج، مشددا على الاستعداد الصينى التام للتعاون مع الجانب المصرى فى مجال اللقاحات للمساهمة فى مكافحة الفيروس فى مصر.
وتقدم العزاء فى وفاة وزير الدولة للإنتاج الحربى، الفريق محمد سعيد العصار، مؤكدا أنه تشرف بلقاء الفريق العصار عدة مرات، وأن الفقيد قدم مساهمات بارزة لتعزيز الصداقة والتعاون بين الصين ومصر خلال مشوار حياته.
منتدى التعاون الصينى العربى
وقال السفير الصينى بالقاهرة إن الاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى، هو التاسع وينعقد على خلفية انتشار فيروس كورونا، معتبرا أن الآن الوقت مناسب أكثر من أى وقت مضى للتعاون وتعزيزه فى كافة المجالات.
وأضاف أن انعقاد الدورة التاسعة فى الموعد المحدد، مما يعكس الحرص الشديد من الجانبين لمواصلة بذل الجهود لتطوير العلاقات، والشراكة الاستراتيجية التى تجمع بينهم.
وأوضح أن هذه الدورة شارك فيها مستوى تمثيلى رفيع للغاية، حيث شارك فى هذا الاجتماع ووزراء خارجية وممثلي 21 دولة عربية والأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط.
هونج كونج جزء من الصين
ومن ناحية أخرى، علق السفير على إصدار قانون الأمن القومى الوطني لمنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة، وقال إنه يهدف بوضوح لحماية الأغلبية العظمى من مواطنين هونج كونج.
وأضاف أن هناك قوى غربية تسعى للتدخل فى الشئون الداخلية للبلاد حيث تنتهك القوانين الدولية بانتقادها إصدار هذا القانون الذى يهدف لحماية الأمن القومى فى منطقة هونج كونج، مؤكدا أن هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من الصين، والتدخل يعنى التدخل فى شئون الصين.
رفض صينى لقانون أمريكى عن حقوق الإنسان فى شينشيانج
وعن شينشيانج الصينية، قال السفير إن الولايات المتحدة اعتمدت ما يسمى بإعلان حقوق الإنسان معتبرا أنه ينتهك بشكل صارخ القانون الدولى ويتدخل بشكل سافر فى الشئون الداخلية الصينية .
وأكد أن الصين حكومة وشعبا تعارض هذا القانون.
واعتبر السفير أن ما يحدث فى شينشيانج هو محاربة الإرهاب والتطرف لاسيما بعد انتشار أنشطة إجرامية، قائلا إنه خلال 3 سنوات لم تحدث حالة إرهاب واحدة، مؤكدا أن المسألة لا تتعلق بدين أو عرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة