تتيح وزارة الثقافة بجميع قطاعاتها المعنية بالنشر عددًا كبيرًا من أمهات الكتب المتنوعة الصادرة فى جميع قطاعات الوزارة، من أجل التحميل المجانى بصيغة pdf من الموقع الرسمى لوزارة الثقافة على شبكة الإنترنت، ويأتى ذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة "خليك فى البيت.. الثقافة بين إيديك"، فى إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الوبائى، قدمت دار الكتب والوثائق القومية، كتاب التاريخ الثقافى لمصر الحديثة لوائل إبراهيم الدسوقى، للتصفح والتحميل مجاناً.
لقد عرفت مصر كل أنواع المؤسسات الثقافية والعلمية بشقيها الحكومى الرسمى والشعبى المستقل، منذ عهد "محمد علي" وحتى عهود كل خلفائه من بعده، فلم يقتصر ذلك على عهدى "محمد علي" و"إسماعيل" فقط. فقد أنشأت الحكومات المتتالية مؤسسات تحمى ثروات مصر، كالمتاحف ودور حفظ الكتب، والمؤسسات التى تتابع الأنشطة العلمية التطبيقية، كالرصدخانة والمجمع العلمى المصري، كما عملت على رعاية المؤسسات العلمية الكبرى كالجمعية الجغرافية الخديوية. وحتى الفنون المسرحية الراقية أنشأت الحكومة المصرية لها دارا للأوبرا الخديوية.
من هنا يكمن الهدف من موضوع الدراسة، بإلقاء الضوء على جانب مهم من التاريخ المصرى لم تتناوله الأقلام بالدراسة العلمية كثيراً، وهو التاريخ الثقافى فى مصر، وذلك لغلبة التركيز على المسائل السياسية والاقتصادية التى مرت بها مصر، والتى لا يمكن بأية حال الانتقاص من أهمية دراستها ومحاولة تغطيتها والإلمام بكل الجوانب فيها، والتى بالطبع ساعدت كثيراً أثناء كتابة موضوع البحث.
وعلى الرغم من عدم وضوح نشاط المؤسسات الثقافية فى القرن التاسع عشر بشكل كبير، نظرا لأن أغلبها كان فى طور التأسيس، بالإضافة إلى حال البلاد المتردية نتيجة سوء الأحوال المالية، والتدخل الأجنبى المستمر فى شئونها، مما أثر تأثيرا سلبيا على معظم المؤسسات الثقافية وقتئذ.
إلا أن المادة العلمية التى توفرت، وعلى الرغم من قلتها فقد أظهرت حالة ثقافية فريدة كان يلزم دراستها دراسة متأنية لإيضاح جانب مهم فى التاريخ الثقافى المصري، فى فترة عرف فيها المصرى كيف يفكر الغرب بعد أن ترجم المئات من الكتب، وتعرف على أمجاد أجداده من خلال الاكتشافات التى تبنتها المؤسسات الأثرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة