في الوقت الذى تشهد مواقع التواصل الاجتماعى محاولة للوقيعة، حول حب السودانيين لمصر، كشفت وثيقة تاريخية متداولة عن مدى حب أبناء الشعب السوداني لمصر والعلاقات الوطيدة بينهم، على مدار التاريخ.
الوثيقة المتداولة ذكرت أنه في العام 1943 أعلنت الصحف المصرية أن الملك فاروق سينظم حفلاً لتكريم الطلاب الغرباء، وقرأ هذا الخبر الصاغ السوداني السيد شحاتة الذي يعمل ضابطًا في بلوكات الأقاليم بالعباسية، فقرر إرسال خطاب إلى الملك فاروق سلمه إلى كبير الياوران بتاريخ 14 سبتمبر سنة 1943 م، ليؤكد فيه أنهم ليسوا غرباء.
قال الصاغ السيد شحاتة :"قرأت بالجرائد اليومية ما يفيد بأن مولانا الملك أصدر أمره الكريم بدعوة الطلبة الغرباء أسوةً بمن تشرفوا بالدعوة فيضيف بذلك مكرمة إلى مكرماته التي لا تحصى ولا تعد، وعلمت من بعض الطلبة السودانيين بالأزهر الشريف أن الدعوة ستشملهم وسينالون هذا الشرف العظيم مع إخوانهم الطلبة الغرباء".
وأضاف الصاغ السيد شحاتة في نص الوثيقة قائلاً: "لما كان السودان بموقفه المعلوم وهو القطر الشقيق وأبناءهم الأخوة الأصاغر للمصريين ومن الفريقين تتألف وحدة وادي النيل، لذلك نرجو التكرم بعدم اعتبارنا من الغرباء وأن تكون الدعوة موجهة للغرباء الفعليين، أما نحن فلا نقر ولا نقبل أن نسجل على أنفسنا وبأيدينا أننا غرباء ولا نرضى أن نُعْتَبَر كذلك، لأن المصري والسوداني شيء واحد ومن الأخويين يتكون الوادي".
ظل الترابط بين السودان ومصر قائماً ولم ينقطع إلا لفترة محدودة في عهد الدولة المهدية (من 1885 إلى 1898)، حيث عادت مصر مرة أخرى للسودان عبر الحكم الثنائي (المصري-البريطاني) إلى أن حصل السودان على استقلاله في الأول من يناير 1956.
وتعود العلاقات الدبلوماسية المصرية السودنية إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، منذ أن بدأ محمد علي والى مصر في بناء الدولة الحديثة. وفي عام 1820 تقدمت جيوش الدولة المصرية لأول مرة لتقوم بلملمة أطراف المناطق الواقعة جنوبها، ممثلة في سلطنات وممالك وقبائل السودان، لتصنع من كل هذا كياناً إدارياً وسياسياً واحداً، وهو الذى اصطلح على تسميته بالسودان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة