د. إبراهيم نجم

30 يونيو الثورة التى أنقذت مصر

الخميس، 02 يوليو 2020 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حياة الأمم والشعوب أيام فارقة فى تاريخ مسيرتها، وإذا نظرنا إلى تاريخ مصر فى العصر الحديث لوجدنا يوم الثلاثين من يونيو عام 2013م يمثل حدثًا عظيمًا من أحداث مصر، حيث إنه كان تعبيرًا عن صحوة شعب مصر بطوائفه المختلفة ضد حكم عصابة جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة ورفضه لها، وصورة من صور مقاومة قوى الشر والفساد، أدت إلى نجاح أبناء مصر فى التخلص من قبضة هذا الحكم الخائن، واستعاد وطنه المخطوف بمعونة ابن مصر البار القائد عبد الفتاح السيسى، ومن خلفه قواتنا المسلحة ومؤسساتنا الوطنية والدينية، التى انحازت للإرادة الشعبية ونفذت مطالب المصريين، وأنقذت الوطن من مخالب قوى الخيانة والظلام،
 
فقد ظنت هذه الجماعة المارقة أنها تمثل مصر، ولم تدرك أن مصر الوطن باقية بشعبها وأهلها، وأن الجماعات والفرق إلى زوال، فهذه الأرض الطيبة باقية بحفظ الله لها وبسواعد المخلصين من أبنائها، يرد عنها كيد كل كائد وغدر كل خائن.
 
وإذا أردنا أن نتمعن أكثر وندقق فى معانى وثمار هذه الثورة المجيدة، لندرك كيف كانت طوق النجاة لبلادنا، فيجدر بنا أن ننظر ماذا فعلت هذه الجماعة الخائنة بمصرنا الحبيبة على كل المستويات، وماذا كانت تدبر لها ولمستقبلها.
 
فإذا نظرنا إلى الجانب الشرعى لوجدنا أن هذه الجماعة الخائنة عملت على تحريف المعانى الشرعية، فجعلت معيار الانتماء للإسلام هو الولاء للجماعة ولمنهجها وأهدافها، وحاولت محو الوجه الوسطى السمح لمصر واستبداله بمرجعية فكرية ظلامية تكفيرية، تنشر التشدد وتنفى معانى التعايش والإخاء بين أبناء الشعب المصرى، إلى جانب ما قامت به من محاولات ضرب المؤسسات الشرعية وعلمائها، واستبدالها بمؤسسات وهيئات تابعة لجماعة الإخوان تعمل على قيادة التوجيه الشرعى فى مصر بما يناسب أهداف الجماعة.
 
وفى مجالات الأمن القومى بمحاوره المختلفة، كان الهدف الأساسى لهذه الجماعة هو القضاء التدريجى على كيان الدولة المصرية وقوتها الذاتية، وإضعاف ثقلها الإقليمى لصالح قوة الجماعة التى تصبح هى البديل للدولة ومؤسساتها وهيكلها الإدارى، وتمثل ذلك فى خطوات منها محاولة تكوين الميليشيات المسلحة التابعة للجماعة والمكونة من التكفيريين وأصحاب الفكر المتشدد، وجعلهم كيانات مستقلة فى مواجهة مؤسسات الدولة الوطنية وأجهزتها الأمنية وجيشها وشرطتها، ليتمكنوا من خلالها القبض على زمام الحكم بدون معارضة، وتكتمل بذلك أركان دولتهم الفاشية، وقد شهدنا كيف كان مكتب الإرشاد فى هذه الفترة يدلى بالتصريحات والبيانات الخاصة بأمور الأمن القومى المصرى، ويحاول التسلل إلى مؤسسات الدولة الأمنية لولا يقظة رجال هذه المؤسسات ووعيهم بالمخطط الإخوانى، هذا إلى جانب ما تم من محاولة ضرب صرح القضاء المصرى وصبغه بالصبغة الإخوانية والسيطرة على مفاصله وحصار مؤسساته، ومنعه من مباشرة عمله، بالإضافة إلى الانقضاض على المناصب القيادية فى المحافظات والمحليات والنقابات والاتحادات، فلا يوجد فيها إلا الفرد الإخوانى أو من يتعاطف مع فكر الجماعة.
 
وفى مجال السياسة الخارجية، شهدنا ألوانا من العلاقات والتحالفات مع الدول، التى تتعارض سياستها ومصالحها مع أمننا القومى، وعلى سبيل المثال فتح الباب أمام إيران للدخول إلى مصر تحت المسميات المختلفة، والتحالف مع قطر الحاملة والمنفذة للأجندة الغربية فى منطقتنا العربية، بل وبلغ بهم الأمر إلى محاولة الزج بمصر فى سوريا والنزاع الواقع فيها.
 
وإذا نظرنا إلى الجانب الاقتصادى المصرى فى عهد الإخوان وجدنا أنه قد سار فى اتجاهين، الأول هو الجانب الوهمى وخداع الناس بوجود ما يسمى بمشروع النهضة، الذى لم يظهر له ملمح واحد حقيقى فى فترة حكمهم، والثانى هو الجانب الحقيقى المعبر عن سيطرة الجماعة على مفاصل الاقتصاد المصرى، والتضييق على المستثمرين ورجال الأعمال لصالح رموز الإخوان، واتخاذ القرارات الاقتصادية غير المدروسة، مما أدى لظهور المشاكل الاقتصادية المتعلقة بحياة الناس اليومية، وتآكل الاحتياطى النقدى الأجنبى وتهاوى مؤشرات البورصة.
 
أما فى مجال الحريات، فقد رأينا وسمعنا كيف استهانت هذه الجماعة الضالة بكرامة ودماء وعرض المخالفين لها من جموع الشعب، فمارست الاستبداد باسم الدين، فأقرب التهم هى الرمى بعداوة الإسلام الذى بالطبع تمثله الجماعة ثم الحكم بإهدار الدم، وكم رأينا من الشهداء والمصابين سقطوا على أيدى ميليشيات هذه الجماعة لمجرد أنهم  قاموا بإبداء المعارضة السلمية لمنهجها، فقد افتقد المواطن المصرى أمنه وسلامته وكرامته فى ظل حكم هذه الجماعة.
 
ومن أهم أسباب انتفاض الشعب المصرى ضد جماعات الإخوان هو ما أنتجته تجربتهم الخبيثة من تهديد نسيج ووحدة الشعب المصرى، وما أحدثوه من انقسام بين أبنائه، بحيث كان يخشى من أن يؤدى ذلك إلى انزلاق مصر فى حرب أهلية، فقد كانت مصر فى  فترة حكمهم غير مصر التى عرفها المصريون وعاشوا على أرضها، فكانت الرحمة الإلهية بهذا الشعب أن خلصهم من حكم هذه الجماعة الضالة وأبطل مخططهم، ففتح الباب أمام مصر وأبنائها لإزالة المصائب التى خلفتها هذه الجماعة وعودة مصر إلى مكانتها الحقيقية، التى تليق بها بين الأمم، وقد رأينا ثمار هذا الأمر على كل المحاور السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتكامل ترتيب مؤسسات دولتنا لتقوم بواجبها الوطنى الذى يهدف إلى إعمار مصر، والحفاظ على أمنها القومى وصيانة كرامة المواطن، فتحقق الأمن والاستقرار ودارت عجلة الحياة التى توقفت، وانطلق أبناء مصر خلف قيادتهم لتحقيق عملية التنمية، فشهدنا المشروعات العملاقة التى كانت ثمرة من ثمار هذه الثورة، فتحية حب وإجلال وتقدير وعرفان إلى كل ساهم فى إنقاذ وطننا من خلال هذه الثورة المجيدة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة