يحظى الفرعون الذهبى توت عنخ آمون، بشهرة واسعة، ربما تكون الأكبر بين جميع ملوك الفراعنة، وهذا ليست لعظمة إنجازاته أو انتصاراته العسكرية أو فتوحته، وإنما لأسباب أخرى تعد مهمة من الناحية التاريخية ومن أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أى تلف.
وكانت سرقة ونهب المقابر والآثار الفرعونية فى العصور القديمة، أمرا شائعا جدا، وهناك العديد من المقابر التى وجدت منهوبة، وحرم الملايين من رؤية آثار ومومياوات أجدادهم القدماء، لمعرفة عظمة الإنسان المصرى القديم، لكن مقبرة واحدة فقط، وجدت كاملة هى مقبرة الملك توت عنخ آمون، ابن الملك الشهر إخناتون.
لكن يبقى تساؤل يثير الاستفهام هو: هل فعلا لم يصل اللصوص من قبل لمقبرة توت عنخ آمون، وأنها كان الوحيد الناجية من أيدى اللصوص إم أنها لم تسلم من أيدى النهابين والسارقين الذين نهبوا المقبرة؟
الإجابة: بحسب بعض الاعتقادات تعرضت المقبرة لمحاولات سرقة مرتين على الأقل قبل اكتشافها في عام 1922.
وتشير المراجع إلى أنه تم نهب مقبرة توت عنخ آمون مرتين، خلال العصور القديمة، الأولى بعد دفن المومياء فيها بوقت قصير، ومن المرجح أن السرقة تمت بواسطة أحد الذين عملوا على تجهيزها، إذ أنه كان على دراية كاملة بمحتوياتها، أما الثانية فكانت بعد ذلك بنحو 15 عامًا، ولكن السرقتين اقتصرتا فقط على نهب غرفة واحدة من المقبرة.
وبحسب عالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، فى مقال نشر بعنوان " لصوص بوادى الحق!" فى تاريخ 14 يوليو 2016، بجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإن مقبرة الفرعون الذهبى تعرضت بالفعل للسرقة، قائلا كانت عملية انتهاك حرمة المقابر بوادي الملوك قد بدأت سريعًا، فعلى سبيل المثال قام اللصوص باقتحام مقبرة توت عنخ آمون مرتين، وذلك بعد أن أغلقت لأول مرة، ولحسن الحظ استطاعت قوات أمن الجبانة من حماية المقبرة فى المرتين، وإن كان الكثير من المحتويات قد نقلت من مكانها، وفي حقيقة الأمر، لقد تم استنتاج أن نحو 60 فى المائة من كنوز إحدى الحجرات قد سرقت في العصور القديمة، وكان "آى" - يقصد الوزير الذى تولى الحكم بعد وفاة توت عنخ آمون- مسئولا عن إعادة إغلاق المقبرة، حيث قام بعض موظفيه بإلقاء بعض بقايا محتويات المقبرة بغرض الحفاظ على النظام، وقاموا بإعادة إغلاق المقبرة عن طريق إغلاق الفتحة التي أحدثها اللصوص بالجبس ووضعوا عليها ختم الإغلاق".
كما يذكر الدكتور قاسم زكى فى كتابه "مأساة نفرتيتى وأخواتها: قصة نهب وتهريب الآثار المصرية للخارج منذ الأزل" موضحا أنه "تعرض معظم المقابر الملكية للسرقة بمجرد إغلاقها، كما نجح اللصوص فى عمل اختراق جزئى لمقبرة الملك توت عنخ آمون، إلا أنه تم القبض عليهم على الفور، وسرعان ما أغلقت المقبرة مرة أخرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة