أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد جمعة

قبائل ليبيا .. بين راية سيدى عمر و"تقشير البصل"

الأربعاء، 01 يوليو 2020 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القبائل الليبية تعد الجسم الرئيسى والأساسى في المجتمع الليبى والتي تعد رأس حربة المجتمع في التعاطى مع كافة المشكلات والأزمات التي تواجه المواطنين في ظل عدم توفر سيادة القانون بشكل كبير في غالبية مدن ليبيا.
 
القبيلة هي عبارة عن جماعة من الناس ينتمون إلى نسب واحد أو جد أعلى أو اسم حلف قبلى بمثابة الجد الأعلى، وتتكون القبيلة الواحدة من عدة عشائر وبطون، وتعد القبيلة أحد أ
هم الأجسام الاجتماعية في ليبيا والتي لها دور بارز على الصعيد السياسى والاجتماعى والاقتصادي والعسكرى.
خلال فترة احتلال ليبيا من قبل العثمانيين أو الإيطاليين كان للقبائل الليبية دور كبير في رفع راية الجهاد ضد المحتلين والعمل على تحرير التراب الليبى بالكامل من القوى المحتلة، والعمل على بناء البلاد وفق أسس وتقاليد قبلية في الأساس ما ساهم في تقوية أواصر المجتمع الليبى.
 
وتمثل القبيلة الحاضنة الشعبية للمواطنين الليبيين ويستقوى المواطن بقبيلته في أيا من المشكلات التي تواجهه، ويذكر التاريخ أسماء عدة قبائل كان لها دور كبير في الجهاد ضد المحتل الإيطالى ولعل أبرزها قبيلة المنفة التي ينحدر منها شيخ المجاهدين عمر المختار الذى قاد المقاومة ضد المحتلين في ليبيا.
 
ومنذ عام 2010 تعمل أطراف خارجية على اختراق المكونات الاجتماعية الليبية المتمثلة في القبائل التي كانت سببا رئيسيا في استمرار حكم الرئيس الراحل معمر القذافى لما يقرب من أربعة عقود متواصلة، حيث كان يعتمد الأخير على القبائل في حل المشكلات الاجتماعية والمشاركة في تأمين المدن والحدود.
 
وبعد عام 2011 عملت أطراف داخلية وخارجية في ليبيا على تسييس دور القبائل والتلاعب به لصالح أجندات ومصالح ضيقة، ومع الوقت بدأ دور القبيلة يضعف بشكل كبير حتى عادت مجددا للمشهد العسكرى بدعمها لعملية الكرامة التي أطلقها اللواء خليفة حفتر – آنذاك – عام 2014 لتحرير ليبيا من الجماعات المتطرفة، ولعب أبناء القبائل دورا أساسيا في بناء الجيش الوطنى الليبى الذى يتكون من 80 ألف مقاتل.
 
ووسط حالة الاستقطاب السياسى والاجتماعى التي شهدتها ليبيا تحول دور عدد من القبائل وتحديدا في طرابلس ومصراتة إلى كيان داعم للميليشيات المسلحة حتى أن بعض القبائل تولت عملية "تقشير البصل" للميلشيات المتمركزة في طرابلس، وهو ما قوبل بحالة من الاستنكار والرفض من المواطن الليبى الذى يرى أن للقبيلة دور أكبر وأعظم من دعم ميليشيات مسلحة.
 
وبعد خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى حول ليبيا ودور القبائل في المشهد السياسى والعسكرى المستقبلي، بدأت قبائل ليبيا في توحيد صفوفها للبدء في ترتيب الصفوف ووضع الأولويات الوطنية لتحرير البلاد من قبضة المسلحين والإرهابيين، وفتح اتصالات مع القبائل التي تتواجد في المنطقة الغربية للعب دور فاعل لبسط الأمن والسلم ومحاربة الميليشيات المسلحة المتمركزة غرب البلاد، وهو ما تتطلع إلى تحقيقه القبائل الليبية خلال اجتماعها المرتقب في مصر خلال أيام.. فهل تنجح القبائل الليبية في تعزيز روح الجهاد والعودة للعب دورها التاريخى في الحفاظ على تماسك المجتمع والتخلص من المرتزقة والمسلحين ؟!
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة