في منطقة مزدحمة بالسكان بمدينة قليوب التابعة لمحافظة القليوبية، حيث العقارات المتلاصقة بقليوب البلد خلف مزلقان السكة الحديد، عاش شاب يدعى "محمد" الذي يبلغ من العمر 22 سنة، ينتمي لأسرة بسيطة، يسكنون في "بدروم" عقار، فالأب يعمل "سائق توك توك" والأم ربة منزل، وتعرف "محمد" على شاب يقاربه في العمر بنفس المحافظة، كان يتردد على منزله، ولديه أخت "جميلة الملامح"، تعلق قلب "محمد" بها، منحها لحظات الإعجاب فلم تصده، حيث تبادل الاثنين نظرات الحب والعشق.
والد القتيل يسرد كواليس الجريمة للزميل محمود عبد الراضي
ومع تردد "محمد" على منزل صديقه، بدأت علاقته بـ"حبيبته" تتأصل وتزداد متانة، دون علم أسرتها، عرف الشاب كل شيء عن حبيبته، حتى مواعيد دروسها الخصوصية، فصمم جدولاً على حائط غرفته وضع به مواعيد خروجها للدروس، حتى يلقاها بعيداً عن أسرتها.
عدة أشهر من اللقاءات بين الاثنين في الشارع، كانت كفيلة بالاتفاق على كل شيء، على الحب والزواج والمنزل السعيد، دون النظر لفارق الظروف الاجتماعية والمادية بينهما، فقد تحطم كل شيء على صخرة الحب، حيث رفع الاثنان شعار الصمود في وجه الجميع، من أجل هذا الحب.
وبدأت أنباء تتسرب لمسامع أسرة الفتاة عن هذه العلاقة، الأمر الذي اثار غضبهم، خاصة شقيقها "صديق الشاب" الذي اعتبر هذه العلاقة "خيانة للعيش والملح"، وأن صديقه "محمد" استغل الصداقة بينهما كجواز مرور للمنزل وإقامة علاقة حب مع شقيقته.
وجد الشاب "محمد" نفسه في ورطة كبيرة، عندما فاحت كواليس اللقاءات لأسرة حبيبته، فمنعوها من لقائه، وشددوا عليه بعدم التفكير في الأمر نهائياً، لكن "محمد" لم يفقد الأمل، فقد كان قلبه متيما الحب بها، وبالرغم من سوء أحواله المادية، إلا أنه قرر التقدم للزواج منها، لكن هذا القرار قوبل بالرفض الشديد من أسرة الفتاة.
باتت علاقة "محمد" وحبيبته شبه مستحيلة، وكُتب على زواجهما "الفشل"، لكن الشاب قرر استكمال رحلة الحب، حيث كان يلقى حبيبته خلسة، مما أثمر عن حمل سفاح، أصاب أسرة الفتاة بالصدمة، فقررت التخلص منه بقتله.
كتابات المجني عليه على الحائط
وعن كواليس الجريمة، يقول والد القتيل:"استدرجوا ابني لمنزلهم بزعم الموافقة على الزواج وتصحيح المسار، فخفق قلب ابني فرحاً، وطلب مني توصيله لمنزلهم بالتوك توك، حيث تركته على أول شارع منزلهم وانصرفت".
وبصوت ممزوج بالآسى، يقول الأب:" مرت ساعات ولم يعد ابني، حاولت الاتصال به، لكن تليفونه كان مغلقاً، فذهبت لمنزل والدة الفتاة، وسألت عن ابني، فأكد أنه لم يراه منذ شهرين، رغم أني شاهدته يدخل بيتهم، فتسلل الشك لقلبي".
ويضيف الأب:"توجهت لقسم الشرطة وحررت محضرا بغياب ابني، فأكدوا لي أنهم عثروا على جثة شاب محترقة، لكن معالم وجهه موجودة، واطلعت على الصور، وتبين أنها لابني، فاتهمت والد الفتاة بقتله، فتم ضبطه واعترف بارتكابه للجريمة برفقة ابنه، حيث عذب الاثنان ابني لعدة ساعات، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم حرقا الجثة، ووضعاه في "جوال" وتخلصا منه".
وأضاف: لا أريد سوى القصاص العاجل والعادل ـ الأب يكمل حديثه ـ فلن تهدأ نيران القلب حتى أرى المتهمين على حبل المشنقة جراء ما اقترفوا في حق ابني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة