الخمينى وولاية الفقيه.. تعرف على آية الله طالقانى رفيق الكفاح وأول المعارضين

الأربعاء، 03 يونيو 2020 06:00 م
الخمينى وولاية الفقيه.. تعرف على آية الله طالقانى رفيق الكفاح وأول المعارضين الخلاف على ولاية الفقيه
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر، اليوم، ذكرى رحيل آية الله الخمينى فى 3 يونيو 1989، الذى أشعل الأمور فى إيران فى عام 1979 عندما قام بثورة إسلامية فى البلاد، أثرت بعد ذلك على العالم كله، لكن هنا نريد أن نقول إن الخمينى واجه معارضة منذ البداية، ولعل آية الله "طالقانى" رفيق رحلته ضد الشاة كان هو أول المعارضين الحقيقيين.
 
طالقانى
 
يقول كتاب آية الله الخمينى بين الثورة والطغيان لـ الدكتور أحمد زكى، وقع خلاف حاد بين الخمينى ورفيق كفاحه "أية الله طالقانى" حول ولاية الفقيه رفضها طالقانى، معتبرا أن المسجد هو أحسن مكان لعلماء الدين، وتزايد هذا الخلاف بعدما همس آية الله خلخالى فى أذن الخمينى بالترشح لرئاسة الجمهورية، باعتباره أفضل من يقود البلاد فى هذه المرحلة، واعتقل الخمينى أبناء "طالقانى" عقابا له على معارضته لمرشد الثورة، فخرج أنصار "طالقانى" متظاهرين حتى أغلقوا شوارع طهران، ما اضطر الخمينى لتهدئة الأمور مع "طالقانى" حتى تحين الأمور".
 
ولد آية الله طالقانى عام 1910، واستكمل تعليمه الدينى فى مدينة قُم حتى وصل إلى مقام الاجتهاد ولقب بآية الله، انتقل إلى طهران فى الثلاثينيات، حيث قام بالتدريس فى جامعة سباهسلار، ومن هناك انخرط فى الحركات المناوئة للشاه، سواءٌ بالتعاون مع جبهة مصدق، أو حتى مع جماعة "فدائيان إسلام"، التى أسسها نواب صفوي، وسُجن عدة مرات كان آخرها فى منتصف السبعينيات، لكن أُفرج عنه بعد ضغوط شعبية عديدة.
 
ما يجعل آية الله طالقانى رجلًا مميزًا فى إيران، أنه ورغم انتمائه للمؤسسة الدينية، إلا أنه لم ير أن العلماء يشكلون طبقة متميزة عن باقى الطوائف، بما يسمح لهم بالتمتع بمزايا خاصة، ومن ثم فقد هاجم هذا الوضع، مختلفًا مع آية الله الخميني.
 
وكان "طالقانى" يرى حق جهاد الاستبداد إذا استُنفدت طرق النصح، لكنه ربط هذا الجهاد بتوافر الإمام العادل لضمان ألا تكون مثالب هذا الجهاد أكبر من فوائده، وعليه رأى طالقانى ضرورة أن يكون للحراك قائد تلتف حوله الجماهير، وهو ما رآه فى آية الله الخميني.
 
حاول التوسط بين الخمينى والجماعات الليبرالية، لعلاقته الجيدة بالطرفين، إذ كانت علاقاته قد توطدت بالجماعات الليبرالية واليسارية فى سجون الشاه، لكنّ الخمينى لم يكن يولى اهتمامًا لهذه المساعى فى ظل مشروعه الديني، وكانت هذه الفاصلة فى العلاقة بين الرجلين، طالقانى والخميني.
 
بعد الثورة، عيّنه الخمينى إمامًا لجُمعة طهران، لكن اختلفت مساعى الرجلين بعد الثورة، ولما كان الاحتقان السياسى هو السائد فى البلاد فى هذا التوقيت، عارض آية الله طالقانى التصفية السياسية للمعارضين من ذوى التوجهات الليبرالية واليسارية. عارض ذلك علانيةً وأبدى تخوفًا من عودة القمع إلى البلاد فى صورة جديدة، فسُجن على الفور ولداه، ما أفضى به إلى اعتزال العمل العام وإغلاق مكتبه.
 
خرج محبوه إلى الشوارع مطالبين بعودته إلى المشهد، ويُقال إن الخمينى أجبره على الظهور للإعلام وإعلان أنه لا توجد خصومة بينه وبين النظام الحالي، لكن لم يُكتب لهذا الصراع الاستمرارية حتى أعلن التلفزيون الإيرانى وفاة الإمام طالقانى سبتمبر 1979.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة