أكرم القصاص - علا الشافعي

رد الجميل.. قصة شاب قضى 20 يوما فى رعاية 3 أفراد من أسرته أصيبوا بكورونا.. مراد غانم: الفيروس أصاب شقيقى ووالدى وفضلت رعايتهم بنفسى فى المنزل.. ويؤكد: خصصت غرفا لعزلهم وكنت أحضر لهم الطعام والعلاج.. صور

الأحد، 28 يونيو 2020 02:35 ص
رد الجميل.. قصة شاب قضى 20 يوما فى رعاية 3 أفراد من أسرته أصيبوا بكورونا.. مراد غانم: الفيروس أصاب شقيقى ووالدى وفضلت رعايتهم بنفسى فى المنزل.. ويؤكد: خصصت غرفا لعزلهم وكنت أحضر لهم الطعام والعلاج.. صور مراد مع أسرته
أحمد جمال الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأهل "السند والظهر".. جملة توارثتها الأجيال وظن البعض أنها تقترب من الاندثار وسط الأخبار المتداولة مؤخرا عن ظواهر اجتماعية ظهرت مع تصاعد عدد الإصابات بفيروس كورونا بين المواطنين خلال الفترة الماضية ومنها قطع صلة الأرحام وعقوق الوالدين وصل بعضها رفض أحد الأبناء علاج والدتهم المصابة بالفيروس أو امتناع أحدى الأسر استلام جثة ذويهم بسبب الخوف من انتقال العدوى، ووسط هذه الأخبار القاتمة التى أصابت العديد من المتابعين بالأحباط، كان "مراد غانم" يعمل على مراعاة ثلاثة أفراد من أسرته وهم شقيقة ووالده ووالدته الذين أصيبوا بفيروس كورونا فى أوقات متزامنة رافضًا إيداعهم بمستشفى الحجر الصحى فى الشرقية مفضلا رعايتهم بنفسة وترك أسرته وأولاده وتكريس كل وقته لخدمتهم .

بداية المهمة

 

مراد غانم
مراد غانم

"تعالى عاوزك فى شغل".. هى الرسالة الهاتفية القصيرة التى تلقاها مراد ليتوجه فورًا إلى منزل شقيقه يعمل فى قطاع المقاولات والإنشاءات المعمارية الذى بدا عليه علامات الإرهاق وارتفاع درجة الحرارة تم التعامل معها فى البداية بأنها أعراض  "برد" بحسب تعبيره ولكن ارتباط الأعراض السابقة بآلام المفاصل وجفاف الحلق كان كفيلًا لإثارة القلق والتى كشفت التحاليل الطبية وصورة الدم عن اشتباه بحالة كورونا ليقرر الطبيب المعالج ضرورة التوجة إلى مستشفى بلبيس العام ليقطع الطبيب المعالج الشكوك ويعلن إصابة شقيقه الأكبر بفيروس كورونا بناء على نتيجة الأشعة المقطعية.

 

محمد غانم 2
"محمد" شقيق مراد 

ويقول "مراد": خلال مرحلة إجراء التحاليل كنت أحاول استبعاد مسألة الإصابة بكورونا، ولكن زيادة الأعراض من نوبات السعال وضيق التنفس وارتفاع درجة الحرارة خلال مرحلة إجراء التحاليل كان يعزز احتمالية إصابة شقيقي بكورونا والتى أكدتها الأشعة المقطعية.

 
1aea0874-27e6-4463-bec3-34f213db5b77
ورقة الأدوية 
36625fcc-b07c-489b-8e4d-7986023f9521 علاج 

كان من المتصور أن يتم تسليمه شقيقه لمستشفى الحجر الصحى فى بلبيس بمحافظة الشرقية، ولكن التكدس والتزاحم بالمستشفى سواء من المرضى أو من القادمين لإجراء الفحوصات الطبية للاطمئنان على سلامتهم دفعه لرفض علاج شقيقه بالمستشفى وقبوله بالمهمة الصعبة وهى تخصيص جزء من منزل الأسرة لحجر صحى لشقيقه على أن يقوم هو برعايته طوال فترة علاجه.

 

البعد عن زوجته وأولاده لرعاية شقيقه

أولاده
أولاده

ويقول "مراد": "غادرت مستشفى الحجر واتخذت قرارى برعاية شقيقي فى العزل المنزلى دون النظر إلى تكلفة ومخاطر ذلك القرار وما سيترتب عليه من مغادرة منزلى والبعد عن زوجتى وأطفالى وعلى الفور اتصلت بزوجتى وأبلغتها بتركى المنزل وعليها تهيئة الأولاد لغيابى فترة طويلة، وذلك لرعاية شقيقى فى الحجر المنزلى داخل بيت الأسرة، والتى من جانبها ايدتنى فى قرارى وعرضت علاجه داخل منزل الزوجية خوفًا على انتقال العدوى لوالدى ووالدتى خاصة وأنهما من كبار السن، ولكننى طمئنتها بأن منزل العائلة كبير وبها العديد من الحجرات التى من الممكن استخدام أحداها فى العزل.   

 حجرة العزل وبدء المهمة 

شقيقه مع أولاده
شقيقه محمد  مع أولاده

وتابع: "بعد الوصول لمنزل الأسرة بدأت فى اختيار حجرة واستخدامها للعزل المنزلى بناء على الاشترطات التى حددها أحد الأطباء العاملين فى مستشفى بلبيس العام للحجر الصحى وهى أن جيدة التهوية، مع تواجد مروحة يتم وضعها بين المريض ومصدر التهوية الطبيعى لطرد الرزاز.. مع الاهتمام بالسوائل والفاكهة والمطهرات والماسكات".

مهمة ثلاثية

والدته
والدته

لم يتصور أن بعد رعايته لشقيقه فى الحجر المنزلى بمنزل الأسرة بـ24 ساعة فقط أن تخبره والدته بحاجتها إلى إجراء فحوصات طبية والتى كشف عن انتقال العدوى إليها لتكون المصابة الثانية فى نفس المنزل ويتولى "مراد" رعايتها هى الأخرى بالتزامن مع شقيقه.

وهو ما يوضحه بقوله:"رغم حرصى الشديد على تطبيق العزل المنزلى بكل دقة ومنع الزيارات والتأكيد على أهمية التباعد وعدم الأقتراب من الحجرة التى يمكث بها شقيقى والذى أتولى رعايته ولكن من خلال اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية فوجئت بوالدتى تطلب إجراء فحوصات طبية والتى أكدت إصابتها هى الأخرى بفيروس كورونا وعلى الفور اتخذت قرارى برعايتها هى الأخرى وتخصيص حجرة عزل لوالدتى فى الطابق الثانى من المنزل.

الوالد
الوالد

أشغال شاقة 

وتابع:"وبعهد مرور عدة ساعات فقط لاحظت تدهور صحة والدى وظهور نفس الأعراض عليه ممثلة فى ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة الحركة والتنفس وبعد إجراءه للفحصوات للطبية بمساعدة زوج شقيقتى لإجراء الفحوصات الطبية تأكد إصابته بالعدوى وكان على رعايتهم جميعها لمدة 20 يومًا.

متصلة مقسمة كالآتى 10 أيام بمفردى أعمل فيها على تحضير وجبات الطعام باستثناء الغذاء الذى كان يأتى من منزلى زوجة شقيقي وأتولى أنا تحضير الأفطار والعشاء والفاكهة ونقل أنابيب الأكسجين بين الطوابق الثلاثة من المنزل والكحوليات والماسكات للحجرات الثلاثة وشراء الطلبات من الخارج.

b69ab2e1-d216-4fa8-be2e-81e7feef9ff4
زوج شقيقته  

وتابع:"بعد انتهاء المرحلة الأولى من العلاج والتنقل بين الطوابق الثلاثة لعلاج المصابين بها بمفردى عرض زوج شقيقي مساعدتى وتقسيم العمل حيث أتولى أنا مهمة العلاج والمتابعة الصحية داخل الحجرات الثلاثة من أعطاء الأدوية والوجبات وغيرها، على أن يتولى هو شراء المستلزمات من الخارج فى حال الاتياج لذلك".

رد الجميل

على الرغم من الجهد الكبير الذى بذله على مدار 20 يومًا والمخاطر التى تعرض لها بإمكانية انتقال العدوى له فضلا عن معاناته مع ترك منزله وزوجته وأطفاله 4 والتى انتهت بشفاء المصابين جميعا وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية، ولكنه يرفض اعتبار ذلك من قبيل العمل البطولى على حد وصفه مؤكدًا أن ذلك نوع ممن رد الجميل لأسرته ولشقيقه الأكبر إلى يعامله كأبن له على الرغم أن يكبره بعام واحد فقط ولكنه وقف بجواره فى العديد من المواقف.

وهو ما يوضحه بقوله: "شقيقى يكبرنى بعام واحد فقط ولكنه يعاملنى كأبن له وهو ما يحرص على تأكيده بين العائلة بجملته المشهوَرة "مراد ده أبنى مش أخويا" وكان يؤكد ذلك بمواقف فعلية على أرض الواقع حيث وقف بجوارى فى العديد من المواقف التى تعرضت لها ومنها مساعدتى فى سداد مبلغ 50 ألف ديون مستحقة قبل عدة سنوات ورفضه الشديد استرجاع أمواله لمدة 9 سنوات كاملة بجانب العديد من المواقف الأخرى حيث كان دائما ما يؤكد لى "أنا فى ضهرك وما تخفش من أى حاجة لذلك مهما فعلت لن أوفيه حقه".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة