كانت الأزمة الناتجة عن فيروس كورونا تأثير قوى على جميع ابعاد الاقتصاد، وخاصة قطاع السيارات، الذى تعرض لانخفاض قياسى خلال شهر أبريل الماضى وصل إلى 78.3% ، ولكن يبدو أن قطاع السيارات الكهربائية هو الوحيد الذى صمد أمام طوارئ كورونا، وقد يكون 2020 عام تكريس السيارات الكهربائية فى جميع أنحاء أوروبا.
وأشار تقرير صادر عن المنظمة الأوروبية للنقل والبيئة ، بالتعاون مع مؤسسة البيئة والتنمية ، إلى أنه على الرغم من أن أزمة الفيروس قد أبطأت البيع العام للمركبات بنسبة 25.6٪ خلال الربع الأول من عام 2020 ، إلا أن السيارات الكهربائية لا تزال فى الطفرة التي كانت في نهاية عام 2019.
وفى المملكة المتحدة وألمانيا، جققت مبيعات السيارات الكهربائية سجلات جيدة، ووصل السوق إلى 7.3% و9.2% على التوالى، ووصلت فرنسا إلى حصة 12%، وهى اعلى اربع مرات من تلك المسجلة فى مايو 2019، وفقا لصحيفة "كامبيو16" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الارقام تؤكد زيادة مبيعات هذا النوع من المركبات التى ارتفعت بنسبة 80% فى الربع الأخير من العام الماضى، حيث تم تحقيق حصة سوقية تبلغ 4.4% نتيجة لسياسات الحد من ثانى اكسيد الكربون التى تم الترويج لها من الاتحاد الاوروبى.
زيادة الاستثمار في السيارات الكهربائية
بفضل سياسات الاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، فقالت المنظمة الأوروبية للنقل والبيئة إن أن الاستثمار في هذا النوع من السيارات قد وصل إلى 60 مليار سيارة في عام 2019 ، وهو ما يمثل زيادة أكبر بـ 19 مرة من تلك المسجلة في 2017 و 2018، مشيرة إلى أن الاستثمار فى هذا القطاع أكبر 3.5مرة من الصين فى نفس العام، وعلى الرغم من ذلك فإن العملاق الآسيوى أكثر تناسقا فى تحفيز السوق فى أوروبا حيث أن الصين ضخت 21.7 مليار فى الفترة بين 2017-2018 فى الوقت الذى استثمر الاتحاد الاوروبى 3.2 مليار فى نفس الشريحة.
وقامت ألمانيا باستثمار 40 مليار يورو فى فولكس فاجن، و6.6 مليار يورو فى جمهورية التشيك، أما إسبانيا فكانت استثماراتها فى القطاع أقل فى تطوير هذا النوع من السيارات ولم تستثمر سوى 42 مليون يورو من فورد و350 مليون من أوبل، وفقا لصحيفة "الموندو" الإسبانية.
وقد دفع هذا الالتزام دولًا مثل فرنسا إلى تقديم حوافز جديدة من أجل تشجيع الأشخاص على شراء السيارات الكهربائية، وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تقديم مكافآت جديدة للمواطنين في بلاده من أجل شراء سيارات كهربية، قائلا إنه يرغب في أن تصبح فرنسا أكبر منتج للسيارات النظيفة في عموم أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستقبل قطاع السيارات يكمن فى السيارات الكهربائية وذلك للحد من انبعاثات ثانى اكسيد الكربون، مشيرة إلى أن الوباء لا يمكن أن يعنى عودة الكربنة بل على العكس، واصبح الرهان على الاستثمار العام القوى فى مستقبل نظيف وخالى من الانبعاثات.
و تشهد مبيعات السيارات الكهربية على الأرجح ارتفاعًا في العام 2021، فيما تدفع الدول حول العالم نحو تطبيق برامج لتشجيع المستهلكين على شراء السيارات التي تعمل بالبطاريات، وقال التقرير إن مبيعات السيارات الكهربية العالمية ستقفز بنسبة 36% في العام 2021، وسيصل حجم مبيعاتها إلى 3 ملايين وحدة للمرة الأولى على الإطلاق، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
قال سام جافي العضو المنتدب في مؤسسة "كايرن إينرجي ريسيرش أدفايزورز"، إن "ثمة ارتفاع في الطلب على السيارات الكهربية"، مضيفا أن أكبر عاملين سيسهمان في ارتفاع الطلب على السيارات الكهربية هما الأسواق في كل من أوروبا والصين.
وتوقع التقرير أن يقفز إنتاج السيارات الكهربية إلى ما لا يقل عن 1.3 ملايين وحدة، ومن المقرر أن يصل إلى 1.5 مليون وحدة، ويتوقف هذا على ظروف السوق هذا العام، بحسب ما قاله مارك نيومان المحلل في "سانفورد سي. بيرنشتين".
وفى السياق نفسه، وضعت اوروبا خطة لإثبات نفسها فى سوق السيارات الكهربائية فى جميع أنحاء القارة الاوروبية ، لهذا قالت المفوضية الأوروبية أن مراجعة معايير ثانى اكسيد الكربون فى السيارات سيكون اهم الشروط فى المرحلة المقبلة، حتى يسمح فقط بالسيارات عديمة الانبعاثات اعتبارا من 2035.
أبرز الأمثلة للسيارات الكهربائية
سجلت كيا مبيعات سيارات كهربائية قياسية في أوروبا في الربع الأول من عام 2020 ، حيث شكلت e-Niro وسول الكهربائية 6% من إجمالي المبيعات الأوروبية لكيا. ونمت مبيعات السيارات الكهربائية الخاصة بكيا بنسبة 75 % لتصل إلى 6.811 وحدة مقارنة بالربع الأول من عام 2019. وبحلول عام 2026 ، تهدف كيا إلى أن تزيد مبيعاتها أكثر من 20 % في أوروبا من السيارات الكهربائية.
وستقوم BYD بإطلاق سيارة كهربائية صالون تحمل اسم هان في أوروبا خلال الفترة المقبلة وهي سيارة يتوقع أن يكون سعرها بين 49 و60 ألف دولار، مما يضعها بقوة في قطاع السيارات التنفيذية. ومن المقرر أيضًا إطلاق هان الكهربائية، التي تتميز بتقنية Blade Battery الجديدة من BYD في الصين ، حيث سيبدأ ظهورها لأول مرة في نهاية يونيو 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة