مصر تؤدب أردوغان في ليبيا

الإثنين، 06 يوليو 2020 09:31 م
مصر تؤدب أردوغان في ليبيا خالد شلبى
خالد شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما تكون التحركات المصرية سياسيا ودبلوماسيا في الملفات الخارجية المختلفة خلال السنوات الماضية ، هي الأقوى والأكثر تأثيرا وتماشيا مع مصلحة مصر وشعبها ومستقبلها في التاريخ المصرى الحديث، لا أحد يستطيع إنكار أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى نجحت في تقديم نموذج رائع لتحركاتها في الملف الدولى والقضايا الإقليميى المختلفة ، تحركات تستند في المقام الأول لمصلحة مصر وتستعيد للقاهرة دورها المفقود في سنوات الإرتباك ، وفى نفس الوقت تحافظ على حدودها وإستقرارها وأمنها القومى دون المساس أو التقاطع مع مصالح الدول الأخرى أو التدخل في شئونها، بإختصار كانت ومازالت حربا شرسة تخوضها مصر بشرف في زمن عز فيه الشرف كما قال الرئيس السيسى من قبل.

فيما يخص الملف السورى قدمت مصر رؤيتها القائمة على الحفاظ على وحدة الأراضى السورية وحماية شعبها من الرصاص والدم ، ولم تنحاز لأحد ولم تتلاعب بمقدرات الوطن أو الشعب السورى لتحقيق مصالح خاصة مثلما فعلت دول عديدة مثل تركيا وقطر مثلا ، ومرت الشهور والمواقف وأثبتت الوقائع أن الرؤية المصرية وتحركات القيادة المصرية في هذا الملف هي الأصح .

نفس الوضع تكرر في الملف اليمنى ، والعراقى ، واللبنانى ، كانت مصر كعادتها تمارس دورها الكبير وتتحرك دبلوماسيا بشكل يليق بتاريخها العريق ودورها الريادى المعروف في المنطقة ، بهدف أساسى هو الحفاظ على إستقرار هذه المنطقة والتصدى لمخططات نشر الفوضى التي يقوم بها لاعبون لصالح كيانات أكبر .

لذا لما يكن مستغربا أن يخوض التحالف التركى القطرى ، حربا بهذه الشراسة ضد مصر مستخدمين فيها كل الوسائل غير المشروعة ، من تشويه وتشكيك وتمويل لإرهاب وتحريض ضد السلطة ، وتهديد للامن القومى مرة بدعم الإرهاب في سيناء ومرة أخرى بدعم الملشيات المسلحة في ليبيا ومحاولة السيطرة على الأرض الليبية بهدف سرقة ثروات الشعب الليبى وتهديد مصر في المقام الأول .

مرة أخرى أثبتت القيادة المصرية في هدوء وصمت يليق بالكبار ، أن القاهرة إذا صوبت أصابت، وإن إستهدفت حققت هدفها ، دون شعارات أو عنتريات ، فتلك أمور لا تليق أبدا بالدول الكبرى ، لذا كانت تصريحات الرئيس السيسى الخاصة بخط سرت الجفرة وحماية ليبيا من المطامع التركية ، في محلها تماما وتوقيتها النموذجى الذى أربك حسابات الخطط التركية وادواتها في الداخل الليبى ودفع كل الدول الكبرى لإعلان تأييد إعلان القاهرة والتضامن مع مصر في رؤيتها للمشهد الليبى وكأن العالم يعترف بأن القاهرة هي صاحب مفتاح الحل الذى يعتمد على مصلحة المنطقة وليس الأطماع الشخصية كما في حالة تحركات أردوغان .

وكانت تلك هي الصفعة الأقوى على خد الرئيس التركى الذى ظل يروج لسنوات بأنه صاحب دعم دولى ، ثم تمت تعريته أمام الجميع في الملف الليبيى بعد شهور من سقوطه وتعريته وفضح ممارساته في الأراضى السورية .

الرئيس التركى الذى يروج له أراجوزات الإخوان بكلمات الخلافة والقوة، يفعل ذلك وما هو أكثر بحثا عن مجد شخصى وأوهام لقب الخليفة، ليس فى ذلك أدنى مبالغة إن كنا أمام شخص أنفق ملايين من أجل صورة شهيرة يقف فيها وسط كومبارسات يرتدون أزياء عسكرية من عصور مختلفة للدولة العثمانية طمعا فى ايهام نفسه انه الخليفة حقا.

كيدا فى مصر والمصريين يخرج الإخوان لرسم هالة من القداسة حول أردوغان رجل الديمقراطية، وتركيا التى ينعم فيها الناس بالحرية ولا تعرف معنى القمع، كما هو الحال فى البلدان العربية، وقبل أن يكمل الإخوان كذبتهم حول الرئيس التركى الديمقراطى يفاجئهم أردوغان بما يكشف كذبتهم، وهو يصدر قرارات بإغلاق الصحف المعارضة واعتقال الصحفيين بشكل موسع، دفع كل المؤسسات الدولية لتصنيف تركيا كواحدة من أكثر البلاد قمعا لحرية الصحافة، ثم يفاجئهم بقرارات التضييق وإغلاق منصات السوشيال ميديا، ثم يصدمهم بتلاعبه فى نتائج الانتخابات الأخيرة والتلاعب من أجل إعادة الانتخابات مجددا للاحتفاظ بإسطنبول فى قبضة حزبه، ليجد الإخوان أنفسهم عرايا فى ساحة نفاق السلطان العثمانى.

 

يظهر الهاربون فى تركيا من رجال الإخوان مثل معتز مطر ومحمد ناصر وغيرهما للحديث عن أردوغان السلطان الزاهد الذى أسس دولة قوية واقتصادا لا ينهار، ويؤلفون القصص عن السلطان العثمانى الذى يمنح البنك الدولى قروضا، ثم فجأة يفضحهم أردوغان ويطل على العالم بوجه الديكتاتور المتمسك بالسلطة، وهو يعدل الدستور للسيطرة والبقاء الدائم، ثم يفضح أكذوبتهم أكثر وهو يقف عاجزا عن إنقاذ اقتصاده المنهار وليرته التى خسف بها الدولار الأرض، فيلجأ للأمير القطرى شريكه فى الإرهاب لإنقاذه، ويتعرى الإخوان أكثر وأكثر وهم يصفون الدعم القطرى لتركيا بأنه دعم واجب لإنقاذ دولة مسلمة، بعد أن صدعوا وعيّروا المصريين بأن الدعم الخليجى للقاهرة ما هو إلا «شحاتة وعجز».

حتى صورة القوة المزيفة التى حاول دراويش أردوغان تصديرها للسلطان العثمانى فضحها أردوغان بتعنته ورعونته وفشله ثلاث مرات، الأولى بخضوع واضح أمام بوتين، والثانية فى أزمة القس الأمريكى برانسون الذى تحول إلى سبب مارس من خلاله دونالد ترامب حملة تأديب مهينة لأردوغان ودولته، وفتح السلطان العثمانى صدره كما عادة أهله من الإخوان دوما، وكسب «الشو» وخسر المعركة كالعادة.، والثالثة مايتعرض له من هزائم وخسائر وتأديب في الملف الليبي

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة