محمد سامح عاشور

السيسى والقضاء على مشروع توريث حكم الإخوان

الخميس، 25 يونيو 2020 07:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- المصريون انتفضوا بعد اكتشافهم خلال عام واحد فقط كيف وقعوا فى أخطر مشروع سياسى لطمس الهوية واختطاف نضال الشعب
 
- بمناسبة حلول الذكرى السابعة لثورة يونيو 2013 والذكرى السادسة لتولى الرئيس السيسى، مقاليد الحكم فى يونيو 2014، فى ظل ظروف دقيقة ومعقدة، وخلال تلك الفترة العصيبة استطاع الرئيس السيسى، العبور بالوطن إلى بر الأمان محققًا العديد من الإنجازات على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصناعية، وقد تناولها الكثيرون بالبحث والدرس، إلا أن الإنجاز الأهم للرئيس السيسى والذى لم ينل حظه الوافر من البحث والدراسة هو إنجاز القضاء على النسخة الثانية من مشروع توريث الحكم الذى حاولت فرضه جماعة الإخوان المسلمين على الشعب المصرى، رغم ثورة المصريين على النسخة الأولى من مشروع التوريث فى 25 يناير 2011.
 
- فتوجد أسباب عدة أدت إلى اشتعال الأوضاع فى 25 يناير 2011، وليس حقيقيًا أن خروج المصريين كان فى مواجهة الشرطة ردًا على تجاوزاتها حسبما استطاعت جماعة الإخوان المسلمين من خلال أبواقها ومنابرها الإيحاء والإيهام به، بل أن السبب الحقيقى كان مجابهة النسخة الأولى من مشروع توريث الحكم فى مصر فى صورة التوريث الأسرى من الأب مبارك إلى الابن جمال، وما صاحب ذلك من أحداث سياسية واقتصادية، أكدت العزم على إتمام مشروع التوريث والذى انتهى بتنحى مبارك عن الحكم فى فبراير 2011 فقد كان الاستخدام الجماهيرى والشعبوى للأخطاء السياسية وتزوير الانتخابات والفساد هى مدخل الجماهير نحو إسقاط مشروع التوريث الذى بدأت الدولة المصرية فى تحضيرة دون أن تدرك أن هناك شعبا يأبى ما قبلته شعوب ودول أخرى من انتقال أسرى للسلطة. 
 
-واستطاعت جماعة الإخوان المسلمين القفز وركوب موجة الجماهير على ثورة 25 يناير واستغلال مكتسباتها لتحقيق أهدافها بالاستيلاء على حكم مصر وبدأت الجماعة فى فرض سيناريو السيطرة على الحكم بها خلال المرحلة الانتقالية والتى سبقت انتخابات الرئاسة عام 2012 وهو سيناريو يقوم على تشويه، وضرب الصف الوطنى للشارع السياسى المصرى وصولا لهيمنة مكتب الإرشاد على إصدار القرار السياسى وفرضه على الجميع، وكان مخططهم هو خطف الدستور من خلال اختطاف البرلمان فى انتخابات متعجلة لم يستعد لها أحد سواهم ورفعوا شعار الانتخابات قبل الدستور لتكون لهم الغلبة العددية لإصدار دستور إخوانى متطرف ثم رسم خارطة الطريق للاستيلاء على الحكم وتحقيق حلمهم التاريخى فى دولة الخلافة الإخوانية.
 
-كل ما سبق كان تمهيدًا للمرحلة الثانية من السيطرة على الحكم وبزوغ فكرة توريث الحكم الخاص بجماعة الإخوان المسلمين وهى مرحلة رئاسة الجمهورية فبعد أن أكدوا مرارًا وتكرارًا عدم ترشحهم على موقع رئيس الجمهورية والاكتفاء بتمثيلهم داخل البرلمان، وبعد أن حازوا الأغلبية البرلمانية قرروا الترشح لرئاسة الجمهورية فطرحوا مرشحا أصيلا، وهو خيرت الشاطر وآخر بديل هو مرسى بقرار من مكتب الإرشاد رغبة منهم فى ترسيخ فكرة الالتزام باختيار مكتب الإرشاد دون النظر لمؤهلات ومواهب المرشح وأن الجميع يتساوى طالما كان الاختيار صادرًا عن مكتب الإرشاد، وذلك لتكريس مبدأ التوريث وفرضه على الشعب المصرى بأن ينحصر الاختيار بين ما يفرضه عليه مكتب الإرشاد من مرشحين سواء كان الأصلى أو الإستبن كما وصفه المصريون آنذاك.
- وجرت انتخابات الرئاسة بعد استبعاد مرشح جماعة الإخوان الأصلى وخاض المرشح «الإستبن» سباق الرئاسة فى أجواء استغلت فيها شعارات الديمقراطية والنهضة واستخدام الدين واحتياجات المواطن البسيط.
 
- انتهت انتخابات الرئاسة بفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين «الإستبن» بمنصب الرئيس وبذلك انتهت المرحلة الثانية من مشروع توريث الحكم وبدأت المرحلة الأخيرة من مشروع التوريث، فوجئ المصريون بأن رئيسهم لا يحكم ولا يدير وأنه مجرد واجهة فقط، فوجئ الشعب بخطة الاستيلاء على مفاصل الدولة المصرية وأخونة كل أجهزة الدولة الإدارية والسياسية والاقتصادية حتى القيادات القضائية كمنصب النائب العام وغيرها شغلوها بمن ينتمى إليهم.
- كل هذا أدركه الشعب المصرى فى خلال عام واحد فقط فأدرك أنه وقع ضحية لمشروع توريث جديد من إعداد جماعة الإخوان المسلمين مشروعا أخطر من مشروع التوريث الأسرى الذى رفضه الشعب عام 2011 فخرج الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 فى مشهد أبهر العالم كله لإيقاف مشروع التوريث وانحازت قواتنا المسلحة للشعب المصرى واستطاع قائدها فى 3/7/2013 مؤيدًا ومدعمًا من الشعب المصرى أن يتصدى لمشروع التوريث وطمس الهوية الذى حاولت جماعة الإخوان المسلمين فرضه على الشعب المصرى، واستمر نضال الشعب المصرى ضد جماعة الإخوان المسلمين والذى تكلل بانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا لجمهورية مصر العربية لتبدأ معه الجمهورية الثالثة التى تأسست على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على الهويه المصرية، وتنهى مشروع توريث حكم الإخوان الذى لو استمر لفقدنا هويتنا ومصرنا الغالية هذا هو أهم إنجاز لثورة 30 يونيو. 
 
عاشت مصر 
 
القاضى محمد سامح عاشور
رئيس المحكمة عضو قطاع التشريع وزارة العدل






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة