يتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جماعات يسارية متطرفة بالتحريض على النهب والعنف الذى تشهده مدن أمريكية ليلا، لكن تقييما استخباراتيا لا يقدم أدلة تذكر على أن متطرفين منظمين هم المسؤولون عن الاضطرابات.
ففي جزء اطلعت عليه رويترز من تقييم استخباراتى داخلي للاحتجاجات بتاريخ 1 يونيو، قال مسؤولون فى وزارة الأمن الداخلى الأمريكية إن معظم أحداث العنف قادها انتهازيون استغلوا الحدث.
وقال التقييم، الذى أعدته وحدة الاستخبارات والتحليل بالوزارة، إن هناك أدلة تستند إلى مصدر مفتوح وإلى تقارير وزارة الأمن الداخلى تشير إلى أن حركة أنتيفا الفوضوية ربما تكون مشاركة في العنف، وهي وجهة نظر عبرت عنها أيضا بعض مراكز الشرطة المحلية في تصريحات علنية ومقابلات مع رويترز.
واطلعت رويترز على جزء فقط من الوثيقة ولا يمكنها تحديد ما إذا كانت قد تناولت أساليب الجماعات المشاركة في الاحتجاجات بطريقة أكثر تفصيلا في أجزاء أخرى منها.
ولم يقدم الجزء الذي اطلعت عليه رويترز دليلا محددا على عنف يقوده المتطرفون، لكنه أشار إلى أن أنصار فكرة تميّز البيض يعملون على الإنترنت لتأجيج التوتر بين المحتجين وأجهزة إنفاذ القانون عن طريق الدعوة إلى ارتكاب أعمال عنف ضد كل من الطرفين. ومع ذلك، قالت الوثيقة إنه لا توجد أدلة على أن أنصار فكرة تميز البيض كانوا يثيرون العنف في أي من الاحتجاجات.
ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة العدل بعد على طلبات للتعليق.
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع للاحتجاج على وفاة رجل أسود هو جورج فلويد الذي لفظ أنفاسه بعدما ظل شرطي أبيض جاثما بركبته على رقبته لما يقرب من تسع دقائق يوم 25 مايو في مدينة منيابوليس.
وشهدت الاحتجاجات التي خرجت في عدة مدن أمريكية خلال الأيام التالية أعمال نهب واشتباكات مع الشرطة.
ومع تصاعد الاحتجاجات في عطلة نهاية الأسبوع، قال وزير العدل وليام بار إن العنف في منيابوليس وغيرها تحركه "جماعات يسارية متطرفة"، مرددا فحوى تصريحات سبق وأن أدلى بها ترامب. وقال بار إن الذين يسببون العنف ينتقلون من خارج الولايات إلى بؤر الأحداث الساخنة، ولم يخض في التفاصيل.
وقال مسؤولان في وزارة العدل لرويترز، مشترطين عدم الإفصاح عن هويتهما، إنهما لم يجدا أدلة تذكر تدعم هذا الزعم.
ومع ذلك، ذكر مسؤولون محليون واتحاديون أن هناك مؤشرات واضحة على وجود تنظيم خلف الاشتباكات. وقال مسؤول في شرطة مدينة نيويورك إن المحتجين هناك استعدوا لمواجهة مع الشرطة بالاستعانة بمرشدين وباستخدام وسائل اتصال مشفرة وتنظيم فرق طبية مقدما.
كما قال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي إن هناك "مؤشرات قوية للغاية" على أن العنف منظم في بعض المدن، وأشار إلى مزاعم في مدينة نيويورك عن محاولة المتظاهرين إحضار إمدادات من الحجارة والزجاجات والسوائل القابلة للاشتعال إلى مناطق الاحتجاج وإن المحتجين في مدينتين على الأقل حاولوا التشويش على الاتصالات اللاسلكية للشرطة.
وقالت الشرطة في مناطق أخرى إنها رأت مؤشرات على أن بعض الهجمات التي تستهدف أفرادها وبعض أعمال النهب كانت أكثر تنظيما، لكنها لم تتهم جماعات بعينها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة