رغم أن الأحياء الشعبية ما زالت تحيا بالعادات والتقاليد، وحقوق الجيرة التى يحترمها الجميع ويحافظ عليها، عملا بالمقولة المتداولة " النبى وصى على سابع جار"، إلا أن شارع المعهد الدينى الجديد ببولاق الدكرور، شهد جريمة قتل تنافى تلك المعانى، حيث خالف عامل الأعراف، معتديا على حرمة جاره، بمضايقة زوجته، والتحرش بها.
أبناء المجنى عليه
عندما تصدى له زوجها، قرر الجار المتحرش إنهاء حياته، لينهال عليه طعنا بمطواة، ويغرسها فى قلبه ناهيا حياته، أمام زوجته، ويتسبب فى حرمان أطفاله الثلاثة من أب يرعاهم ويتولى أمرهم، وينال الزوج الشهادة عملائ بما ورد فى الحديث النبوى، من قٌتل دون أهله فهو شهيد".
اليوم السابع رصد تفاصيل الجريمة، التى دارت أحداثها بحى بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، لتروى زوجة الضحية، باعتبارها شاهدة عيان على كافة الأحداث،ما تعرض له زوجها، والدافع وراء مقتله فتقول "تزوجت من "سيد" منذ عدة سنوات، ورزقنى الله منه 3 أطفال، وكانت حياتنا هادئة، خالية من المنغصات، مثل أى أسرة متوسطة الحال، يعمل زوجى كهربائى، وانتظره كل مساء بعد عودته من العمل لنتاول الطعام مع أطفالنا، والحديث فى شئون عائلتنا العادية، حتى بدأ الأمر ينقلب رأسا على عقب، عندما قرر جارنا إنهاء الهدوء الذى ننعم به، فبدأ فى مضايقتى، وتتبعى والسير خلفى خلال توصيل ابنتى للمدرسة، مرات عديدة فوجئت به يسير خلفى، واحدة منها طلب منى الركوب بصحبته دراجته البخارية، محاولا إجبارى على الاستجابة له، إلا أننى رفضت ووجهت له اللوم، وهددته بفضح أمره إذا لم يتوقف عن محاولاته الدنيئة".
الضحية
وأضافت الزوجة لـ"اليوم السابع": "فى بادئ الأمر خشيت من إخبار زوجى خشيت الاشتباك معه، خوفا على زوجى من إصابته بأى ضرر، وأخبرت حماتى بالمضايقات التى أتعرض لها من جارنا، فاشتكته لشقيقه الذى لم يتمكن من التصدى له، ومنذ عدة أشهر، تدخل عدد من الأشخاص كبار المنطقة، وتم عقد جلسة عرفية له، بسبب أفعاله المشينة المتكررة معى ومع عدد من السيدات بالشارع، وكان الهدف من الجلسة إجباره على ترك مسكنه، والانتقال للإقامة بمنطقة أخرى، إلا أنه أبدى ندمه على أفعاله، ووعد الجميع بعدم تكرارها مرة أخرى، وأبدى استعداده لتقبيل قدم زوجى للصفح عنه".
وتابعت زوجة الضحية: "بسبب الجلسة العرفية التى فضحت أفعاله المشينة، نشأت عداوة بين جارنا وزوجى، بسبب تصدي زوجى له، وكشف أمره أمام الجيران، فاتخذ جارنا قرارا بداخله بالانتقام من زوجى، حتى جاء يوم الحادث، عاد زوجى من عمله، وتناول الطعام، ثم أخبرنى أنه سيتوجه لشراء بعض الاحتياجات الخاصة بالعمل، أدار محرك دراجته البخارية، ووقفت أنا ببلكونة الشقة لمتابعته خلال خروجه من المنزل، فى الوقت الذى كان فيه جارنها يجلس بالشارع، أمام منزلنا ويمسك بيده سيجارة تحتوى على مخدر الحشيش، خلال انصراف زوجى بدراجته البخارية، استوقفه جارنا، واشتبك معه بالحديث، ثم أشهر مطواة وانهال بها على زوجى مسددا له عدة طعنات بجسده، ليسقط من أعلى دراجته البخارية أرضا غارقا فى دمائه، فأطلقت الصراخ والاستغاثة لنجدة زوجى، بينما أطلقت زوجة المتهم الذغاريد قائلة "جوزى خد حقه".
واستطردت حديثها: "تجمع عدد من الجيران ونقلوا زوجى إلى مستشفى بولاق الدكرور، ليطلب الأطباء سرعة نقله إلى مستشفى قصر العينى، لسوء حالته الصحية، وعقب نقله إلى المستشفى فارق الحياة تاركا خلفه 3 أطفال أصبحوا أيتاما بلا أب يرعاهم".
والدة المجنى عليه تحدثت عن الجريمة التى راح ضحيتها ابنها فقالت: "عندما أخبرتنى زوجة ابنى بالمضايقات التى تتعرض لها، توجهت إلى منزل شقيقه، وطلبت منه منع أخاه من التحرش بزوجة ابنى، والتوقف عن ملاحقتها والسير خلفها، واحترام الجيرة التى تجمعنا، منعا لإثارة المشاكل، فأبدى شقيقه تفهمه، ووعد بحل الأمر، إلا أن شقيقه اكتفى بإخبار زوجة الجار المتحرش بالشكوى".
وتابعت والدة الضحية: "يوم الحادث عندما اعتدى المتهم على ابنى توجهت إليه وتحدثته معه قائلة "حرام عليك، هو عملك إيه، فقال " وحياة أمك هموتهم لك كلهم"، فتركته وتوجهت خلف ابنى للمستشفى، حيث كان ينطق الشهادة ويرددها خلال نقله إلى مستشفى بولاق، ثم مستشفى قصر العينى، إلا أن نزيف الدماء الذى تعرض له، والطعنات التى تلقاها بقلبه وجسده أنهت حياته".
والدة الضحية وابنه
وتنهى والدة الضحية حديثها قائلة: "ما أتمناه سرعة محاكمة المتهم وإعدامه، رغم أن هذا الحكم لن يعوضنى عن فقدان ابنى، أو يعيده لأبنائه الثلاثة الذين حرموا منه دون ذنب، بسبب دناءة المتهم المتحرش".
-ابن خالة المجنى عليه
"كريم على" ابن خالة المجنى عليه أوضح الأحداث التى وقعت بعد ارتكاب الجريمة فقال: "عقب مقتل "سيد" الذى كان يتمتع بسمعة طيبة، وأخلاق يشهد بها جيرانه وأصدقائه، سادت حالة من الغضب بين أفراد الأسرة، فأشعل أحد الأشخاص النار بشقة المتهم، وتم إبلاغ رجال الحماية المدنية الذين سيطروا على الحريق، وألقى رجال المباحث بقسم شرطة بولاق الدكرور، القبض على شقيق المجنى عليه، بتهمة إشعال النار، والتسب فى حرق الشقة، مطالبا بالنظر بعين الرحمة والرأفة للأسرة التى فقدت أحد ابنيها بمقتله، والثانى بالقبض عليه، وإخلاء سبيله لرعاية أفراد الأسرة".
المجنى عليه
الحادث تلقى به قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغا يفيد وصول أحد الأشخاص جثة هامدة إلى مستشفى قصر العينى، مصابا بعدة طعنات بأنحاء جسده.
بإجراء التحريات تبين أن المجنى عليه يدعى "سيد الخولى" كهربائى، وأن المتهم بارتكاب الجريمة يدعى "سيد حنفى"، جار المجنى عليه، وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة، فتم إحالته إلى النيابة للتحقيق.
انتقل الرائد أحمد عبد العزيز ومحمد حسن خبيرى الأدلة الجنائية إلى محل الواقعة، لإجراء معاينة، كما تم الحصول على عينة من دماء الضحية، لإعداد تقرير بشأن الحادث، وتقديمه للنيابة العامة التى تباشر التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة