حكاية قصر "الخواجة جبرة" المهجور فى قنا.. بناه فرنسيون فى النصف الأول من القرن العشرين وعاش مالكه فتوة ومات مقتولا.. واحتفظ بتصميمه على الطراز الأوروبى حتى الآن.. ويضم أكثر من 40 غرفة وسلالم دائرية.. صور

الجمعة، 31 يوليو 2020 06:30 م
حكاية قصر "الخواجة جبرة" المهجور فى قنا.. بناه فرنسيون فى النصف الأول من القرن العشرين وعاش مالكه فتوة ومات مقتولا.. واحتفظ بتصميمه على الطراز الأوروبى حتى الآن.. ويضم أكثر من 40 غرفة وسلالم دائرية.. صور حكاية قصر "الخواجة جبرة" المهجور فى قنا
قنا - فريق المحافظات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

  - 

مهندسون وعمال من فرنسا أنجزوا القصر من الجبس والطوب اللبن والطوب الأحمر

-  أرضيته من الرخام والأبواب والشبابيك تحتوى على زجاج مختلف الألوان والأشكال

قصر الخواجة جبرة الأسطورة المفقود تفاصيل بطولتها بمنطقة السوق القديم فى جنوب قنا بنقادة، على الرغم من احتفاظه بمعالمه المصممة على الطراز الأوروبى من أشكال فنية فريدة.
 
بني القصر في بداية القرن العشرين لرجل ثري يدعى الخواجة جبرة، وكان يمتلك حينها مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية، بأيدى صناع من دول أوروبا وبالتحديد فرنسا، من الطوب الأحمر وعاش فيه برفقة زوجته وأبنائه الثلاث حتى مماته.   
 
زاهر نجيب، من أهالى منطقة القصر، يتحدث لليوم السابع لأول مرة، عن الخواجة جبرة واصفًا إياه بصاحب الأملاك والأموال في وقتها والرجل الغني  بالمدينة، لما كان يسمعه من حكايات أبيه وما شاهدته عيناه فى صغره حينما كان يتردد علي القصر ويدخله بستينيات القرن الماضي، بعناية من الخدم المتواجدين به والذين يعطوه بعض الثمار والفاكهة المزروعة بحديقة القصر، وبحسب نجيب فإن الخواجة أمتلك مئات الأفدنة من الأراضى الزراعية التي كان يعتمد على محاصيلها المؤجرة إلى المزارعين فى جنوب وشمال مركز نقادة، ويعيش من خيرات عائدها السنوى والنصف سنوى، حيث كان يزرع  الفول والعدس والقمح ومحاصيل أخرى.
 
ويتابع نجيب، أنجب جبرة  الذي ينتمي إلي عائلة تكلا الحكيم 3 أبناء، الكبري عايدة جبرة زوجة عدلي عبد الشهيد، وزير الهجرة السابق، ومارسيل الابنة الوسطي  وحبيب الابن الأصغر، جميعهم قنطوا مدينة نقادة في الصغر وهاجروا إلي بلاد أوروبا عقب الزواج والإنجاب، ولكن لم تنقطع زياراتهم عن البلدة، مضيفًا أن تاريخ إنشاء القصر يتخطى الـ 150 عامًا، حيث عاصر جده الذي ولد في عام 1800 القصر وأيضًا والده، ولم يتردد علي زيارة القصر في تلك الحقبة أشخاص معروفة إلا  المزارعين الذين يسددون إيجار الأراضي ويقدمون الهدايا توددًا للخواجة.
 
وعن العمالة داخل القصر يقول زاهر نجيب، إن الخواجة عٌين 5 من الخدم آخرهم عم حسين، وذلك للعمل في الحديقة والإشراف عليها وتجهيز متطلبات القصر، حيث كان يحتوي القصر علي حديقة كبيرة تقارب مساحتها الفدان وتزرع بها جميع الثمار والفاكهة المعروفة في وقتها، وتروي من مياه الساقية التي تتوسط أراضيها، بالإضافة إلي الورد مختلف الأنواع والأشكال المتفتح في أوقات الربيع، وبني القصر علي الطراز الأوروبى، حيث َجلب الخواجة جبرة مهندسين وعمال من فرنسا لإنجاز القصر من الجبس والطوب اللبن والطوب الأحمر، وأرضيته من الرخام والأبواب والشبابيك تحتوي علي زجاج مختلف الألوان والأشكال، بالإضافة إلي أن القصر يضم أكثر من 40 غرفة وسلالم دائرية علي طراز حديث.
 
"يجلس الخواجة مرتديًا ثياب البهوات والطربوش الأحمر في فناء أمام القصر" هكذا يشير نجيب إلي النشاط اليومي للخواجة وما كان يفعله، حيث يجلس في مكان سمي باللبخة تظله فروع شجرة ضحمة ممسكَا بـ"النشاشة" وواضعًا الطربوش الأحمر فوق رأسه متابعًا ما أنجزه المزارعين بالأرض، وللخواجة كما يسرد الصاوي مكانة كبيرة وكلمة تجبر مستقلي الركوبة علي النزول والسير علي الأقدام احترامًا له أو البحث عن طريقًا آخر يسلكه خوفًا منه، كما تجعل النساء يرتدين ملابس تستر جميع جسدهن حتي كعب أرجلهن خوفًا من تعرض أزواجهن لعقاب جبرة وهو الجلد أمام أعين الأهالي عقابًا لما تفعله الزوجات.
 
ويضيف، توفي أبناء الخواجة الثلاثة وهاجر أحفادهم خارج مصر، فيما ظلوا يزورن نقادة من حين إلي آخر للاطمئنان علي ما تبقي من أراضيهم وتحصيل إيجاره، وُضم القصر في قائمة المبانى التراثية التي لا يجوز هدمها أو بنائها إلا بموافقة مجلس المدينة والجهات المختصة.
 
ومن جانبه يكشف ماجد حسن الراوي، مفتش آثار، عن تاريخ القصر بناء القصر الذي يرجع إلي النصف الأول من القرن العشرين، حيث كانت تسكنه تلك الأسرة من الأغنياء وجهاء البلدة، ويحتوي علي فناء واسع كحديقة للقصر في ذلك الوقت، وبه مصدر مياه "الساقية" كما شيد المبني من طابقين بمدخل يتصل به من خلال درجات سلم، وعلي يمينه 4 أعمدة من قاعدة وبجسم، وتاج  بزخارف نباتية، ثم إلي داخل القصر مكانًا للاستقبال وغرفتان علي اليمين واليسار.  
ويتابع الراوي، السلم يؤدي إلي الطابق العلوى حيث السكن، أما الطابق الأخير به قبة خشبية من 3 أطوار ومعشقة بزجاج أتقن الفنان زخارفها، ويذكر المقريزي أن معظم منازل الصعيد الأثرياء منها كانت منازلهم تتنهي بها، وأن سكان هذه البيوت كانوا يمتلكون عشرة آلاف دينار، مضيفًا أن واجهة القصر الرئيسية من الناحية الشمالية  بها 3 بلكونات، أكبرها أوسطهم، والواجهة بها عدد من النوافذ الطويلة، كما يوجد 3 أفريز نباتية متقنة من الجبس.
  
ويشير ماجد حسن، إلي أن القصر بني من الطوب "الأحمر" من مادة بناء مركبة من الحمرة والجير، كما ضم سقف من قضبان حديدية وليست عروقًا خشبية، لافتًا أن هناك قصورًا مشابهة لهذا القصر، مثل قصر "ستيت" ويعد ذلك القصر تراثًا حضاريًا لا يجوز تغير ملامحه.
 
حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (1)
حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (1)

حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (2)
حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (2)

حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (3)
حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (3)

حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (4)
حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (4)

حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (5)
حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (5)

حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (6)
حكاية قصر الخواجة جبرة المهجور فى قنا (6)

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة