محمد ثروت

الإعلام الجديد والتطرف.. من يخدم من؟

السبت، 11 يوليو 2020 03:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوتيوب وبرامج الدردشة والألعاب الإلكترونية، وسائل جديدة قامت الجماعات المتطرفة بتوظيفها للترويج لأفكارها وأهدافها من خلال الإعلام الجديد، مما أثار الكثير من التساؤلات ومنها: من يخدم من؟ هل الإعلام الجديد يخدم الجماعات المتطرفة أم أن الجماعات المتطرفة هي التي تخدم الإعلام الجديد بوسائله المختلفة؟  
 
يحاول الكتاب العلمي الذي أصدره معهد البحوث والدراسات العربية التابع لمنظمة الألكسو كتابا مهما في جزئين حول أبحاث مؤتمر الإعلام العربي الجديد: تجاذبات السياسة والاجتماع واللغة"، والذي قام بتحريره كلا من العالم الجليل دكتور محمود علم الدين والصديق العزيز الدكتور محمد محمود الطناحي، الإجابة على ذلك السؤال من خلال بعض البحوث.
 
 فتشير دراسة الدكتور مثنى فائق العبيدي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع والمنتديات الإلكترونية تخدم الجماعات المتطرفة في نشر الأفكار والترويج لها من خلال عدة أمور أبرزها: عنصر السرية والتخفي بأسماء وهمية، وسهولة التواصل مع الجماهير، وانخفاض التكلفة، وتوفير المعلومات والاتصالات بين عناصرها، والتعبئة وتجنيد العناصر الجديدة، والتأثير على الرأي العام، وتوفير مساحة للحرية المطقة واتباع سياسة التهويل والتخويف.
 
وتنبه الدراسة إلى سياسة تتبعها الجماعات المتطرفة للتواصل مع الشباب ومنها: تقديم خدمات ثقافية مجانية مثل تحميل الكتب والبرامج، وخدمة تجاوز الحجب والتشفير.
 
أما دراسة دكتورة وفاء نعيم، فتشير إلى أن الفيسبوك قدم دعما فنيا لمرتكبي العمليات الإرهابية غير المنتمين لجماعات او تنظيمات راديكالية، فيما يعرف بظاهرة" الذئاب المنفردة"، حيث وفر لهم الترابط الاجتماعي المطلوب والمجتمع الافتراضي، والدعم التقني.
 
بالإضافة إلى شراء السلاح من بعض الصفحات على فيسبوك، واستخدام ملفات الفيديو والصور للتأثير على الشباب.
 
إن الهدف الذي تسعى الجماعات المتطرفة من خلاله لتوظيف الإعلام الجديد يتمثل في الاحتفاء بالجهاديين، والهجوم على الدول وتدمير أنظمتها والتأثير في الرأي العام ونشر أفكارها حول عملياتها واستقطاب أتباع جدد حول العالم. 
 
إذا كانت تلك المشكلة فما الحلول المقترحة لمواجهة محاولة سيطرة الفكر المتشدد على الإعلام الجديد؟ 
 
من بين مقترحات بحوث المؤتمر: رفع الوعي بين المواطنين كبديل عن الرقابة من خلال العمل على توعيتهم  بالتحديات والتهديدات الناجمة عن الجماعات الإرهابية وذلك من خلال بناء شبكة من المؤثرين للتصدي لخطاب الكراهية وإيجاد خطاب إعلامي معتدل وسطي لمجابهة خطاب العنف والكراهية وتعزيز ثقافة الحوار والاختلاف وقبول الآخر. 
 
ما لم تذكره البحوث ضرورة تجديد الخطاب الديني و الربط بين الإعلامي والدعوي في مواجهة خطاب الكراهية وتفكيك الفكر المتطرف. 
 
إن أهمية صدور ذلك الجهد العلمي عن إحدى مؤسسات جامعة الدول العربية، يؤكد ضرورة تضافر جهود الدول العربية مجتمعة في توفير المعلومات وتوظيف التقنيات والبرامج التربوية والدينية التي تخاطب الشباب بشكل عصري للحد من انتشار خلايا السرطان الإرهابي على شبكات التواصل الاجتماعي.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة