فريدة الشوباشى

فخ الدولة الدينية

الجمعة، 19 يونيو 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثبتت الحروب الطاحنة على مر التاريخ أن الهدف منها كان دائما السيطرة ونهب ثروات الطرف المهزوم، وأيا كانت الشعارات المرفوعة..وفى تاريخنا المعاصر كنا شهودا على استيلاء جماعة الإخوان المسلمين على حكم مصر برفع شعارات براقة أثبتت التجربة مدى زيفها وبعدها، بل تناقضها مع قيم ومبادئ الدين الإسلامى الذى ادعوا دفاعهم عنه، وأنا من الفصيل الذى يعتبر الوطن أغلى من الحياة ذاتها، وأرفض رفضا قاطعا خديعة «الدولة الإسلامية» بكلمات مرشد الإخوان، البذيئة، طظ فى مصر واللى فى مصر، وأنا ما يهمنيش  واحد ماليزى يحكمنى ما دام مسلم»، وبالمناسبة منذ ظهور الإسلام لم يتصادف أن حكم مصر حاكم غير مسلم حتى يدلى مرشد الإخوان بهذه الكلمات البذيئة والمنافية لقيمة الوطن والمواطنة، وأتوقف خاصة أمام المشهد الحالى وما فعلته التنظيمات «الإسلامية!» بالدول التى ابتليت بها التى لم تدخل هذه الدول إلا بمساعدة القوى المعادية للعرب للأسباب المعروفة، من مواقع استراتيجية إلى ثروات هائلة، على رأسها النفط،عصب الصناعة فى العصر الحديث، لقد دمرت الولايات المتحدة الأمريكية العراق العظيم بدعوى امتلاكه لأسلحة دمار شامل وهو ما ثبت زيفه، ومع التأكيد بأن القنابل النووية التى تمتلكها إسرائيل قنابل سلمية تنثر الأمن والأمان، وليس الموت والخراب، أيضا كانت التنظيمات «الإسلامية» جاهزة للدخول إلى سوريا بهدف الإطاحة بنظام الحكم، وقد شاهد العالم أجمع مدى الدمار الذى أشاعته هذه التنظيمات التى رفعت كلها شعارات الإسلام، هذا ونظرة إلى ليبيا التى هدمها حلف شمال الأطلسى بدعوى إقامة الديمقراطية، وفى نفس الوقت دفع بداعش وأمثالها للقضاء على أمل الشعب الليبى الشقيق فى العيش بسلام ورخاء فى وطنه الذى حباه الله بمخزون نفطى يسيل له لعاب الطامعين، ونعلم أن كافة التنظيمات الإرهابية المتدثرة بعباءة الإسلام، تمولها وتسلحها قوى كبرى تطمع فى تفتيت الوطن العربى لتسهيل السيطرة عليه، وواضح أن الوصفة الجهنمية كانت تقسيم جماهير المنطقة على قاعدة الدين، فالقاصى والدانى يعرف أن بريطانيا هى التى أنشأت تنظيم الإخوان المسلمين برئاسة حسن البنا والذى كان أول من قسم، ليس الأوطان فحسب، بل أبناء الوطن الواحد بين مسلمين فى جماعته ومن هم خارجها، غير مسلمين.. رفع شعار الدولة الدينية، كان فخا قاتلا مازال الكثيرون منا غافلين عنه، حيث أقامت بريطانيا، صاحبة وعد بلفور، دولة إسرائيل فوق أراضى فلسطين وتوسعت مؤخرا للاستيلاء على أراض سورية فى الجولان المحتل..تذرعت لندن بالأساطير والخرافات وكذلك بدعوى «الإنسانية؟» بمنح  أرض بلا شعب!!! لشعب بلا أرض، هو «الشعب» اليهودى، وكأن اليهودى الأسمر، سليل الفلاشا، هو نفس نسل اليهودى الأوروبى الأشقر، إلخ..القصد كان استخدام الدين لتنفيذ المآرب السياسية، وأمامنا الآن الرئيس التركى، الطامع فى ثروات العرب، ورفع شعار دولة الخلافة الإسلامية التى كانت من أبغض الاحتلالات التى عانينا منها، ناهيك عن تحالفه مع الدولة المغتصبة وكونه عضوا فى حلف شمال الأطلسى، غير أن ما يستوجب اليقظة التامة والتصدى بكل قوة لأعداء فكرة الوطن التى يتمسكون هم بها بالنسبة لبلادهم، هو الفخ الخبيث بإدخالنا تحت عباءة الغزاة والطامعين، باسم الدين وكأن الإسلام هوية وليس عقيدة بين العبد وخالقه، وبالتالى نقبل بدولة «يهودية» تقول فى أساطيرها الكاذبة أن حدودها من الفرات إلى النيل، أن الوطن العربى يستمد وحدته من عناصر، الأرض المشتركة واللغة المشتركة وتوفر هذه المقومات الأساسية هو ما يشعل شراسة الأعداء، فليس أقل من ألا نقع فى الفخ الذى نصبوه لنا، وعلينا التمسك بشعار ثورة ١٩١٩ المجيدة الدين لله والوطن للجميع، ونظرة إلى أحوالنا، نجد أن إسرائيل تسرق أرضا عربية، لا يهم إذا ما كان مالكها مسلما أو مسيحيا، وكذلك عندما تعتدى على جبهاتنا، تقتلنا معا، المسلم والمسيحى، فهل يعقل أن نفرق نحن بين بعضنا البعض فنكون أشد ضراوة من العدو المعلن؟
وكيف نرفض عنصرية الدولة اليهودية ونطلب من العالم القبول بدولة إسلامية!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة