نشر موقع the African report الأفريقى رسالة من مصرى موجهة إلى إثيوبيا أكد فيها أولا على جذور مصر الأفريقية، واستنكر عدم تقدير بعض الأشقاء الأفارقة للآثار الكارثية المحتملة لسد النهضة على الحياة فى مصر، محذرا فى الوقت نفسه بأن أمن مصر المائى ليس لعبة سياسية أو اقتصادية.
وقالت الرسالة الموقعة بـ "مصرى" لم يكشف عن هويته إنه من المحزن التشكيك فى هوية مصر الأفريقية، فرغم أن الأمر قد يبدو غريبا لكم، إلا أن الأغلبية الشاسعة من المصريين يفتخرون بكونهم أفارقة و فى عام 1990، شجعت عائلتى كلها الكاميرون أمام إنجلترا فى كأس العالم وفى البطولة الأفريقية الأخيرة التى استضافتها القاهرة، شجع كثير من المصريين السنغال ونيجريا أمام فرق عربية فى الجولات النهائية، فنحن نرى أنفسنا أفارقة.
وفيما يتعلق بسد النهضة، قال صاحب الرسالة إن هناك عاملين لا يمكن مناقشتهما أو إنكارهما وهما الجغرافيا والمناخ. فدول حوض النيل بلا أمطار غالبا، فى حين أن أجزائها الجنوبية ومرتفعات إثيوبيا بها أمطار غزيرة. وكما كتب البروفيسور خالد أبو زيد، هناك فارق شاسع فى الظروف المناخية الطبيعية بين دول لمنبع والمصب. فمصادر المياه المتجددة فى مصر سنويا تقدم حوالى 570 متر مكعب للفرد فى السنة، وهو أقل من حد ندرة المياه البالغ 1000 متر مكعب للفرد فى السنة. ومن ناحية أخرى، توفر موارد المياه المتجددة فى إثيوبيا حوالى 8100 متر مكعب للفرد فى السنة.
وأضاف لذلك من الغريب مقارنة سد النهضة بالسد العالى فى أسوان، وعدم النظر إلى الحقيقة الواضحة بأن سد أسوان لم يؤثر على أى بلد. فعندما قامت مصر ببنائه سعت إلى الاستفادة من مياهها دون تخفيض حصة أى دولة أخرى.
وتابع صاحب الرسالة قائلا: "كيف يمكنكم الاحتفال بمشروع سد النهضة وانتم تعرفون انكم تحرمون الملايين من الأطفال المصريين الأبرياء من الحصول على المياه وربما تعرضونهم للعطش وحتى الموت خلال الجفاف الشديد".
ومن المذهل أيضا أن إثيوبيا تتوقع من مصر تحمل أعباء تعتقد أديس أبابا أنها تحملتها لسنوات، فإثيوبيا التى لديها 20 بحيرة، لديها الجراة بأن تملى على مصر كيف يجب أن تستخدم مصدرها الوحيد من المياه وهو نهر النيل. وأكد صاحب الرسالة أن المظالم الاقتصادية فى إثيوبيا هى فى الغالب إرث عقود من الاستبداد وليس مسئولية مصر.
وخلص الكاتب فى النهاية إلى القول بأن مصر تتمسك بأن الاتفاق يمكن تحقيقيه، لكن يجب التفاوض عليه بحسن نية. وشدد على أن أمن مصر المائى ليس لعبة سياسية أو اقتصادية، ولكن حق أساسى من حقوق الإنسان لا يمكننا التخلى عنه، ورفاهية إثيوبيا لا يمكن أن تبنى على معاناة أطفالنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة