بعد الإغلاق المنزلى والحظر الذى عشناه لفترات طويلة عانى الكثيرون من الملل والاكتئاب والوحدة وأثر ذلك على الحالة الصحية والنفسية لهم، لذلك توقع الخبراء كيف تكون صحتنا وحالتنا النفسية اذا استمر العمل من المنزل لمدة 25 عامًا.
وحسب جريدة "ديلى ميل" البريطانية، ابتكر الخبراء نموذجًا يصور كيف يمكن أن يبدو البريطانيون إذا كنا سنعمل من المنزل لبقية حياتنا، وذلك على شكل عاملة المنزل لعام 2045 تدعى بـ "سوزان" ، وهو عرض مخيف أنشأه علماء النفس الإكلينيكيون وخبراء اللياقة البدنية.
تعاني سوزان من أكتاف منحنية، وذقن مزدوج، وسمنة، و"إجهاد العين الرقمي" - عيون جافة ودموية نتيجة للتحديق في شاشة الكمبيوتر طوال اليوم.
يوضح النموذج الآثار التي يمكن أن يحدثها العمل المعزول على أجسادنا إذا لم نتخذ الخطوات اللازمة لتجنبها، وفقًا لخبراء الوظائف DirectlyApply
في حين أن العديد من العمال عن بعد يتمتعون بنوم إضافي وملابس عمل مريحة أثناء إغلاق الفيروس التاجي، فإن الأوبئة في المستقبل قد تعني أن الفوائد الجسدية طويلة المدى على أجسامنا تفوق الفوائد بكثير.
وقال متحدث باسم DirectlyApplyبسبب الإغلاق الذي أجبر الناس في جميع أنحاء العالم على ما كان أكبر تجربة عمل عن بعد في العالم ، فقد تغير تفسيرنا المعتاد للمزايا إلى الأبد".
في حين أن تنقلاتك من السرير إلى المكتب قد تسمح بمزيد من الوقت والاستقلالية، فهل ستكون التداعيات الجسدية على عقلك وجسدك تستحق العناء في المستقبل؟
"من انخفاض التفاعل الاجتماعي ونقص التمارين الرياضية المناسبة، إلى الأكتاف المشدودة والجهد الرقمي للعين - تحدد سوزان الآثار الجسدية العديدة لما يمكن أن يؤديه قضاء ساعات ملتصقة بجهاز الكمبيوتر المحمول على صحتك البدنية والعقلية دون علم".
ومن المشاكل المختلفة التي تواجهها سوزان والعاملات المنزليات التعساء في عام 2045. هى:
متلازمة الرؤية الحاسوبية
يمكن أن يسبب التحديق في الشاشات طوال اليوم أيضًا إجهاد العين الرقمي أو متلازمة الرؤية الحاسوبية، والتي تنتج عن حركات العين المتكررة، وينتج عن ذلك جفاف العين، والتهابها، وكذلك تهيج العين، واحمرارها وعدم وضوح الرؤية.
بالإضافة إلى منحنا لونًا أحمر مخيفًا لأعيننا، بمرور الوقت يمكن أن تؤثر الظروف أيضًا سلبًا على البصر، ويوصي خبراء العيون بأخذ استراحة من الشاشة، والجلوس على بعد قدمين من شاشة الكمبيوتر، وتقليل الوهج بإضاءة أكثر نعومة والتأكد من تحديث الوصفات الطبية إذا ارتدنا النظارات.
وينصح الدكتور ماثيو غاردينر، طبيب عيون مع مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن، بأخذ استراحة من الشاشات الإلكترونية كل 15 إلى 30 دقيقة، لمدة دقيقة واحدة فقط.
ألم العضلات
يمكن أن يؤدي عدم ممارسة الرياضة البدنية وقضاء الكثير من الوقت الذي يقضيه مع وضع سيئ أمام الشاشة إلى مشاكل فى الرقبة والكتفين المستديرة والظهر الحدبي الذي يتطور بمرور الوقت، ستعمل في طريقها من عنقنا إلى يديك وظهرك حيث تخلق السلالات ببطء انحناء في الرقبة.
يقدر مستشفى الجراحة الخاصة (HSS) في نيويورك أننا نبدأ في الاسترخاء بعد 15 دقيقة فقط من الجلوس أو الوقوف في نفس المكان، لذلك تنصح أن العاملين في المنازل يذكرون أنفسهم بانتظام بموقفهم على الكرسي ويعدلون إذا احتجنا ذلك.
حتى إذا كنت مرتاحًا، لا يجب أن تجلس أبدًا في وضع واحد لأكثر من ساعة، ويوصى بالحركة والتنقل كل 30 إلى 40 دقيقة، ويذكرك أيضًا بإعادة ضبط وضعك عند العودة إلى العمل.
تعد فترة قفل الفيروس التاجي وقتًا جيدًا لبدء التدريبات المنتظمة في المنزل لتفادي الوضعية السيئة وأعراض الضعف.
سلالة الكتابة المتكررة
سلالة الكتابة المتكررة هي مصطلح عام يستخدم لوصف الألم الذي تتعرض له العضلات والأعصاب والأوتار الناجم عن الحركة المتكررة والإفراط في الاستخدام.
يتجلى في أيدينا ومعصميه نفسه كمشاعر ساخنة أو مشدودة أو ألم أو ضعف أو تشنج، يمكن أن تتفاقم إصابات الإجهاد المتكررة بشكل كبير وتؤدي إلى ضعف الوضع في أجزاء أخرى من الجسم بمرور الوقت.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية بإنجلترا بالحفاظ على وضع جيد في العمل، مع أخذ فترات راحة منتظمة من المهام الطويلة أو المتكررة والتأكد من وضع مقعد العمل ولوحة المفاتيح والماوس والشاشة بحيث تتسبب في أقل قدر من الضغط.
ويمكن لمستخدمي الكمبيوتر أيضًا تجنب تأثيرات كتابة الإجهاد من خلال عدم الضغط بشدة على لوحة المفاتيح، مهما كان البريد الإلكتروني مهمًا.
"ألم الرقبة"
يمكن للعمل من جهاز مثل الهاتف أو الكمبيوتر المحمول أن يساهم في المصطلح الحديث "عنق الرقبة"، والذي يشار إليه أيضًا باسم حداب عنق الرحم ما يؤدي إلى انحناء غير طبيعي في العمود الفقري العنقي، أو الرقبة
يحدث هذا بسبب إجهاد العضلات أثناء استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، ما يؤدي إلى آلام الرقبة والكتف والتصلب والألم.
بالإضافة إلى الرقبة المنحنية، تؤدي إلى كتف أكثر استدارة وغالبًا ما تواجه الإجهاد المضاد في أجزاء مختلفة من الجسم مثل زيادة آلام أسفل الظهر وتقصير أوتار الركبة.
ولتجنب الرقبة التقنية، يقول د.دانيال ريو، أستاذ جراحة العظام في المركز الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك، إنه يجب علينا النهوض من مقاعدنا والتحرك قدر الإمكان.
وقال: "إذا كان لديك وظيفة جلوس مستقرة ، كل 15 إلى 30 دقيقة على الأقل، يجب عليك النهوض والمشي حتى لو كان ذلك لمدة دقيقة"
"سيؤدي ذلك إلى دوران الدم، وسيجعل رقبتك في وضع مختلف، وليس جيدًا لرقبك فحسب بل أيضًا لبقية جسمك، تظهر الدراسات أن الجلوس لفترات طويلة أمر خطير على قلبك ويؤدي إلى تقصير العمر الافتراضي".
يجب على العمال المنزليين أيضًا الحصول على كرسي يتكئ مع دعم قطني جيد، والاسترخاء قدر الإمكان أثناء العمل، الأمر الذي سيخفف الضغط من عضلات الرقبة حتى لا تكون متوترة، وإذا أمكن، وقضاء معظم اليوم في الوقوف.
تساقط الشعر
يتم امتصاص فيتامين د في الغالب من التعرض لأشعة الشمس، لذا فإن العمل في الداخل طوال اليوم يمكن أن يترك الجسم ناقصًا.
يمكن أن يتسبب ذلك في تساقط الشعر مع توقف نمو الشعر الجديد في نفس الوقت.
أفضل طريقة لتجنب ذلك هي الاستفادة من استراحة الغداء الخاصة بنا للحصول على بعض أشعة الشمس من خلال الذهاب إلى المتاجر، أو القيام بالمهمات أو حتى أخذ استراحة مهدئة في الحديقة أو المنطقة الخارجية إذا كان لدينا إمكانية الوصول إلى واحد.
شحوب الوجه
يمكن أن يؤدي نقص فيتامين D و B-12بسبب تقليل التعرض لأشعة الشمس إلى بشرة شاحبة وباهتة وسوء التغذية.
لتجنب هذا مرة أخرى، اخرج واستمتع بالهواء النقي أثناء استراحة الغداء الثمينة - وأصر على أخذها، من المهم أيضًا استخدام منتجات حماية البشرة في ذروة الصيف أو في أي وقت آخر خارج الشمس ، بما في ذلك صرخة الشمس وقبعة الشمس قليلاً
تجاعيد البشرة
في حين أن التجاعيد جزء طبيعي من الشيخوخة، فإن بعض العادات مثل التحديق في الشاشة طوال اليوم يمكن أن تزيد من ظهور الخطوط المبكرة التي تتشكل تحت سطح الجلد ما يؤدي إلى التجاعيد مثل أقدام الغربان أو خطوط التجهم.
إن شرب الكثير من الماء وتجنب التدخين وحماية نفسك من أشعة الشمس كلها طرق جيدة للحفاظ على بشرة ناعمة وصحية.
هالات سوداء
يمكن أن يتسبب التحديق في شاشات متعددة أثناء العمل طوال اليوم في تكوين هالات سوداء بارزة في الجلد تحت عينيك ما يجعلنا نشعر بالتعب والمضايقة بعد فترات طويلة.
وفقًا لمركز أبحاث Mayo Clinic في الولايات المتحدة، يمكننا تجنب نظرة العين الفضفاضة من خلال تقليل السوائل قبل النوم وتقليل الملح في نظامنا الغذائي وتجنب التدخين والحصول على قسط كافٍ من النوم - بالنسبة لمعظم البالغين، من سبع إلى تسع ساعات في الليلة.
عادةً ما تختفي الهالات السوداء الناتجة عن احتباس السوائل في جفوننا السفلية عند النهوض.
السمنة المفرطة
فترات طويلة من البقاء في الداخل، والوجبات الخفيفة المستمرة وعدم ممارسة الرياضة يمكن أن تؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم بمرور الوقت.
قد يعني العمل من المنزل أيضًا أنه من المغري التوجه إلى الثلاجة والخزائن كل ساعة أو نحو ذلك، ولكن هذا قد يكون أحيانًا فقط نتيجة للملل وليس الجوع.
لذا حاول تجنب تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات التي يمكن أن تكون السبب الرئيسي في زيادة الوزن مع ممارسة الرياضة والخروج من المنزل ووضع خطة نظام غذائية لوقف تراكم الوزن.
زيادة الإجهاد
يمكن أن يؤدي عدم الاتصال البشري والإفراط في العمل لفترات طويلة إلى مستويات أعلى من هرمون الإجهاد الكورتيزول، ما يرفع ضغط الدم وله آثار ضارة على الصحة البدنية.
يجب ألا ننسى التحقق من ذلك مع زملائنا وأصدقائنا من خلال محادثة فيديو ومحاولة الخروج للقاء الأصدقاء وأعضاء المجتمع المحلي عندما ترى إرشادات المباعدة الاجتماعية أنها آمنة.
وهناك بعض النصائح لتجنب المشاكل الصحية للعمل من المنزل وهى:
توصلت دراسة DirectApply إلى "أفضل النصائح عن بُعد" حول كيفية الحفاظ على مستوى جيد من الصحة البدنية والعقلية
1. الروتين
عند العمل عن بعد، من المهم الحفاظ على روتين ثابت، حيث تقول الدكتورة راشيل إم ألان، أستاذة علم النفس المعتمد، أن التمسك بروتين يناسب حياتنا ومستويات إنتاجية ومتطلبات عملنا "أمر أساسي للحفاظ على الصحة العاطفية عند العمل عن بُعد".
"الروتين يمكّننا من إدارة وقتنا وتحسين تركيزنا، فكر في الطريقة التي تريد من خلالها إدارة وقتك وما الذي يعمل بشكل أفضل في السياق الأوسع لحياتك."
2: رعاية الروابط الاجتماعية
أحد التحديات الرئيسية التي نواجهها في العمل عن بعد هو عدم وجود اتصال بشري وجها لوجه، تقول الدكتورة كيت بريرتون، طبيبة علم النفس الإكلينيكي، إن الانتقال دون ملامسة الإنسان لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى مستويات أعلى من هرمون الإجهاد الكورتيزول، ما يرفع ضغط الدم وله آثار ضارة على الصحة البدنية.
علاقات العمل الإيجابية جيدة للمعنويات والإنتاجية وتعزيز الصحة العاطفية في العمل.
وفقًا للدكتور ألان، تعود بعض علاقاتنا المهنية الأكثر أهمية إلى "الدردشات غير الرسمية واللحظات غير المنظمة التي تحدث بشكل عضوي في مكان العمل البدني، قد يتطلب منا العمل عن بعد أن نبني بوعي فرص للتواصل بشكل غير رسمي مع الزملاء."
3. التمرين
قد يعني التعلق بالجلوس أمام الشاشة طوال اليوم أننا نفتقر إلى حد كبير للنشاط البدني، من المهم تخصيص بعض الوقت لممارسة الرياضة والحصول على بعض الهواء النقي بعد يوم طويل من العمل عن بعد.
يوصي المدرب جو ميتون ، بأن تكون اليوغا هي "العلاج المثالي للتصلب و"الرقبة التقنية ".
4. التوازن بين العمل والحياة
من السهل فقدان تتبع التوازن بين العمل والحياة عند العمل عن بعد، وينصح الدكتور بريرتون "بتذكير نفسك أنك بحاجة إلى وقت فراغ حتى تتمكن من البقاء بصحة جيدة وأن تكون أفضل نسخة من نفسك في العمل والمنزل على حد سواء".
"حاول أن يكون لديك مساحة محددة للعمل في المنزل إذا كنت تستطيع، غرفة منفصلة بشكل مثالي، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، حدد المساحة بالطريقة التي ترسم بها الأثاث، أو استخدم بعض نباتات المنزل أو الصور لتمييز مكان عملك، أو قسم مساحة الأرضية بسجادة.
"ضع تذكيرًا على هاتفك أو شاشتك لأخذ فترات راحة منتظمة، والاستيقاظ والتحرك، وتناول الطعام والشراب بشكل صحيح، والخروج لبعض التمارين البدنية إن أمكن"
5. استخدم وقت فراغك بحكمة
واحدة من الفوائد العظيمة للعمل عن بعد هي حقيقة أنك لست مضطرًا للتنقل، مع كل ضغوط القيادة في ساعة الذروة أو استخدام وسائل النقل العام المزدحمة، يكشف الدكتور بريرتون أن العمل عن بعد يوفر الكثير من الوقت وفرصة لدعم صحتك الجسدية والعاطفية.
"يمكنك قضاء هذا الوقت في الاختلاط مع الأصدقاء والعائلة ، أو التنزه في الطبيعة، أو ممارسة نشاط اللياقة البدنية الذي تستمتع به.
"كل هذه الأنشطة مفيدة لنا وستحسن أدائك العام في العمل أكثر من مجرد قضاء يوم عمل أطول."
6: المزيد من التعاون
لا يعني العمل عن بُعد العمل بمفردك ، بل هو في الواقع فرصة مثالية لتحسين العمل الجماعي وتحسين التعاون، توصي أخصائية العلاج الطبيعي إيما جيمس بإعداد "اجتماعات جماعية وتشجيع الحركة داخل الاجتماع - ربما كجزء من مبادرة بناء الفريق ، فإن اجتماع الساعة العاشرة" يشرب ويمتد ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة