خالد ناجح

الكرامة يا فندم

الجمعة، 26 يونيو 2020 01:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عام 2005 وفي أحد المؤتمرات التي ينظمها الجيش لأفراده وضباطه، وقف ضابط برتبة ملازم أول أمام المشير محمد حسين طنطاوى وقال له: "يافندم نفسي نبقى أقوى تسليح في المنطقة وننافس الجيوش العظمى لأنه بيفرضوا سياستهم على الجميع.. نفسي نقدر نفرض سياستنا لأن القوي محدش بييجي على حقه".
 
وهنا ساد الصمت التام القاعة كلها، وكما يقول المثل "ترمى الإبره ترن" في القاعة التي بها ما يقرب من ألف ضابط.
فقال المشير للضابط: "جاوبنى الأول على السؤال ده إنت شايف إيه رغيف العيش ولا السلاح؟". 
 
وكان رد الضابط المصري صغير السن وقتها مغايراً للاختيارات التي طرحها سيادة المشير فرد الضابط: "الكرامة يا فندم"، وهنا ولا إرادياً ضجت القاعة بالتصفيق الذي استمر لأكثر من خمس دقائق.
 
المعروف أن المشير طنطاوى حازم ومنضبط جداً وملتزم بالتقاليد العسكرية للمؤتمرات، لكنه كان مسروراً بكلام الضابط الشاب، بل وظل مبتسماً طوال المؤتمر ورد بجملة واحدة ولم يعلق كثيراً: "كفاية اللى هى فيه مش هنبقى احنا كمان إوعوا تبقوا زيهم  اتفضل اقعد يا ابنى".. بل وكان حريصاً على التوصية بعدم مضايقة الضابط المتحمس من أي من قادته.
وعندما خرج الشعب المصري في 30 يونيو ينادي الفريق عبدالفتاح السيسي ليكلفه برئاسة الجمهورية وتحميله الأمانة الثقيلة والتي لا يستطيع أحد حملها إلا هذا البطل الذي كان قدره أن يتحمل المسئولية في هذا التوقيت.
كنا نحن الشعب المصري محظوظين بوجوده ونعتبر أن الله جاء به لينقذ مصر التي ذكرها في كتبه السماوية أكثر من أى مكان في العالم.
شاء الله أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا المكان وفي هذا التوقيت ليحمي مصر من مصير لا يعلمه إلا هو سبحانه، وكأن الله استجاب لدعوات الضابط المتحمس وحقق أمنياته بتحديث الجيش المصري بكل فروعه حتى وصل ليكون من أفضل عشرة جيوش في العالم وفي قلب كل مصري وعربي الأفضل في العالم.
 
القارئ لتاريخ مصر يعلم أن بوابتها الشرقية هى مصدر الإزعاج الوحيد لها منذ قدوم الهكسوس عبرها وصولا لتحريرها عام 1973 من الاحتلال الاسرائيلي، كانت مصر مؤمنة من الشمال الذي لم يأت منه غازٍ سوى نابليون والإنجليز، ومؤمنة من الغرب حيث لم تحدث أى مشكلة سوى هجوم روميل الذي كان هدفه الإنجليز، والجنوب لم تأت منه المتاعب لمصر إطلاقاً.
لكن الآن وفي هذه الفترة التي اعتبرها الأدق والأصعب على مدار تاريخنا القديم والحديث نظراً لوجود المخاطر على كل الاتجاهات، فالشرقي غير آمن ولا يؤتمن، والغربي تدخل فيه الطمع التركى ويريد احتلال ليبيا، والجنوب إثيوبيا لا تتعاون وتتعنت في حل أزمة سد النهضة، ومن الشمال الأطماع التركية وغيرها في غاز شرق المتوسط.
 
كان الله في عون القيادة السياسية والجيش الذي كان يركز في اتجاه واحد وأصبح الآن يركز وبنفس الدرجة والاستعداد القتالي على كل الجبهات لحماية أمننا القومى.
 
وصون الكرامة لا يكون بالكلام ولكن بالأفعال، ومصر أصبحت دولة أفعال، وآخرها ما رأيناه في مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه مجموعة من العمال البسطاء المصريين تحت التعذيب من قبل ميليشيات حكومة الوفاق  في مدينة ترهونة.
 
وعلى الفور صدر تكليف رئاسي بتشكيل خلية لإدارة هذه الأزمة، وعلى رأسها رجال المخابرات العامة (الصقور)، منذ اليوم الأول كان تكليف السيد الرئيس "كل الخيارات متاحة لعودة أبنائنا إلى مصر"، وبالفعل مارست مصر حقها في عودة أبنائها لأرض الوطن وكانت النتيجة أن حكومة الوفاق ضبطت الميليشيا التي قامت بهذه الجريمة وتم عرضهم على النيابة، وتم تعاون الجيش الوطني الليبي الذي أمن موكب تحرك أبنائنا لنحو 700 كيلو متر داخل ليبيا حتى منفذ السلوم.
 
عودة المصريين بهذه الصورة المشرفة تضاف إلى إنجازات الرئيس السيسي ومواقفه الخارجية التي تخرج من قيادة حكيمة أدركت حماية المواطن وحفظت له كرامته وحقوقه ورفضت التهاون فيها، أو التقليل من شأنه، وإعادة العمال المصريين من ليبيا إلى أرض الوطن بهذه السرعة رفع معنويات الشعب المصري، وساد شعور اطمئنان داخل البلاد بأن هناك دولة قوية، وشعر المواطن بأن وراءه دولة تحميه حتى ولو كان عاملاً بسيطاً في ترهونة.
 
الدولة المصرية وأجهزتها المختلفة حريصة على الحفاظ على كرامة المواطن ووضعها فوق أي اعتبار، وعودة العمال البسطاء من ليبيا على هذا النحو المشرف رسالة واضحة للداخل والخارج بأن الدولة المصرية تضع المواطن المصري نصب أعينها، وأنها تتابع عن قرب أوضاعهم وأحوالهم من خلال التواصل المستمر بينهم وبين الحكومة وبين الدولة المصرية والدول الأخرى للاطمئنان على أوضاع المصريين والتأكيد على عدم التهاون في حقوق أى مصري خارج الحدود.
 
الآن أقول للضابط الشاب الذي وقف أمام سيادة المشير طنطاوى إن الله استجاب لك ولكل شباب مصر الذي حلم بـ"الكرامة" التي تحققت على يد بطل مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حمل الأمانة وكان أميناً في حملها.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة