وفي غضون أيام بعد ظهور أولى حالات الإصابة في نيجيريا، انتشرت على خدمة "واتس آب" تعليقات تضمنت معلومات مغلوطة ومضللة عن أدوية وعلاجات قادرة على دحر فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، وسارت تلك الموجة على غرار ما حدث أثناء تفشي وباء إيبولا في عام 2014 في مناطق من غرب القارة الأفريقية، حين امتلأت فضاءات "واتس آب" بوصفات ونصائح للمرضى "بالاستحمام بالماء المالح" الذي يقضي على الفيروس قضاء مبرماً، حسبما تقول التعليقات.

وفي ضوء ارتفاع أعداد الإصابات في أرجاء القارة الآن لتجاوز أكثر من 277 ألف حالة إصابة بالفيروس، يقول الصحفي، يومي كازيم ف تقرير له على موقع "كوارتز أفريقيا" الإلكتروني، إن الأزمة أصبحت أعمق وأكثر تأزماً، ولاسيما مع تصاعد الضغوط على أنظمة الرعاية الصحية وعلى الكوادر الطبية والعاملين في المجال الصحي، وهو الأمر يستلزم معه ضرورة التصدي لموجة المعلومات المضللة المصاحبة لوباء كورونا فيروس والتي تفاقمت إلى حد مخيف.

وذكر تقرير أعده بصوررة مشتركة "معهد رويترز" وجامعة "أوكسفورد" أن هناك اعتماداً متزايداً على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات التي تتيح للناس القدرة للوصول إلى مدى واسعة من المصادر و(الحقائق البديلة)، التي يقف بعضها على طرف النقيض تماماً مع النصائح الرسمية، أو هي بكل بساطة (خاطئة).

ويلفت التقرير إلى أن خدمة "واتس آب" سجلت خلال أزمة جائحة كورونا أكبر قفزة في حجم استخدام الأخبار المتداولة عالمياً، وقد لوحظت تلك الزيادة بوضوح في أنحاء القارة الأفريقية حيث تحظى خدمة "واتس آب" بشعبية واسعة للغاية، حتى أن النسخ المقلدة من هذا التطبيق لاقت استخداماً واسعاً أيضاً.
وعلى أي حال، فإن المحصلة كشفت أن كثافة استخدام تلك الخدمة انعكس أيضاً في صورة زيادة انتشار استخدام وتداول المعلومات المضللة والمغلوطة. 
ويقول التقرير إن 76 في المائة من المستطلع آراؤهم في كينيا و72 في المائة في جنوب أفريقيا قالوا إنهم منزعجون من عدم قدرتهم على فرز الأخبار المزيفة على الإنترنت.

من جهتها، سعت الحكومات الأفريقية إلى تكوين مصادر موثوقة تتحدث نيابة عنها حول المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا، سواء في صورة مؤتمرات صحفية يومية، وبث بيانات محدثة بصورة منتظمة على الوسائط الرقمية والتطبيقات الإلكترونية، مثل خدمة "واتس آب" في جنوب أفريقيا، ولاسيما بعد أن اعتمدتها منظمة الصحة العالمية. 

ولكن تلك الحلول والتطبيقات لم تتفق مع بقية إمكانات القارة ورغباتها، ففي تنزانيا، التي توقفت فيها الحكومة عن نشر أي معلومات تتعلق بفيروس كورونا على مدى أكثر من 50 يوماً، طالب الرئيس التنزاني، جون ماجوفولي، مواطنيه بعدم قبول هبات تقدم إليهم في صورة أقنعة، ودعا إلى إجراء تجمعات عامة للصلاة من أجل الخلاص من الوباء.

وفي بوروندي، كانت استجابة الحكومة لتفشي الجائحة مثيرة للدهشة، إذ قررت إقامة الانتخابات الرئاسية في ظل تدابير احترازية تكاد لا تذكر، علاوة على ضربها بعرض الحائط كل التعليمات التي أوصى بها فريق العمل التابع لمنظمة الصحة العالمية والمخصص لمواجهة وباء كورونا.