قال بشارة خير الله المحلل السياسي اللبناني، أنه يمكن وصف الأزمة الاقتصادية التي تمر بها لبنان حالياً، بأنه انهيار اقتصادي مع ارتفاع سعر صرف الليرة أمام الدولار بهذا الشكل المهول، مؤكداً أن أصل المشكلة هو سياسي بالدرجة الأولى.
وأضاف "خير الله" في تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع" من لبنان، أن بلاده يعيش إشكالية سياسية تنعكس سلباً على الاقتصاد، وسبب الإشكالية السياسية هو الخروج عن مبدأ تحييد لبنان عن صراعات المحاور ، موضحاً أنه في عام 2012 اتفقت جميع القوى اللبنانية على طاولة الحوار الوطني برئاسة الرئيس اللبناني السابق العماد ميشيل سليمان بقصر بعبدا على عدد من البنود.
وأشار إلى أن البند (12) على إعلان بعبدا ينص على تحييد لبنان نفسه على صراعات المنطقة ، وهو ما لقي تأييداً داخلياً وعربياً ودولياً ، وأصبح وثيقة في الأمم المتحدة وتم التعامل مع لبنان على هذا الأساس، أي أن لبنان" المحايد" لا مع إيران في مواجه الدول العربية ولا مع القوى الدولية ضد إيران.
ولفت إلى أنه عقب تراجع لبنان عن التزاماته في هذا التحييد من خلال تدخل حزب الله في اليمن وسوريا والعراق، تراجع التأييد العربي والدولي للبنان وفقد ثقته، بل الأدهى من ذلك هو أن لبنان الرسمي أصبح يمثله حزب الله.
وأوضح أن السلطات الدستورية الثلاثة في لبنان ( رئاسة الجمهورية – رئاسة مجلس النواب- رئاسة الوزراء) على تحالف وثيق بحزب الله اللبناني ، لذلك وقع لبنان في المشكلة الكبرى ، وهو أن الدول الصديقة في المنطقة العربية رأى أن لبنان صار في حلف الممانعة ، وفى ظل العقوبات الدولية على حزب الله اصبح لبنان بلا سند دولي ولا دعم عربي ، مما أدى إلى الانهيار الاقتصادي الكبير في لبنان.
ورأى أن الإصلاحات الاقتصادية لخروج لبنان من هذه الأزمة هو البدء أولا وفوراً بالإصلاحات السياسية.، والعودة إلى مبدأ التحييد ،ورفع الغطاء السياسي عن الفساد، وهو ما سيؤدى إلى تعافي لبنان سريعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة