بعد اندلاع الاحتجاجات فى مينابوليس بالولايات المتحدة الأمريكية ، اعتراضًا على مقتل جورج فلويد، انتشرت لافتات تحمل نفس الجملة"لانستطيع التنفس" فى كافة أنحاء أوروبا، رفضا للعنصرية، وإذا كان المشهد كان الأكثر انتشارًا ووضوحًا فى الولايات المتحدة ، فإن أوروبا ليست محصنة ضد التمييز والعنف على أيدي الشرطة.
ومقارنة بالولايات المتحدة ، اتخذت أوروبا خطوات عملية أقل بكثير لمكافحة عنف الشرطة، ففي حين قدم مجلس الشيوخ الأمريكي قانون إنهاء التنميط العنصري في عام 2001 (على الرغم من أنه لم يتم تمريره بعد) ، وعلى سبيل المثال ، لا تزال دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا تناقش ما إذا كان التنميط العرقي يحدث ويجب أن يعترف به القانون رسميًا.
وسلطت وفاة فلويد الضوء أيضًا على أهمية لقطات الفيديو، التى تظهر وحشية الشرطة كل يوم فى مثل تلك الحوادث التي تأتي مع دليل على ارتكاب مخالفات هي التي تثير ردود فعل عامة من الاشمئزاز والغضب.
واستغل المواطنون الأوروبيون فى عدد من الدول، المشهد الاحتجاجى فى أمريكا، وبدأو مظاهراتهم ضد عنف الشرطة فى دولهم، رافضين العنصرية والتمييز والعنف.
ففي بلجيكا ، أثار موت فلويد عروض علنية للسخط أكثر من أي حالة من حالات وحشية الشرطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التى امتلأت بالتعبير عن التضامن ، وقد تحدث كل مسئولى الأحزاب السياسية منتقدين الحادث، كما أن العديد من صانعي السياسة أنفسهم الذين دفعوا لسنوات إلى عسكرة قوات الشرطة وتجريم الضحايا يقفون الآن على فرصة لإدانة عنف الشرطة.
تظاهرات بلجيكا
واستدعى البلجيكيون، ما حدث قبل بضعة أسابيع فقط، حين قُتل عادل وهو مراهق يبلغ من العمر 19 عامًا من أصل مغربي خلال مطاردة للشرطة في بروكسل أثناء فراره من للشرطة، وأثار موته دعوات من أجل العدالة وأعمال شغب قصيرة العمر في حيه ، لكنه لم يحشد الناس بالطريقة التي نشاهدها اليوم.
ولم يقم أحد بتنظيم احتجاجات جماعية أو ربط موته بالصراع الأكبر لمكافحة العنصرية النظامية، وبدلاً من استضافة نقاش حول تكتيكات الشرطة والتنميط العرقي ، ناقشت وسائل الإعلام البلجيكية مسألة ذنب عادل ، وتجريمه بشكل فعال.
وفي مدينة جنت البلجيكية ، تم تغطية تمثال ليوبولد الثاني بطلاء أحمر وصبغه بعبارة "لا أستطيع التنفس" ، وهي الكلمات التي قالها فلويد قبل وفاته.
مظاهرات بلجيكا
وقالت وسائل الإعلام البلجيكية إن النار أضرمت في تمثال آخر بالقرب من مدينة أنتويرب بينما قال العديد من الشباب البلجيكيين الشباب أنهم يخجلون من استمرار تكريم ليوبولد الثاني عندما يُقدر أن الملايين من الكونغوليين توفوا بين عامي 1885 و 1908 بعد أن أعلن الملك الدولة الأفريقية ممتلكاته الشخصية.
وأمرت قوات ليوبولد بجمع أيدي الضحايا ، الذين تم إطلاق النار عليهم غالبًا لمقاومة عمل السخرة، كما استورد الكونغوليين لحديقة حيوان بشرية في بلجيكا.
مظاهرات فرنسا
وفي فرنسا ، خرجت مسيرات حاشدة في أعقاب وفاة فلويد حتى عندما أصبحت مقاطع الفيديو للاعتقالات العنيفة والمتطفلة للأشخاص الملونين من قبل الشرطة الفرنسية هي الوضع الطبيعي الجديد على Twitter، و كان النشطاء الفرنسيون يرفعون الأعلام الحمراء حول التنميط العرقي من قبل الشرطة منذ عقود.
تجمع المتظاهرون فى باريس
وخرج أكثر من 20 ألف شخص في العاصمة الفرنسية يوم الثلاثاء الماضى، على الرغم من حظر التجمعات بسبب الفيروس التاجي، وصاحوا رافعين أيديهم "لا عدالة ، لا سلام!" - أمام محكمة باريس الرئيسية. لكن الاسم الذي هتف به الحشد لم يكن جورج فلويد بل كان أداما تراوري.
ففي يوليو 2016 ، توفي تراوري في حجز الشرطة في ضاحية خارج باريس، وعلى الرغم من عدم وجود فيديو ، يعتقد الكثيرون في فرنسا أنه توفى على طريقة فلويد ، ولم يتم اعتقال أي من أفراد الشرطة الذين استجوبوا الفرنسي البالغ من العمر 24 سنة من أصل مالي.
وقال محتجون فرنسيون إن الوقت قد حان لتستيقظ بلادهم على إرثها من وحشية الشرطة والإفلات من العقاب.
مظاهرة فى لاهاى
وصاحت آسا تراوري ، الأخت الكبرى لأداما ، قائلة: "هذه الليلة لم تعد المعركة مجرد معركة عائلة تراوري ، بل هو نضال الجميع، ونحن نقاتل من أجل شقيقنا ، في الولايات المتحدة جورج فلويد ، ومن أجل أداما".
وفي فرنسا ، على سبيل المثال ، يُسمح للمتظاهرين بالتقاط لقطات للشرطة لكنهم قد يواجهون إجراءات قانونية إذا تم التعرف على أعضاء بعض فرق عمل الشرطة في مقاطع الفيديو.
و لا يزال الحديث عن العرق والعنصرية من المحرمات الرئيسية وحيث لا تزال الدول بما في ذلك بلجيكا والمملكة المتحدة وهولندا تكافح من أجل التصالح مع إرث العبودية والاستعمار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة