عندما يقوم الكثيرون بشراء أجهزة جديدة هذه الأيام، نادرًا ما يفترضون أنها ستدوم طويلًا، ويتوقعون أيضا أن استخدام الهاتف الذكى أو الكمبيوتر المحمول سيستمر طالما أن الشركات تعمل على تطوير منتجاته، كما أن هناك شريحة من المستهلكين ممن يشعرون، فى مرحلة ما، بأنه يجب عليهم التخلص من الجهاز المستهلك والبحث عن بديل أكثر حداثة، إذ يجب أن يكون لديهم أحدث وأقوى كاميرا، على سبيل المثال، ويجب أن يكون لديهم تطبيقات تعمل بشكل أسرع وشاشات أكثر إشراقا، لكن فى حقيقة الأمر إن الإلكترونيات الاستهلاكية، مثل الهاتف الذكى أو الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر اللوحى، يمكن أن تستمر لسنوات عديدة، ويمكن تحقيق ذلك ببساطة من خلال بعض البحث للحصول على التكنولوجيا التى ستستمر، ومن المرجح أن عملية البحث ستكون ذات أهمية متزايدة فى الركود الناجم عن أزمة جائحة كورونا، والتى ستجبر الكثيرين على ترشيد إنفاقهم.
وفيما يلى عدد من الأسئلة، التى يوصى الخبراء بضرورة طرحها، ووضع الإجابة عنها فى الاعتبار على المدى الطويل:
1- هل الجهاز الجديد سهل الإصلاح؟
ويشدد الخبراء على أنه فى المرات القادمة التى يتم فيها التسوق وشراء منتج إلكترونى، يجب أن يتم التأكد من سهولة إصلاحه وهل من الممكن إصلاحه بواسطة مراكز صيانة متخصصة، وإذا تبين وجود صعوبة فى الإصلاح أو نقص فى قطع الغيار أو عدم توافر مراكز صيانة فلابد من تجنب شراء هذا المنتج بشكل حاسم.
2- هل البطارية قابلة للاستبدال؟
يعد أحد أوضح المؤشرات على جدارة ومتانة المنتج هو ما إذا كانت البطاريات قابلة للاستبدال، ويتم تشغيل الأدوات التى تعمل بدون أسلاك بواسطة بطارية ليثيوم أيون، والتى يمكن شحنها فقط لعدد محدود من المرات قبل أن تتدهور.
ولحسن الحظ، تحتوى معظم الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة على بطاريات يمكن استبدالها بمحترفين، لكن توجد بعض المنتجات الأكثر إحكاما، والتى تحتوى على مكونات ملتصقة ببعضها البعض ومغلقة بإحكام، مما يجعل استبدال بطارياتها مستحيلاً، وعلى سبيل المثال توجد بعض أنواع سماعات الأذن اللاسلكية التى تنتمى لعلامات تجارية شهيرة ولكن تحتوى على بطاريات لا يمكن استبدالها. وبمجرد نفاد البطاريات، يجب على المستخدم شراء زوج سماعات جديد تمامًا.
3- هل المنتج موثوق؟
يوجد للمنتجات التقنية، مثلها مثل الأجهزة المنزلية، معدلات فشل، أو نسبة القطع السليمة إلى الوحدات المعيبة، ويمكن أن تعطى الأسعار الخاصة ببعض المنتجات فكرة عن مدى الثقة بالعلامة التجارية.
4- هل ينبغى إنفاق مزيد من المال؟
هناك قاعدة أخرى يجب وضعها فى الاعتبار وهى زيادة الاستثمار فى منتج لجعله يدوم، ولا يعنى ذلك أنه يجب شراء أغلى هاتف أو جهاز كمبيوتر فى الأسواق، وإنما يعنى بالفعل الاستثمار فى التكوينات، التى تجعل المشترى أكثر سعادة على المدى الطويل.
وقال نيك جاى، الخبير فى نشرة "وايركاتر"، التى تصدر عن صحيفة "نيويورك تايمز"، يمكن على سبيل المثال دفع مبلغ بسيط أعلى لشراء جهاز بسعة تخزين تصل إلى 128 جيجابايت بدلًا من شراء الطراز الأساسى مع 32 جيجابايت من سعة التخزين. وفى لغة التكنولوجيا، تُعرف هذه الاستراتيجية بـ "التحسب للمستقبل" حيث تتيح السعة الأكبر الفرصة لاستيعاب التحديثات على مدى سنوات قادمة.
5- هل برامج تشغيل الجهاز سهلة التحديث ولمدة طويلة؟
نظرًا لأن العديد من الأجهزة الحديثة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، تفتقر فى الغالب إلى إمكانية فك الأجزاء واستبدالها بأخرى، ويصعب توصيل أجزاء خارجية للبعض منها، فإن برامج تشغيل تلك الأجهزة تلعب دورًا قويًا فى تحديد طول عمرها. إنه بعد توقف شركة ما عن توفير تحديثات البرامج لأحد أجهزتها، يمكن بدء توقع حدوث مشكلات، مثل توقف التطبيقات المفضلة عن العمل بشكل مناسب.
6- هل يقدم الجهاز حلا لمشكلة أساسية؟
تقدم العديد من الشركات ما يسمى بأجهزة المنزل الذكى، وهى فى الغالب أجهزة تقليدية مزودة بأجهزة استشعار لاسلكية وإمكانية الاتصال بالإنترنت، لذا ينصح الخبراء بالتأكد من مدى الحاجة إلى مثل هذه الأجهزة، محذرين من أن بعض المنتجات الذكية ربما تتسبب فى حدوث مشاكل أكثر مما تحلها.
ويستشهد الخبراء بسلة المهملات الذكية، التى تفتح غطاءها تلقائيًا عند تمرير اليد فوقها دون حاجة لفتحها أو ملامستها، وكيف أنها تعتمد على بطاريات وأجزاء متحركة تبلى فى نهاية المطاف وتحتاج لتغيير البطاريات والصيانة. ويصل الأمر فى بعض الأحيان إلى أن يكون اقتناء سلة مهملات غير ذكية خطوة أكثر ذكاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة