زكى القاضى

قدر المصريين

الثلاثاء، 09 يونيو 2020 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هكذا هو قدر المصريين دائما، فحينما يضحكون تدمع أعينهم، وحينما يجتمع الأحباء والأصدقاء، فهم يخافون " تقلب غم"، وحينما يشيعون الشهداء يرتدون الابيض ويزغردون، وحينما تأتى عليهم الدنيا بما فيها، يقولون " الحمد لله قدر ولطف"، ويذهبون إلى الله بكل الوسائل، حتى أن أكثرهم ظنا بالبعد عّن العقيدة، هو اللاجئون دائما للسماء لانقاذه، وهكذا خلق المصريين بطباع خاصة، تستطيع أن تراها فى كافة تصرفاتهم، وهم دائما مكتوب عليهم الكد والعمل، ولا يرتاح منهم غني أو فقير، إلا وقتما يشعر أنه عمل واكتسب من عرق جبينه.
 
قدر المصريين، من بين كافة دول العالم، أن يبتليهم الله بقوم خاصموا الانسانية، ورغم أنهم يعرفون بالاخوان المسلمين، إلا أنهم تغافلوا عمدا عّن السلم والامن للبشرية، ولم يقف أحدهم للحظة أمام ابتلاء البشرية المسمى " فيروس كورونا"، وهو الوباء الكفيل بأن يراجع الفرد نفسه فى كافة تفاصيل حياته، ولم يقف أحدهم ليعلن بأى وسيله بأنه يقف مع الأنسانية وأول وقوف ليه مع دولته، ورغم أن عشرات الدول بها إخوان، إلا أن ابتلاء الله لنا، أوجد أكثرهم غلظة وقسوة وأكثرهم تبجحا بالخيانة.
 
قدر المصريين هو الذى وضعهم فى حرب مع الارهاب فى شمال سيناء، فى وجه جماعات متطرفة وارهابيه، ووراهم يقف عدو تقليدى للمصريين، ومع قرب السيطرة على الأمور، أوجد قدرهم طاقة مشاكل أخرى مفتوحة فى الجانب الغربى، فصارت البلد ملتزمة بحماية حدود ملتهبة شرقا وغربا، ولم يتوقف الامر على سيناء وحدود ليبيا، فمع تقدمنا الاقتصادى، لم يأت الخير يسيرا، فمجرد ظهور ثروات حقل ظهر بالبحر المتوسط، ظهرت اشكاليات وتوازنات إقليمية تحاول كسب أى مصلحة على حساب مصر، وكان كل جنيه نكتسبه من البحر، يخرج من أعين دول وقوى عظمى.
قدر مصر والمصريين، أن يتواجد دولتين صريحتين وبشكل مباشر فى عداء مع الدولة والمصريين، فكانتا قطر وتركيا ظاهرتان ومستمرتان فى العداء، وكل نظام منهم يملك أدواته فى الحرب من مال ونفوذ وخونة وإعلام تابع لهم يديره مصريين فى المقام الاول، لكنهم مصريين بالجنسية، وتابعين راكعين لتلك الدول دائما وأبدا.
 
قدر المصريين أن يواجهوا كرونا، وأن يحاربوا الارهاب شرقا وغربا، وان يحافظوا على الثروات القومية شمالا وجنوبا، وأن يحموا الامن القومى فى الاتجاهات الرئيسية وماوراء تلك الاتجاهات، وأن يواجهوا تشوهات الاقتصاد التي استمرت لعقود، وذلك وسط تراكم للديون والفوائد، وضعف إنتاجية الفرد، والخلل الواضح فى الشخصية المصرية، التى عانت من كل ذلك، لتصنع قدرها الخاص.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة