وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشى على الأرض، لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عينى من الغمض، هكذا وصف أحد الشعراء شعوره تجاه أبنائه، لكن ما دار فى مدينة الصف بمحافظة الجيزة، تعدى تلك المرحلة من المشاعر، ووصل إلى حد التضحية بالنفس، فى مشهد مأساوى يحمل لحظات حزن فى كافة تفاصيله.
صباح يوم الجمعة، 19 يونيو خرج "الشيخ خالد"، وابنته "اية" طالبة، من مسكنهما بالصف، متوجهين لقضاء بعض الاحتياجات الخاصة بالمنزل، والتنزه أيضا، بالقرب من معدية العبارة الخاصة بنقل المواطنين بنهر النيل، اقتربت الفتاة للاستمتاع بالمشهد الرائع لنهر النيل، ومع لحظة من الغفلة، انزلقت قدمها، فاختل توازنها، وسقطت بالمياه، عدم قدرتها على السباحة دفعها لمحاولة التشبث بالجرف الطينى، إلا أن محاولتها باءت بالفشل، فأطلقت صراخها واستغاثتها لوالدها الذى سرعان ما وصل إليها.
الفتاة الغارقة
مشاعر الأبوة تجاه ابنته التى تصارع الموت، شلت أفكاره، لم يتمهل لحظة عن إنقاذها، رغم عدم إجادته السباحة، إلا أنه ألقى نفسه خلفها، محاولا انتشال جثمانها، مد يده إليها، حاول حمل جسدها، إلا أنهما خلال لحظات اختفيا سويا تحت ظلام المياه.
أسرع عدد من المواطنين الذين شاهدوا الموقف الذى مرت أحداثه مسرعة، إلى محاولة إنقاذهما، إلا أن الأمر انتهى سريعا، كل شهىء عاد كما كان، وهدأت المياه بعد أن ابتلعت الفتاة ووالدها، فأبلغ أحد المواطنين غرفة النجدة، عن غرقهما، وبدأ رجال الإنقاذ النهرى فى عملية البحث.
استعان رجال الإنقاذ النهرى بعدد من القوارب الخاصة بالصيد، وتم توسيع دائرة البحث، لكن الساعات الأولى مرت دون جدوى، وفى اليوم التالى للغرق، شاء القدر أن يهدأ من حزن زوجة الشيخ خالد، ووالدة "أية"، بالعثور على جثة ابنتها، لتغطى فرحتها بالعثور على جثمانها، على جزء من صدمتها بفراقها، بعد أن ضمنت دفنها بمقابر العائلة بعد توديعها، وتفرغت للدعاء باستكمال فرحها بالعثور على جثمان زوجها "الشيخ خالد"
والد الفتاة الغارق
بعد العثور على جثة "اية"، واصل رجال الإنقاذ النهرى عملهم بالبحث عن جثمان والدها،وشارك عدد من الصيادين فى عمليات البحث، إلا أن الأمر ازداد صعوبة، بعد اختفاء الجثمان من المكان الذى شهد حادث الغرق، وتحرك لمسافة كبيرة مع تيار المياه، ومرت الساعات وتلتها أيام، دون العثور عليه، ومع دعوات زوجته بان يفرج الله همها، وجهد رجال الإنقاذ النهرى فى البحث، شاء القدر أن يظهر جثمان "الشيخ خالد" طافيا بنهر النيل بالبدرشين بعد مرور 10 أيام على غرقه، فأسرع عدد من المواطنين، لإبلاغ مركز الشرطة، ووصل رجال الإنقاذ النهرى وتأكدوا أنه للشيخ الغارق، فانتشلوا جثته وتم تسليمها لأسرته بعد الانتهاء من تصريح الدفن، لتنتهى أحداث مأساة نالت من حزن قلوب كل من تابعها.
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني
اختيار المصطلحات
لتغطى فرحتها بالعثور على جثمانه - استكمال فرحها.....المصطلحات دي غلط يا بابا ...هو الموت في فرحة؟؟.. اسمها مثلا يهدئ من حزنها...يستجيب لدعائها لتنال النظرة الاخيرة على الجثمان....