سيتى الأول يدخل معركة فرعون موسى.. التوراتيون يزعمون: ربى موسى صغيرًا.. وزاهى حواس: خرافات وخزعبلات ليس لها دليل أثرى.. ويؤكد: مستحيل إثبات غرق المومياء لعدم احتوائها على الرئة ويجب فصل الدين عن الآثار

الخميس، 04 يونيو 2020 03:00 م
سيتى الأول يدخل معركة فرعون موسى.. التوراتيون يزعمون: ربى موسى صغيرًا.. وزاهى  حواس: خرافات وخزعبلات ليس لها دليل أثرى.. ويؤكد: مستحيل إثبات غرق المومياء لعدم احتوائها على الرئة ويجب فصل الدين عن الآثار سيتى الأول
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحضارة المصرية القديمة مادة دسمة لجميع الباحثين المتخصصين فى الآثار والتاريخ، وتظهر العديد من نتائج الدراسات التى تحمل معلومات جديدة، لتثير الجدل من جديد، ومن ضمن القضايا المثيرة للجدل فرعون موسى الذى يعد مثار جدل للعديد من الباحثين على مدار التاريخ، حيث طرح العديد من الأقاويل أنه رمسيس الثانى، لكن مؤخرًا انطلقت مبادرة بعنوان "My Colorful Past" تستخدم تقنية التعرف على الوجه من خلال التكنولوجيا لإعادة بناء وجوه الناس من التاريخ، وأعاد هذا المشروع بناء وجه واحد من أعظم الفراعنة "سيتى الأول" زاعما أنه لعب دورا فى قصة موسى، وأنه فرعون قاس للغاية، ووفقًا للكتاب المقدس فقد أخبرت نبوءة أن شخصًا ما سيولد ويتولى عرشه، وهذا دفعه إلى الأمر بقتل جميع الرضع الذكور، أدى هذا إلى وضع أم موسى موسى فى صندوق في نهر النيل، وقد عثرت عليه لاحقًا أميرة مصرية قامت بتربيته كطفلها الخاص فى قصر الفرعون، والسؤال هنا هل فرعون موسى هو سيتى الأول أم رمسيس الثانى؟

وقال عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، إن مهما تم عمال تقنيات حديثة على إعادة وجوه المصريين القدماء لن تظهر الشكل الحقيقى لهم، فكانت فى السنوات الماضية عدة محاولات على إعادة وجه الملك توت عنخ آمون من قبل عدة فرق فرنسية وأمريكية ومصرية، لكن جميعهم أظهروا وجوها لا تمت بصلة للفرعون الصغير.

وأشار الدكتور زاهى حواس، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أنه لا يوجد دليل أثرى أو لغوى على أن سيتى الأول كان موجود فى عصر نبى الله موسى، كما لا يوجد أى آثار متعلقة بأنبياء الله على الإطلاق، وكل من يفتى فى هذا الأمر كلامه غير خزعبلات وخرافات.

ولفت الدكتور زاهى حواس أنه كانت الدراسات طوال السنوات الماضية يجريها الأجانب، وكانوا يأخذون منها أجزاء فمن أجرى أشعة الـ"Xray" لمومياء توت عنخ آمون سرق جزءا من المومياء، ومن أجرى أبحاثا على مومياء رمسيس الثانى حتى يثبت ما إذا كان فرعون موسى من عدمه وتم سرقة شعره، لكن تم استعادة الشعر مرة أخرى، لكن لم نستطع إثبات إذا كان هو فرعون موسى أم لا، حيث أنه لا يمكن عن طريق الأشعة المقطعية أن نعرف أن المومياء ماتت عن طريق الغرق، الشىء الوحيد الذى يثبت ذلك هى الرئة وهى غير موجودة داخل المومياء.

وأوضح الدكتور زاهى حواس أنه يجب أن نفصل فى علم الآثار بين الدين والآثار نهائيًا، فجميع ملوك الفراعنة لم يحدد لهم كانوا متوجدين فى أى عصر من عصور الأنبياء، وفرعون مصر لم يحدد شخصيته حتى الآن سواء كما تقول التواراه بأن الفرعون أثنين وليس فرعون واحد، أو كما ذكر فى القرآن الكريم أنه فرعون مصر شخصية واحدة، ولكن كلاهما لم يحدد من هما على الإطلاق فى الأدلة الأثرية.

ومن جانبه قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، يعتبر الفرعون الشهير سيتى الأول من أعظم وأشهر الفراعنة المحاربين فى عصر الدولة الحديثة والأسرة التاسعة عشرة، وعرف بـ"من ماعت رع"، وهو ابن الملك رمسيس الأول والملكة سات رع، وكان قد حكم أبوه رمسيس الأول، الذى أسس الأسرة التاسعة عشرة، عامين فقط، بسبب تقدمه فى العمر وقت اعتلائه العرش، فخلفه سيتى الأول على عرش مصر.

وأوضح الدكتور حسين عبد البصير أن شهرة ابنه الملك رمسيس الثانى سحبت البساط من تحت قدمى والده الملك سيتى الأول وجعلت كل الشهرة والمجد من نصيب ولده الملك رمسيس الثانى، واسمه سيتى يعنى: المنتسب للرب "ست"، الرب الشهير فى مصر القديمة خصوصًا فى قصة إيزيس وأوزيريس الأسطورية.

وتابع مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، قام الفرعون المحارب العظيم الملك سيتى الأول بتوطيد السلطة المصرية فى بلاد الشام فى سوريا وفلسطين، وقاوم الحيثيين الذين كانوا يحكمون منطقة أسيا الصغرى "فى بلاد الأناضول أو تركيا حاليًا) بنجاح وعقد معهم معاهـدة سلام وعدم الاعتداء عليهم.

وأقام سيتى الأول العديد من الآثار، ولعل من بين أهمها صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، وكان قد تم البدء فى تشييدها قبل ذلك، ثم زخرفتها فى عهد سيتى الأول بمناظر طقسية، وتم التصوير على الجدران الخارجية الانتصارات العسكرية الكبيرة للفرعون على البدو الذين كانوا يغيرون على حدود مصر الشمالية، والليبيين، والأموريين فى قادش في سوريا، والحيثيين.

وأشار الدكتور حسين عبد البصير إلى أنه يعتقد أن الفرعون المحارب سيتى الأول مات دون الأربعين من عمره على عكس أبيه الملك رمسيس الأول وولده الملك رمسيس الثاني اللذين عاشا طويلاً وماتا فى سن متقدمة.

ولفت إلى أن الملك سيتى الأول فرعون محارب عظيم حارب وأعاد لمصر هيبتها وعظمتها فى الشرق الأدنى القديم بعد أن كانت قد أوشكت على الضياع فى نهايات الأسرة الثامنة عشرة خصوصًا بعد ملوك العمارنة وأعنى الملك أخناتون وخلفاءه، وحقق الملك سيتى الأول مجدًا عظيمًا وشهرة كبيرة، غير أن شهرة ابنه الملك رمسيس الثانى العظيم طغت على شهرة الفرعون المحارب أبيه الملك سيتى الأول.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة