هل كان الملاك جبريل يكره فرعون موسى؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

الجمعة، 05 يونيو 2020 05:00 م
هل كان الملاك جبريل يكره فرعون موسى؟.. ما يقوله التراث الإسلامى صورة معبرة عن قصة سيدنا موسى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اللحظات الأخيرة من حياة فرعون غرقا فى البحر، لحظات مهمة، عبر عنها القرآن الكريم، وتحدثت عنها كتب التفاسير، التى أضافت بعض التفاصيل، وهذا ما نعرفه فى التقرير التالى:

عندما انشق البحر لسيدنا موسى ومن معه حدثت المفاجأة لفرعون، ويقول كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير:

فلما تركه على هيئته وحالته، وانتهى فرعون، فرأى ما رأى، وعاين ما عاين، هاله هذا المنظر العظيم، وتحقق ما كان يتحققه قبل ذلك، من أن هذا من فعل رب العرش الكريم، فأحجم ولم يتقدم، وندم فى نفسه على خروجه فى طلبهم والحالة هذه، حيث لا ينفعه الندم، لكنه أظهر لجنوده تجلدًا، وعاملهم معاملة العدا، وحملته النفس الكافرة، والسجية الفاجرة، على أن قال لمن استخفهم فأطاعوه، وعلى باطله تابعوه:
انظروا كيف انحسر البحر لى، لأدرك عبيدى الآبقين من يدى، الخارجين عن طاعتى وبلدى، وجعل يورى فى نفسه أن يذهب خلفهم، ويرجو أن ينجو، وهيهات ويقدم تارة ويحجم تارات، فذكروا أن جبريل عليه السلام تبدى فى صورة فارس راكب على رمكة حايل، فمر بين يدى فحل فرعون لعنه الله، فحمحم إليها، وأقبل عليها، وأسرع جبريل بين يديه، فاقتحم البحر، واستبق الجواد، وقد أجاد فبادر مسرعًا، هذا وفرعون لا يملك من نفسه ضرًا ولا نفعًا.
فلما رأته الجنود قد سلك البحر، اقتحموا وراءه مسرعين، فحصلوا فى البحر أجمعين أكتعين أبصعين، حتى همَّ أولهم بالخروج منه، فعند ذلك أمر الله تعالى كليمه، فيما أوحاه إليه، أن يضرب البحر بعصاه، فضربه فارتطم عليهم البحر كما كان، فلم ينجُ منهم إنسان.
 
قال الله تعالى: "وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" [الشعراء: 65 - 68] أى: فى إنجائه أولياءه فلم يغرق منهم أحد، وإغراقه أعداءه فلم يخلص منهم أحد، آية عظيمة، وبرهان قاطع، على قدرته - تعالى - العظيمة، وصدق رسوله فيما جاء به عن ربه من الشريعة الكريمة، والمناهج المستقيمة.
 
وقال تعالى: "وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ" (يونس: 90-92).
 
 
 
يخبر تعالى عن كيفية غرق فرعون، زعيم كفرة القبط، وأنه لما جعلت الأمواج تخفضه تارة، وترفعه أخرى، وبنو إسرائيل ينظرون إليه، وإلى جنوده، ماذا أحل الله به، وبهم من البأس العظيم، والخطب الجسيم، ليكون أقر لأعين بنى إسرائيل، وأشفى لنفوسهم، فلما عاين فرعون الهلكة، وأحيط به، وباشر سكرات الموت، أناب حينئذ وتاب، وآمن حين لا ينفع نفسًا إيمانها.
كما قال تعالى: "إنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" (يونس: 96-97).
وقال تعالى: "فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ" (غافر: 84- 85).
 
وهكذا دعا موسى على فرعون وملائه، أن يطمس على أموالهم، ويشدد على قلوبهم، فلا يؤمنوا "حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" أى: حين لا ينفعهم ذلك، ويكون حسرة عليهم، وقد قال تعالى لهما أى: لموسى وهرون حين دعوا بهذا "قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا" فهذا من إجابة الله تعالى دعوة كليمه وأخيه هرون عليهما السلام.
 

ما فعله الملاك جبريل مع فرعون

ومن ذلك الحديث الذى رواه الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن على بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ:

لما قال فرعون: "آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ" قال:
قال لى جبريل: لو رأيتنى وقد أخذت من حال البحر، فدسسته فى فيه، مخافة أن تناله الرحمة ".
 
ورواه الترمذي، وابن جرير، وابن أبى حاتم عند هذه الآية، من حديث حماد بن سلمة، وقال الترمذى حديث حسن.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن عدى بن ثابت، وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ:
" قال لى جبريل: لو رأيتنى وأنا آخذ من حال البحر فأدسه فى فم فرعون، مخافة أن تدركه الرحمة ".
ورواه الترمذى وابن جرير، من حديث شعبة، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.
وأشار ابن جرير فى رواية إلى وقفه.
وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
لما أغرق الله فرعون أشار بإصبعه، ورفع صوته: "آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ".
 
قال: فخاف جبريل أن تسبق رحمة الله فيه غضبه، فجعل يأخذ الحال بجناحيه، فيضرب به وجهه فيرمسه.
 
ورواه ابن جرير من حديث أبى خالد به. وقد رواه ابن جرير من طريق كثير بن زاذان، وليس بمعروف، وعن أبى حازم، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:
" قال لى جبريل: يا محمد لو رأيتنى وأنا أغطه وأدس من الحال فى فيه، مخافة أن تدركه رحمة الله، فيغفر له ".
يعني: فرعون.
وقد أرسله غير واحد من السلف، كإبراهيم التيمي، وقتادة، وميمون بن مهران.
ويقال: إن الضحاك بن قيس، خطب به الناس. وفى بعض الروايات: إن جبريل قال: ما بغضت أحدًا بغضى لفرعون، حين قال: أنا ربكم الأعلى، ولقد جعلت أدس فى فيه الطين، حين قال ما قال.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة