وتحققت في هذا الملف العديد من الإنجازات منذ ذلك التاريخ، ليصبح الملف الصحي شاهدا على التطور الكبير الذي طال جميع المجالات الحيوية.
ويعد القضاء على قوائم الانتظار من أبرز التحديات الصحية التي واجهت الحكومة المصرية والتي استدعت تدخل الرئيس شخصيا للقضاء عليها، وقد أكدت تصريحات السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، تحقيق تقدم كبير في هذا الشأن، خلال وقت قياسي.

وكان راضي أكد أنه تم الإعلان عن مبادرة الانتهاء من قوائم انتظار المرضى في غضون 6 أشهر، مشيرا إلى أن وزارة الصحة انتهت من علاج نصف العدد خلال شهر واحد فقط، متوقعا الانتهاء من علاج باقي الحالات خلال شهر أو شهرين على أقصى تقدير.
وأشار إلى اشتراك حوالي 153 مستشفى في منظومة القضاء على القوائم.. لافتا إلى  أن الرئيس السيسي أمر باستمرار هذه المنظومة للقضاء على أي تراكم في القوائم.

وكان أغلب المرضى المسجلين بقوائم الانتظار يعانون من أمراض مزمنة، مما يؤكد أن القضاء على قوائم الانتظار يعد إنجازا كبيرا، وخير تمهيد لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل على مستوى الجمهورية، لتدخل البلاد في مرحلة جديدة من التطور الصحي.
وفي إطار اهتمام الرئيس بالملف الصحي في مصر.. أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان أن المرحلة الأولى لتطبيق قانون التأمين الصحي في مستشفيات بورسعيد ستكون في حوالي 6 مستشفيات و23 وحدة صحية.

وأوضحت أنه تم إنشاء 48 مستشفى نموذجيا و29 مستشفى من وزارة الصحة، و19 من الجامعة لتصبح نموذجًا في جميع المحافظات، وسيتم فيها تطبيق تسعيرة التأمين الجديدة، ووضع لوائح خاصة بها، حرصًا على تطبيق المنظومة في جميع المحافظات.
وأشارت إلى أن الاشتراك في التأمين الصحي إلزامي، والأصل فيه الأسرة وليس الفرد، والحصول على الخدمة دون اللجوء إلى إجراءات أخرى مثل العلاج على نفقة الدولة.

وأكدت أن وزارة الصحة قامت بوضع السياسات والخدمات الوقائية بعد تطبيق منظومة التأمين الصحي في جميع أنحاء مصر، كما ستقوم بإنشاء هيئة للاعتماد والرقابة الصحية تتبع رئيس الجمهورية، وهيئة للتمويل تتبع رئيس الوزراء، وهيئة عامة للرعاية بإشراف وزارة الصحة.
وفي هذا الصدد.. وجه الرئيس السيسي بسرعة الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بالبدء في مشروع التأمين الصحي الشامل، ومراعاة اتساق عملية "ميكنة" المشروع مع خطط "ميكنة" مختلف مؤسسات الدولة، كما وجه بتوفير الإمكانات المتاحة لتجهيز المستشفيات التي سُيطبق بها النظام التأمين الصحي الجديد.
وفيما يتعلق بفيروس "سى"..  أولى الرئيس السيسي اهتماما كبيرا وواضحا بملف علاج مرضى "فيروس سى" والقضاء على الفيروس، من خلال توجيهاته المستمرة للقضاء على هذا المرض.

وفي هذا الصدد.. أوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي أن مبادرة الرئيس للقضاء على "فيروس سى" استهدفت الكشف على 50 مليون مواطن، مؤكدًا أنها أكبر عملية مسح طبي في العالم.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تستهدف الكشف عن الأمراض غير السارية، مثل الضغط والسكر والسمنة، بما يساهم في تعزيز الكشف المبكر عن تلك الأمراض والوقاية من انتشارها، وعلاج المصابين بها في الوقت المناسب.

كانت وزارة الصحة قد قدمت عام 2014 أفضل منتج لعلاج الفيروس بأقل سعر عالمي، كما أتيح للشركات المصرية الدخول في صناعة العقار، الأمر الذي كان بمثابة تحول حقيقي.

وأكدت وزيرة الصحة، أن هذا العلاج ساهم في شفاء مليون و800 ألف مريض، وذلك أمر غير مسبوقٍ في العالم.
وأشارت الوزيرة، إلى أن المبادرة استهدفت خلو مصر الدائم من فيروس سي والقضاء عليه، ولم تقتصر على المصريين فقط بل شملت مسح الأجانب من ضيوف مصر المقيمين من غير المصريين، حيث تم فحص 68 ألفًا و641 مقيما وتقديم العلاج بالمجان لمن ثبتت إصابته.
وتابعت الوزيرة أن مبادرة "100 مليون صحة" لم تقتصر على فحص فيروس سي فقط، بل امتدت لتشمل أطفال المدارس من خلال حملة الكشف عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم، وانطلقت الحملة بالتوازي في شهر نوفمبر عام 2018 وتمكنت من فحص 9.7 مليون، وتم صرف علاج الأنيميا بالمجان، بالإضافة إلى التوعية وصرف العلاج للأطفال ضد السمنة والنحافة.

وأضافت الوزيرة أنه تم إطلاق حملة "صحتنا في أسلوب حياتنا" لدعم الحياة الصحية والتوعية بأسلوب التغذية الصحية السليمة تحت شعار "100 مليون صحة"، بالإضافة إلى حملة الإقلاع عن التدخين والتي انطلقت أولى فعاليتها في شهر أغسطس الماضي من خلال تخصيص 30 عيادة للإقلاع عن التدخين منتشرة بمحافظات الجمهورية .

وأكدت الدكتورة هالة زايد أنه تم بدء العمل بمبادرة رئيس الجمهورية لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثي الولادة منذ شهر سبتمبر عام 2019، حيث تم فحص 243 ألفًا و697 طفلًا حتى الآن، منوهة بحملة الرئيس لدعم صحة المرأة المصرية والتي تستهدف تقديم التوعية والكشف عن أمراض سرطان الثدي والسكري والضغط والسمنة لأكثر من 30 مليون امرأة، حيث تم فحص وتقديم التوعية لحوالي 4.5 مليون امرأة منذ إطلاق المبادرة في شهر يوليو الماضي.

وأشارت الوزيرة هالة زايد إلى أن جميع المبادرات تحت شعار"100 مليون صحة"، كما أنها مستمرة ومستدامة وذلك ضمن خطة الوزارة ورؤية القيادة السياسية للاهتمام بالصحة العامة وتبني استراتيجية بناء الإنسان المصري وتحقيق رؤية مصر 2030.
وتزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، مبادرة علاج مليون أفريقي من فيروس سي في عدد من الدول الأفريقية الصديقة لدعم تلك الدول في مسح وعلاج مواطنيها ونقل تجربة مصر الرائدة"100 مليون صحة" للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية.

كما تم انتخاب مصر لرئاسة اللجنة الفنية المتخصصة المعنية بالصحة والسكان ومكافحة المخدرات التابعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي.. ونالت مصر إشادات دولية على تجربتها في تطبيق التأمين الصحي الشامل كتجربة فريدة في الشراكة والتنسيق الوطني بين الوزارات والجهات المعنية المختلفة وضمان تطبيقه بما يحقق كفاءة وجودة الخدمة الطبية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة، بالإضافة إلى الإنجاز الذي حققته مصر في مبادرة 100 مليون صحة باستخدام الموارد الوطنية والتعاون مع المنظمات الدولية.
 

وأشارت وزيرة الصحة الدكتور هالة زايد  إلى أنه انطلاقا من دور مصر الريادي والداعم للأشقاء في القارة الأفريقية تم تدريب الكوادر الطبية على نموذج إجراء المسح الطبي للفيروسات الكبدية وإنشاء وحدات طبية للعلاج  والتدريب على أسس التقييم والعلاج والمتابعة، بالإضافة إلى إمدادهم بالدعم الفني لبناء نموذج معلوماتي لجمع وتحليل البيانات، لافتة إلى تقديم أدوية فيروس سي لعلاج المرضى المصابين في الدول الأفريقية الشقيقة، وإيفاد عدد من القوافل الطبية لمبادرة الرئيس لعلاج مليون أفريقي من فيرس سي بدولتي تشاد وجنوب السودان.
 

وفي هذا الإطار.. تم التواصل الفعال والقيام بزيارات تفقدية لعدد من الدول الأفريقية منها تشاد وإريتريا للوقوف على الوضع الصحي وتحديد الاحتياجات على أرض الواقع، كما تم إرسال شحنات من الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية إلى بعض الدول مثل إريتريا والسودان، لافتة إلى أنه تم إرسال قوافل طبية في مجال العيون لقياس قوة الإبصار لألفين من الأطفال والبالغين، في إريتريا؛ لعمل نظارات طبية، وقوافل أخرى تدريبية للصومال في مجالات الأمومة والطفولة وطب الطوارئ والخدمات الإسعافية.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين كل من الزمالة المصرية التابعة لوزارة الصحة والسكان، وقسم الدراسات العليا للتعليم الطبي بكلية طب جامعة هارفارد الأمريكية، لمدة 3 سنوات، للمشاركة في البرنامج التدريبي لتدريب المدربين بالزمالة المصرية ضمن استراتيجية الوزارة للنهوض بالتعليم الطبي المهني.
وتم تحويل المعهد القومي للتدريب التابع لوزارة الصحة والسكان إلى أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم الطبي المهني، لتختص بإعداد واعتماد معايير التدريب المهني، وتم إلحاق 100% من الأطباء البشريين للتدريب بالزمالة المصرية منذ اليوم الأول من تكليفهم بالإضافة إلى الموافقة على فتح 27 مدرسة تمريض ومعهد فني بـ14 محافظة، كذلك الموافقة على إضافة 23 فصلا دراسيا بـ9 محافظات.

وفي قطاع السكان وتنظيم الأسرة.. تم تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية ضمن خطة الوزارة لتحقيق أهداف البرنامج القومي لتنظيم الأسرة وخفض معدلات الزيادة السكانية، وبما ينعكس على زيادة معدلات الاستخدام لوسائل تنظيم الأسرة وخفض معدلات الإنجاب من خلال العيادات الثابتة والمتنقلة على مستوى الجمهورية.

وفي الإدارة العامة لرعاية الأمومة والطفولة.. دعمت الوزارة أنشطة رعاية الطفولة من خلال برنامج الألف يوم لصحة وتغذية الأطفال في محافظات القليوبية، والغربية، والشرقية، والإسماعيلية، والدقهلية، حيث تم متابعة كافة الفئات العمرية بدءا من عمر يوم وحتى 5 سنوات ما بين قياسات جسمانية وتقييم منحنيات النمو والتطور، مع التأكد من كفاءة صرف المغذيات الدقيقة من حديد وفوليك للحوامل، والحديد شراب للأطفال، بالإضافة إلى دراسة حالات وفيات الأمهات ودمج خدمات تنظيم الأسرة مع خدمات رعاية الأمومة والطفولة سعيا لخفض وفيات الأمهات، وذلك عن طريق اللجنة المركزية الاستشارية وكذلك فريق الأطباء بالإدارة.
 

كما تم استحداث إدارة الإمداد الدوائي والطبي بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية في يناير 2019، وبدء تفعيل دور مسئول الإمداد الطبي والدوائي الخاص بالأزمات والكوارث بكل محافظة، وتحديد المهام والمسئوليات بإعداد توصيف وظيفي لمهامه، بالإضافة إلى البدء في توفير أدوية طوارئ السموم بجميع المستشفيات وعدم حصرها على مراكز السموم فقط.

وفي إطار خطة الدولة لتوفير ألبان الأطفال من سن يوم إلى 12 شهرا، تم توفير 20 مليون علبة لبن سنويا للأطفال أقل من عام بجميع المحافظات، كما تم إعداد وتهيئة  1093 وحدة رعاية أساسية لتقديم خدمة دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية، وترشيد استهلاك الألبان الصناعية المدعمة، فضلا عن ميكنة صرف الألبان بـ14 محافظة وجار الإعداد لتدريب باقي محافظات الجمهورية.

وفيما يخص مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.. طالب الرئيس السيسي الشعب المصري بمساعدة كافة أجهزة الدولة لمواجهة أخطر أزمة بسبب الفيروس.
ووجه الشكر إلى القطاع الصحي والطبي في الدولة المصرية لجهوده في مواجهة فيروس كورونا.

وقال الرئيس: "إن الدولة المصرية انتبهت للأزمة ورتبت نفسها ترتيبا جيدا طبقا للمعايير العالمية"، موضحا أن الدولة استعدت للأزمة من خلال العلم والمعايير الدولية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، مؤكدا أن مصر تجهز نفسها لمجابهة خطر جسيم جدا.

وأشار السيسي، إلى أن لطف الله حتى الآن بمصر والإجراءات العلمية والاحترازية الحقيقية التي قامت بها الدولة كانت سببا في أن يحول دون انتشار المرض.