صور.. بلازما الدم تنقذ حياة قمص قبطى على يد مسلم بعد إصابته بكورونا

الأربعاء، 17 يونيو 2020 03:03 م
صور.. بلازما الدم تنقذ حياة قمص قبطى على يد مسلم بعد إصابته بكورونا القمص بيشوى
أسوان - عبد الله صلاح - صلاح المسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت مستشفى الصداقة التخصصى بأسوان، المخصصة كحجر صحى لعلاج فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، تعافى القمص بيشوى بكنيسة قنا من الإصابة بفيروس كورونا، وذلك بعد نجاح تجربة بلازما الدم التى تبرع له بها شخص مسلم يدعى "محمد عبد الفتاح" من محافظة أسوان.

وكان "اليوم السابع" سلط الضوء على قصة الوحدة الوطنية التى تجلت فى إنقاذ حياة القمص بيشوى بدم مسلم يدعى "محمد"، حيث بادرت أسرة مسلمة بالتبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض قبطى من قساوسة الكنيسة بمحافظة قنا، والذى يتلقى العلاج داخل غرفة العناية المركزة بالحجر الصحى لمصابى فيروس كورونا بأسوان، عن طريق تجربة علاج البلازما الجديد.

"اليوم السابع" استمع إلى شهادة الأسوانى الشهم محمد عبد الفتاح وزوجته أسماء اللذين لم يترددا لحظة واحدة فى مساعدة مريض كورونا، خاصة بعد أن أنعم الله عليهما بالشفاء من الإصابة بهذا الفيروس والعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى.

محمد عبد الفتاح عبد العزيز، موظف من محافظة أسوان، يبلغ من العمر 44 سنة، متزوج من أسماء عسران محمد، 35 سنة، ولديه 3 أطفال: "كريم" 9 سنوات، و"فريدة" 6 سنوات، و"سليم" 3 سنوات، كان عائداً من إحدى الدول الأجنبية وبعد عودته للأسف أصيب بمرض "كورونا" المستجد، وانتقلت العدوى إلى زوجته وأولاده، وبعد فترة قضاها فى الحجر الصحى بمستشفى أسوان التخصصى خرج برفقة زوجته وأولاده وعادا مرة أخرى لممارسة حياتهما الطبيعية يوم 8 أبريل الماضى.

يتحدث "محمد" عن نفسه قائلاً: تلقيت اتصالاً من إحدى الممرضات بمستشفى العزل فى أسوان، وعرضت علىّ فكرة التبرع بالدم لإنقاذ حياة مريض بالعناية المركزة عن طريق استخدام طريقة العلاج المستحدثة وهى "بلازما الدم"، وما كان منى إلا أننى وافقت بدون تردد وتوجهت مباشرة إلى مستشفى أسوان الجامعى لسحب العينات والتبرع بداخلها ثم نقل الدم بعد التأكد من صلاحيته إلى مستشفى الحجر الصحى.

وتابع "عبد الفتاح"، بأن فصيلة دمه B+ وتم سحب دم منه بقدر كيس دم كامل تقريباً 650 سنتيمتر، وبعد مرور ساعة اتصل عليه الطبيب المختص ليخبره أن نتائج العينات جميعها سليمة تماماً وخالية من فيروس كورونا ومن باقى الأمراض وسيتم استخدامها فى علاج مريض قبطى يدعى "القمص بيشوى ويا" من محافظة قنا، والذى دخل الحجر الصحى بتاريخ 26 أبريل الماضى، بعد إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته الصحية.

وأكد صاحب الموقف الشهم، أن نتائج تبرعه نجحت فى إنقاذ القمص القبطى، الذى لم يكن ينظر إلى أى انتماءات دينية مقابل إنقاذ حياة مريض خاصة أنه عاش وأسرته فترة صعبة داخل الحجر الصحى وخرج من هذه المحنة بسلام هو وأسرته، بعد أن شاهد معاملة الأطباء والتمريض والعاملين فى العزل لهم، وبالتالى لم يكن يتأخر عن أى طلب يطلبه منه هؤلاء الأطباء، وعلقا قائلاً: "لو طلبوا أكثر من ذلك لأعطيتهم".

وأشارت زوجته أسماء عسران محمد، 35 سنة، إلى أن موقفها لم يختلف تماماً عن زوجها بعد أن تلقيا اتصالاً جديداً من إدارة المستشفى تبدى فيه الرغبة بأخذ عينات تبرع من الزوجة أيضاً والتى تأتى فصيلة دمها بنوع A+، وهو ما قابلته بترحيب شديد، ورغم أن الحالة الثانية كانت متأخرة بسبب تقدم السن وإصابتها بأمراض مزمنة وتوفيت أثناء محاولة علاجها، إلا أنها كانت محاولة من الزوجة ومن إدارة المستشفى لإنقاذ حياة المرضى، باعتبارهما أول المتبرعين بالدم لتجربة علاج الـ"بلازما" الجديد.

ووجهت الأسرة الأسوانية، النصيحة لكل المتعافين من "كورونا"، أن يبادروا فى التبرع لعلاج "البلازما" ولا يبخلوا على المرضى أن بإنقاذ أرواحهم، لأنه قد يكون سبباً لحياة شخص آخر، وخاصة أن التبرع بالدم له فوائد عديدة ويساعد الجسم على تجديد خلايا الدم، ولم يكن منه أى أضرار على جسم المتبرع.

ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى أبو المجد، مدير إدارة الطب الوقائى بأسوان، لـ"اليوم السابع"، أن تجربة "محمد عبد الفتاح" وزوجته، هى أولى التجارب داخل محافظة أسوان لعلاج البلازما، ونجحت تماماً مع المريض الأول "القمص بيشوى"، مؤكداً أن مديرية الصحة بأسوان بإشراف الدكتور إيهاب حنفى، وكيل وزارة الصحة، تبذل قصارى جهدها لتقديم الرعاية الصحية لمرضى كورونا المستجد كوفيد 19، وبشتى السبل الممكنة، لافتاً إلى أن تجربة البلازما تم تطبيقها فى عدد من مستشفيات الحجر الصحى بأنحاء الجمهورية.

وفى السياق ذاته، أوضح الدكتور نجيب نجيب، مدير إدارة الطب الوقائى بأسوان، أن تجربة "عبد الفتاح" وزوجته هى الأولى بأسوان بعد تبرعهما بعينات دم بلازما، وذلك لمساهمة فى علاج الحالات الحرجة المصابة بالفيروس قاتل، مشيراً إلى أن تلك المتعافيين هم أول أسرة كاملة كانت مصابة بفيروس، قائلاً: "عقب تقديم دعوة لهما لم يتأخرا وعلى الفور ذهبا إلى المستشفى وتبرعا بدمهما".

وقال الدكتور "نجيب"، إنهم أول متعافيين يتبرعون بالدم ببلازما "الأجسام المضادة"، داخل المحافظة، وأن الهدف من ذلك هو المساهمة فى تقديم العلاج للمصابين بفيروس كورونا وخاصة هم كانوا أول مصابين بالفيروس داخل المحافظة، لافتاً أن أخذ العينات كانت داخل معمل الدم بمستشفى أسوان الجامعي، وبعد الانتهاء من أخذها على الفور يتم فصلها ويقوموا بذهاب تلك العينات إلى مستشفى الصداقة التخصصى بأسوان "الحجر الصحى"، وتقديمها للمرضى الحالات الحرجة.

وأعرب إدارة الطب الوقائى بمديرية الشئون الصحية بأسوان، أنه حزن جداً عندما تواصل مع بعض المتعافيين لمطالبتهم بتبرع بدمهم صالحة الحالات ولكنهما رفضوا، قائلاً: "أن تلك المتعافيين عانوا من الفيروس ويجب أن يقدموا مساعدة لصالح مصابى الآخرين".

جدير بالذكر أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، قد أعلنت بدء تجربة حقن المصابين بفيروس كورونا المستجد ببلازما المتعافيين من الفيروس، وذلك لعلاج الحالات الحرجة، وأفادت وزارة الصحة، أنها استخلصت بلازما لعدد من المرضى متعافيين، حيث تم إجراء التحاليل الخاصة بأمان البلازما بعد استخلاصها، بالإضافة إلى إجراء قياس لمستوى الأجسام المضادة بالبلازما.

FB_IMG_1592375073894
التبرع بالبلازما
FB_IMG_1592375076250
التبرع بالبلازما
 
 
القمص بيشوى (1)
القمص بيشوى 

 

القمص بيشوى (2)
القمص بيشوى 

 

القمص بيشوى (3)
القمص بيشوى

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة