كيف تحسنت الأوضاع الصحية والبحث العلمى قديما بفضل الأوبئة؟

الثلاثاء، 21 يوليو 2020 09:00 م
كيف تحسنت الأوضاع الصحية والبحث العلمى قديما بفضل الأوبئة؟ الأوبئة - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمن الأوبئة ليس الجميع خاسر، فهناك مجالات ومهن قد تستفيد وتتطور بفضل جائحة معينة، ويتغير مسارها بشكل مع مختلف مع  انتهاء الوباء، وعلى مدار التاريخ الإنسانى، هناك عدة مجالات كان تطورها الكبير والذى نجده الآن بدأ فى زمن الأوبئة القديمة، وبعد احتياج الإنسان لها بدأ التركيز عليها.
 
يبدو أن المجالات الطبية أكثر استفادة من مثيلتها من المهن الأخرى التى عاشت فى زمن الأوبئة وتأثرت، كذلك كان التعليم والبحث العلمى من أكثر المجالات العملية استفادة وتطور بفضل الأوبئة والطواعين القديمة، وهو سبب تقدمها الآن، ومع تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" أصبح السؤال الذى يطرح نفسه، ما هى أكثر المجالات التى سوف تستفاد من هذه الجائحة وتتطور خلال السنوات المقبلة؟
 

تحسن الخدمات الصحية

بحسب كتاب "عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور" لسوزان سكوت وكريستوفر دنكان، فإن السلطات اتجهت إلى تحسين قواعد النظام الصحى خاصة فى المناطق الريفية، ولجأت إلى استخدام أنظمة للوقاية من انتشار الأمرض المعدية مثل "الحجر الصحى"، وتقول لورا سبيني، وهي كاتبة متخصصة بالشؤون العلمية ومؤلفة كتاب عن الإنفلونزا الإسبانية وتأثيرها على العالم، "كان معظم الأطباء في العالم الصناعي آنذاك يعملون إما لحسابهم الخاص أو أنهم كانوا ممولين من جمعيات خيرية أو مؤسسات دينية، ولم يكن بإمكانالعديد من الناس الاستفادة من خدماتهم إطلاقا".
 
لجأت السلطات أيضا لإعادة النظر في أنظمتها الصحية التي أثبتت في الغالب عدم فاعليتها لمواجهة مثل هذه الأزمات. ولجأت لاعتماد أنظمة جديدة قامت على الطب الوقائي والاجتماعي. وبينما لجأت دول كفرنسا وبريطانيا وروسيا لإرساء أنظمة صحية مركزية، اتجهت دول أخرى لوضع خطط تأمين صحي وضمان اجتماعي. ومكّن كلا هذين النظامين الناس من الوصول للخدمات الصحية وساهم في مساعدة وإنقاذ العديد منهم.
 

منازل صحية

تيقن البشر من دور المنازل الضيقة والمكتظة فى نقل ونشر الأمراض، وإثر أهوال الإنفلونزا الإسبانية، شدد الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت بثلاثينيات القرن على ضرورة احتواء جميع المنازل على مخرج نجدة وأروقة ومداخل واسعة وغرف حمام منفصلة.
 

قوانين صحية جديدة

بفضل انتشار الحمى الصفراء فى الولايات المتحدة الأمريكية فى القرن الثامن عشر، أرسى الآباء الأوائل للولايات المتحدة الأمريكية، قواعد قانوينة جديدة لمواجهة الأمراض، حيث جون أدامز ثانى رؤساء الولايات المتحدة بإقرار قانون لمواجهة الأمراض القادمة من البحار عبر "قانون البحارة المرضى"، الذي أمر بإنشاء مستشفيات بالموانئ لفحص البحارة المرضى والمصابين وعلاجهم.
 

زيادة الاهتمام بالبحث العلمى

بعد انتشار الأوبئة كان الحل هو الاتجاه للبحث العلمى والعلماء لبحث سبل الخلاص من الجوائح المميتة، وعقب الإنفلونزا الإسبانية، شجعت الدول والحكومات، العلماء فى دراستهم للتركيز على العوامل الديموغرافية والاجتماعية والمهنية التي تساهم في ظهور الأمراض، وبفضل ذلك ظهر علم الأوبئة المعاصر الذي اتجه للبحث في أنماط وأسباب وتأثيرات الأمراض وسبل الوقاية منها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة