أكرم القصاص - علا الشافعي

معتز بالله عبد الفتاح

تركيا أوڤر ستريتشينج

الإثنين، 20 يوليو 2020 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1 - مؤرخ أمريكى اسمه بول كينيدى كتب فى عام 1987 أن الدول والإمبراطوريات تتمدد عسكريا (overstretch) أكثر من اللازم إلى أن تصل إلى نقطة أن يتحول التمدد العسكرى إلى واحد من أسباب انهيارها اقتصاديا. وهذا ما يحدث لتركيا.
 
2 - لا أحد يريد الحرب خوفا من تكلفتها العالية، ولكن أحدا لن يتخلى عن مكاسبه المحتملة بسهولة حتى لو اضطر للتلويح بالحرب والحشد للحرب لكن دون أن يصل إليها. 
3 - تركيا دولة بلا غاز أو نفط تقريبا وتعتمد على كل من إيران وروسيا تاريخيا وتحاول أن تنوع مصادرها عبر استيرادهما من قطر والولايات المتحدة. تركيا احتلت مناطق كثيرة فى شمالى سوريا والعراق وعملت قاعدة عسكرية فى الصومالل ولكنها مناطق بلا عائد اقتصادى، هى نفوذ بلا فلوس. 
 
4 - الخطوة الوحيدة التى ترجمت فيها النفوذ إلى فلوس كان فى قطر عبر تدفقات نقدية تقدر بـعشرة تريليونات دولار من قطر إلى تركيا كجزء من اتفاق لتبادل العملة، وكان الاتفاق المبرم بين الطرفين قبل عامين لتبادل العملة، ينص على مبلغ 5 مليارات دولار فقط.
 
5 - لكن الاقتصاد التركى الذى تضرر كثيرا من جراء أزمة فيروس كورونا داخليا والإنفاق العسكرى المبالغ فيه خارجيا، دفع الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى الضغط على حليفه أمير قطر تميم بن حمد، من أجل رفع سقف الاتفاق المذكور.
 
6 - أردوغان جعان، والاقتصاد التركى يعانى، وترسم الأرقام صورة سلبية للأوضاع الاقتصادية فى تركيا، إذ بلغت الليرة التركية أدنى مستوى لها على الإطلاق هذا الشهر بواقع 7.2 ليرات مقابل الدولار الواحد، مقارنة بثلاثة ليرات مقابل الدولار فى سبتمبر 2016.
 
7 - وفقدت الليرة 14 فى المائة من قيمتها أمام الدولار هذا العالم، وسط توقعات بأن يصل إجمالى الهبوط إلى 18 بالمائة خلال العام الجارى، أى 7 ليرات مقابل الدولار، وقد حدث.
8 - وفقد البنك المركزى التركى أكثر من احتياطى العملات الأجنبية لدعم قيمة الليرة، وهناك 168 مليار دولار من الديون الأجنبية خلال الـ12 شهرا الأخيرة، مما يعنى أن أثر الاتفاق مع الدوحة سيكون محدودا.
 
9 - وتشير الأرقام إلى أنه منذ العام 2003 الذى تولى فيه أردوغان رئاسة تركيا وحتى العام 2020 قفز الدين العام الخارجى للبلاد بنسبة 210.34 % حيث ارتفع الدين الخارجى من 144 مليار دولار خلال العام 2003 إلى نحو 446.9 مليار دولار خلال العام 2020، بزيادة بلغت نحو 302.9 مليار دولار بمتوسط زيادة سنوية تبلغ قيمتها 17.817 مليار دولار.
 
10 - وعند مستوى ديون يبلغ 446.9 مليار دولار، فإن الدين الخارجى لتركيا يعادل نحو 61.9 % من الدخل القومى.
 
11 -  من وما الذى يمكن أردوغان؟ 
 
12 - راهن على الغاز، معظم الغاز فى البحر المتوسط يتواجد فى الشرق والجنوب ولم يتواجد بنفس القدر فى شمالى المتوسط، لذا تركيا تناور وتصارع كى تصل إلى مناطق الغاز فى الجنوب عبر تواجدها فى ليبيا. 
 
13 - وكان أملها أن تنجح بمرتزقتها وأسلحتها وحلفائها فى الغرب الليبى أن تصل إلى الهلال النفطى الذى يتواجد فيه 80 بالمائة من الاحتياطى النفطى والغاز الليبى وامتداداته فى البحر المتوسط، وهو المسؤول عن 60 بالمائة من الصادارات النفطية والغاز الليبى. 
 
14 - احتلال الغرب الليبى من قبل تركيا ليس كافيا، بهذا هى حسبة خاسرة، التكاليف أعلى من العوائد، لذلك هى تريد سرت والهلال النفطى، وكان يمكن لها هذا لولا أن مصر تعرف المأزق التركى فى ليبيا، وتقف لها بالمرصاد بالخط الأحمر الذى رسمه الرئيس السيسى. 
 
هذاما أمكن إيراده وتيسر إعداده، وقدر الله لى قوله.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة