هند أبو سليم

ولاد ناس والا مش ولاد ناس؟

الخميس، 25 يونيو 2020 12:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ لحظة الاستيقاظ حتى النوم، ونحن نمارس بشراسة وإدمان لعبة الحكم على الآخرين.. والله على كم الآلام التي عشناها بسبب أحكامنا الخاطئة التي بنيناها على مظاهر (و دي محتاجة يا لاهوي كبيرة)

 

- فهذا صديق عمر.. استيقظنا في يومٍ لنجده ألد الأعداء.

- وهذا مثل أعلى اكتشفنا أنه في الضحل.

- وهذا زوج مخلص واكتشفنا أنه يتجرع الخيانة مع فنجان القهوة كل صباح.

- وهذه ملاك طاهر لنكتشف أنها من شياطينه البشرية بعد الزواج.

- وتلك لا نسمع لها صوتاً من رقتها.. لتصرع أذننا بأقذع الالفاظ بعد العشرة.

- وهذا يقول فينا شعراً و احتراماً، لنعلم أننا نوصم بابشع الصفات في ظهورنا.

- وهذا عم أو خال رحيم، وبعد رحيل أبائنا ينهشون لحمنا أحياء.

- وتلك تدعي الاحتشام و الطهر و هي تمارس كل انواع الرذيلة في الخفاء.

- وذلك داعية يدعوا لغض البصر و الرفق بالقوارير و هو يهتك عرض الفتيات الصغار.

- كم حكمنا على أناس بالرقي والأصل و صدمنا بعد ذلك بأنهم ولاد ناس.

 

نعم المقصود بولاد الناس الذم وليس المدح.

 

آه والله

في العصر المملوكي، وما أدراك ما العصر المملوكي.. عصر عبارة عن كوكتيل خيانة، قتل، غدر، سرقة، جبن، جبروت... عصر له ما له و عليه كتير اوي.

 

حين كان يعزل أو يقتل سلطان - وده كان كتير  أوي. يخرج مماليك السلطان السابق من القلعة بعد ان كانت مصر عزبة الوالد.... يخرجون من القلعة و تضاف رواتب زهيدة لهم تحت بند في ميزانية الدولة يسمى ( ولاد الناس) و هم لا ولاد ناس و لا حاجة. ( و دة نبذة من كتاب الرائعة ريم بسيوني/ ولاد الناس).

 

و كتحليل شخصي بحت لكيف وصلت لنا الكلمة بمفهومها الحالي:

الشعب المصري شعب عاطفي بطبعه حتى مع من اذاه ، فتراني اتخيل امرأة تطل من مشربيتها و ترى مملوكاً منكسراً، فتنسى كيف كان متجبراً و ظالماً، فتمصمص شفتيها و تقول: غلابة ولاد الناس دول....

وأرى الكلمة تنتشر مرتبطة بتعاطف وحزن إلى أن وصلت لنفس معنى "عزيز قوم ذل" وشتان ما بين الاثنين.

 

فعزيز القوم... هو من أهل القوم، له فيها جذور وأصول، أما ولاد الناس فدول ولاد تييييت لا أصل ولا ملة.

 

وطلعت كلمة ولاد الناس شتيمة.

 

المهم..

ما نحكم به على الاخرين يكون خاضعاً لظروف لحظية، يعني:

- مزاجنا العام ( الدنيا بمبي، نكد حتى الثمالة).

- الضربات النفسية التي نمر بها ( خناقة مع المدام، ترقية في الشغل، صاحب بايع، انفصال، كشف بنك صعب حبتين).

- التجارب السابقة ( الاحكام العامة على شعوب بحالها بسبب تجربة مع شخص واحد).

- الpeer pressure الضغط المجتمعي الذي نمر به... ( توجهات المجتمع في الوقت الحالي)

- و ايضاً الهرمونات ( رجالة و ستات)

- الحالة الصحية.

- بنحب و الا سنجل.

الخ الخ الخ

 

لكل شيء وجهان في هذه الدنيا إلا لعبة اصدار الاحكام... ليس لها إلا وجه أوحد، يتسم بالسواد و انعكاس مرأة انفسنا الداخلية ( و صدقوني خليها جوا احسن، فكلنا بدون استثناء جوانا حتة سودة - كبرت او صغرت)

و اعلم كم من الصعب ان لا نفعل، و لكن لنعطي أنفسنا برهة بسيطة لنفكر قبل اطلاق الاحكام... و بعدين نفضح نفسنا براحتنا... ايوة ( فكل كلمة ننطق بها ترسم صورة لنا عند الأخرين) فالأحكام التي نطلقها تضعنا تحت طائلة احكام الاخرين ( مهي لعبة ذات وجه واحد و اتجاهين).

 

طالما لم نعاشرهم في منزل، أو لم نرى كيف يتعاملون مع أهليهم وأزواجهم وأبنائهم... داخل بيوتهم، فنحن لا نعرفهم وشحكمنا عليهم خاطئ.

 

عزيزي:

شفته بالبيجاما؟ يبقى متحكمش عليه؟

 

شكراً

 

أخر الكلام:

" لنا قومٌ، لو اسقيناهم العسل مصفى، ما ازدادوا فينا إلا بغضاً، و لنا قومٌ لو قطعناهم إرباً، ما إزدادوا فينا إلا حباً."

الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة