د. إبراهيم نجم

الإعلام المتطرف وغسيل الأدمغة

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 «كرر الكذبة إلى الحد الكافي وستتحول من تلقاء نفسها لحقيقة»!
 
ذلك هو القانون المبتكر لغسيل الأدمغة الذى ابتكره النازى جوزيف غوبلز، وزير أدولف هتلر للدعاية والإعلام. ويبدو أنه نفس القانون الذى سارت عليه الجماعة الإرهابية حذو القذة بالقذة، فظلوا يكررون الكذبة على كل منبر، ومن كل قناة، وفى كل مناسبة حتى لم يصدقها طائفة من عامة الناس ممن وقع فى شركهم ليس ذلك فحسب بل صدقوا هم أنفسهم فيما يكذبون، فصاروا كالقطيع الذى يسوقه الراعى، يسير مستسلما ولا يعلم أنه يسوقه إلى المَذْبح! فقادتهم الكبار فقط هم الذين يعلمون الحقيقة!
 
ففى الوقت الذى يتستر فيه السكرتير العام للتنظيم العالمى للجماعة الإرهابية رجب أردوغان ورئيس دولة تركيا الحالي- بتصريحات خدَّاعة كاذبة حول اهتمامه بالأمة الإسلامية على شاكلة هذا التصريح الذى صرح به فى 27/ 11/ 2019: «إن العالم الإسلامى يتعرض للدسائس بسهولة نظرًا لأنه غير موحد وغير متلاحم كالبنيان المرصوص، وإذا ما ألقينا نظرة على منطقتنا فإننا على الأغلب سنرى الآلام والمآسى والصراعات، وكتلة من الجماهير الهائلة البالغ عددها 1.7 مليار نسمة تهدر طاقتها بمواضيع مصطنعة». فى ذات الوقت نجد أن مفتى الدم الليبى صادق الغريانى، وهو مفتى معزول لحكومة غير شرعية، يصرح مؤخرًا بتاريخ 12/ 6/ 2020: بأنه «لا يجوز شراء سلع من الإمارات أو الأردن أو مصر أو غيرها من الدول التى تعادينا؛ لأن التجارة معهم تقوية لهم، وكل دولار ندفعه لهم هو رصاصة فى صدور أبنائنا»  فهل سكان مصر والأردن والإمارات وقد تجاوز عددهم المائة مليون نسمة ليسوا من الأمة الإسلامية والكتلة الهائلة البالغ عددها 1.7 مليون نسمة؟! أليس ما فعله أردوغان وجماعته الأمس ويفعله اليوم تحت ستار الفتاوى الدينية المنحرفة هو عين الدسائس والصراعات التى تسبب الآلام والمآسى لجميع الأمة الإسلامية؟!
 
وفى الوقت الذى تجد الصفحة الرسمية لما يسمى بدار إفتاء حكومة الشقاق والتى يطلق عليها زورا «الوفاق» والتى على رأسها الصادق الغريانى ممتلئة بالكلام على القدس والمتاجرة بالقضية الفلسطنية، تجد تصريحا لأردوغان بالأمم المتحدة فى منتهى العجب بتاريخ 24/ 11/ 2019 ونصه: «إن فلسطين التى ترزح تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى هى إحدى أكثر الأماكن التى تعانى من الظلم والاضطهاد فى العالم، موقفنا فى تركيا واضح فى هذه المسألة.
 
إن الحل يتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراض متصلة وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود 1967»!
 
ويحمل خريطة زائفة لحدود إسرائيل فى عام 1967م تظهر فيها إسرائيل تحتل جميع فلسطين إلا الضفة الغربية وقطاع غزة تركتهما لفلسطين!
 
والقاصى والدانى يعلم أن فى ذلك العام بالتحديد دخلت إسرائيل جميع الأراضى الفلسطينية بقوتها بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية وأيضًا هضبة الجولان بسوريا واحتلت شبه جزيرة سيناء كاملة!
 
فأى حدود تلك التى تُقام عليها دولة فلسطين؟! فكأنه يقول الحل هو القضاء على دولة فلسطين بالكامل، وضم سيناء علاوة فوق ذلك لحدود إسرائيل!
 
ثم تجد قنواتهم التى تُبث من تركيا بمباركة منه ومن حزبه العدالة والتنمية تصدعنا ليل نهار بصفقة القرن واتهامات صريحة بأن مصر ستتخلى عن سيناء، مما يثير تعاطف طائفة من المصريين معهم ويحفِّز غضبهم ضد دولتهم التى تبذل فى كل يوم الغالى والنفيس من دماء أبنائها من قواتها المسلحة للحفاظ على كل شبر من أرض هذا الوطن.
 
ويصرح أردوغان علانية بتصريحين متتاليين بنفس التاريخ 30/ 8/ 2019: «إن الكفاح الذى نخوضه اليوم فى سوريا والعراق وشرق المتوسط والعديد من الأماكن فى منطقتنا الجغرافية له غاية واحدة فقط، هذه الغاية هى الدفاع عن حقوق تركيا إضافة لتأمين وضمان حقوق أشقائنا وأصدقائنا»!
 
والتصريح الثانى: «إن وجودنا فى أى مكان بالعالم يشهد ظلمًا أو اضطهادًا أو به شخص يحتاج لمساعدة هو واجب تفرضه علينا معتقداتنا وإيماننا وثقافتنا». ونحن نتساءل: كيف يصف كل تلك الدول ضمن منطقته الجغرافيا؟ ومن هم أصدقاء تركيا الذين من أجلهم ستتدخل تركيا فى شئون دول أخرى؟!
 
ولعل تصريح الغريانى الصادر عنه منذ سنوات يفصح لنا عن واحدة من أهم الصديقات الحميمات لتركيا حيث قال: «قطر لابد أن نذكر أن فضلها على الدولة عظيم، قامت بدور... لابد أن نشكره، ومن لا يشكر يكون أقل من الكلب»!
 
أما الدول التى تدخلت فيها تركيا عسكريًّا، فبالإضافة إلى سوريا والعراق، وبعد التصريحات من أردوغان فى سنوات سابقة بأن له ميراث من أجداده العثمانيين فى ليبيا، وإن لم يكن له حق فى التدخل فى ليبيا فماذا كان يفعل مصطفى كمال أتاتورك هناك حينما كان يقاتل مع الليبين إيطاليا؟! متغافلًا عن أن مصطفى كمال أتاتورك، وبعدما هزم فى تلك المعركة، هو من ألغى الدولة العثمانية وتنازل عن حدودها وأقام عوضًا عنها الجمهورية التركية بحدودها الحالية المعروفة، وأعلن علمانية الدولة!- اليوم أردوغان فى ليبيا بالفعل!
 
لكن هل حقًّا تركيا تفعل ذلك من أجل نصرة الإسلام والمسلمين كما توهم الناس فى خطاباتها أو حتى من أجل قضية سامية تؤمن بها أو أن كل ما تفعله للحصول على مقابل؟!
 
نجد الجواب فى فتوى الغريانى المنشورة بتاريخ 23/ 5/ 2020 التى حث فيها الليبين على تسليم ثروات بلدهم من النفط والغاز لتركيا لأنها دولة صديقة نصرت الشعب الليبى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة