السيد شحتة

تجارة الوهم تحت زعم علاج كورونا

الأحد، 07 يونيو 2020 02:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يترك البعض أى فرصة دون أن يسعى لاستغلالها، إما لتحقيق ربح مادى أو شو عبر جذب عشرات المشاهدات واللايكات والشيرات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تحولت خلال الفترة الماضية إلى ساحة مفتوحة لترويج بروتوكولات علاج وأدوية مزعومة لفيروس كورونا ثبت بالدليل أنها تضر أكثر مما تنفع.

إساءة استخدام مواقع التواصل بقصد أو بدون قصد فى ترويج أدوية وعلاجات مزعومة لفيروس كورونا ظاهرة تحول معها الملايين إلى أطباء يقومون بتشيير صور لأدوية وروشتات طبية ربما لا تكون دقيقة فى أحيان كثيرة، والنتيجة أن هناك أبرياء يمكن أن تتأثر صحتهم بشدة، لأنهم وقعوا فى لحظة ما فريسة لتجارة واسعة للوهم تحت شعار علاج كورونا.

النتيجة المباشرة لهذه الظاهرة الغريبة، هى أن هناك إقبالا غير مسبوق حدث خلال الفترة الماضية على أنواع معينة من الأدوية بزعم أن لها علاقة بمقاومة الفيروس وهو ما تسبب فى شحها أو عدم وجودها فى بعض الصيدليات دون مبرر.

هالنى مؤخرا فيديوهات لأحد الأشخاص عبر أحد مواقع التواصل والتى يتحدث خلالها عن الدور الكبير لأحد الأدوية، مطالبا كل من يشك فى إصابته بالفيروس بسرعة شرائه، والغريب أنه فى اليوم التالى أعاد الكلام نفسه، مطالبا بشراء نوع آخر، وفى اليوم الثالث أضاف نوعا جديدا فى مشهد يثير فى النفس الحيرة والحزن على الطريقة التى يسىء عبرها البعض استغلال محنة أو مرض بنى وطنه.

الحقيقة، أن نقابة الأطباء انتبهت مؤخرا للأمر، حيث أصدرت بيانا طالبت فيه أعضاءها بعدم وصف أى علاج لفيروس كورونا عبر الفيس بوك أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعى دون توقيع الكشف الطبي، كما شددت على عدم نشر أي أدوية واعتبارها ضمن بروتوكول علاج فيروس COVID-19 كورونا المستجد، دون أي سند علمي ودراسات بحثية موثقة حتى لا يتسبب ذلك في مضاعفات وآثار جانبية غير مضمونة العواقب لمرضى الفيروس.

كما كشفت النقابة على أن وصف الأدوية عبر مواقع التواصل تسبب في نقص عدد من العقاقير الهامة للأمراض الأخرى، وإيقاع ضرر مباشر على بعض المرضى.

علينا جميعا أن نوقن أنه رغم الدور الكبير الذى تلعبه مواقع التواصل فى التقريب بين الناس، فإنها لا تصلح بالطبع لأن تكون ساحة لعلاج المرضى، فهذا هو الدور الأصيل للأطباء والمستشفيات والذى لا يمكن أن ينازعهم فيه أحد.

حتى وإن تعذر الذهاب للمستشفيات والأطباء، فإن الاتصال الهاتفى الشخصى يبقى أكثر أمانا لتشخيص الحالة وتحديد الدواء المناسب لها، وهو ما يصب فى نهاية المطاف فى إطار الحفاظ على صحة المريض، وهو ما ننشده جميعا حتى يأذن الله بنهاية هذا الوباء.

أعلم أن الأمر بدأ بحسن نية من قبل بعض الأطباء الشرفاء، لكن الحقيقة أن هناك من أساء استغلال الأمر، وتسبب فى انحرافه عن مساره الطبيعى، وخلق حالة من الشراء غير المبرر لأدوية وفيتامينات يمثل تناولها بدون الحاجة خطرا على الصحة العامة.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة