السيد شحتة

ستات بمئات الرجال فى زمن كورونا

الثلاثاء، 16 يونيو 2020 04:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صنعن من الأزمة فرصة للنجاح وحفرن فى الصخر بعزيمة قوية من أجل أن تجتاز أسرهن العاصفة إلى شاطئ الأمان، لم يقفن مكتوفات الأيدى، ولم يتحسرن على الحال الذى وصلنا إليه بسبب وباء تمتد تداعياته الوخيمة على الكثير من أوجه الحياة على الأرض حتى الساعة، بحق هن نساء ولكن بأخلاق الرجال، عن تجارب نسائية تستحق أن نرفع لها القبعة، فى وسط الأزمة أتحدث فى السطور التالية وأعلم أن لن أوفيهن بعضا مما يستحققن بجدارة.

أحسب أنه إذا بحث كل منا فى محيطه فسيكتشف على الفور واحدة أو أكثر من أولئك النسوة اللاتى صمدن فى وجه الإعصار واستطعنا بإمكانيات بسيطة وأفكار مبتكرة أن يدعمن موارد أسرهن المالية التى تأثرت كثيرا بفعل الأزمة التى خلقها الوباء.

هناك من قمن بتدشين صفحات على فيس بوك لبيع الوجبات المنزلية الجاهزة فيما تخصصت أخريات فى توصيل الخضار والفاكهة الطازجة إلى المنزل مقابل هامش ربح بسيط للغاية، فى ظل إعراض جماعى للكثير من الأسر عن الشراء المباشر خوفا من انتشار عدوى كورونا.

ربما يبدو الأمر هينًا وثانويًا فى نظر البعض ولكن أراه وغيرى كثيرون عملاً عظيمًا يستحق منا كل احترام وتقدير، من أمهات وزوجات يقاتلن من أجل أن ينعم أطفالهن بظروف حياة أفضل وسط تحديات كثيرة لا ترحم.

هل تدرك شعور أم أو زوجة لأحد الشرفاء العاملين باليومية والذين توقفت مصادر دخلهم بصورة كاملة بعد ظهور الوباء وهى تواجه أزمة طاحنة بسبب فقدان جنيهات قليلة كانت تعتمد عليها لتسيير شئون حياتها وحياة أسرتها، لم يكن التحدى سهلا أبدا فى تلك اللحظة التى أفاقت فيها على وقع تلك الصدمة ولم تمر عليها تلك الساعات بسهولة ربما خاصم النوم عيونها وهى تفكر مع زوجها عن الحال والمال.

لكن المرأة المصرية يظهر معدنها الطيب بوضوح شديد خاصة فى أوقات الأزمات فهى قادرة على التفكير والتدبير وقبل هذا وذاك فإنها وزيرة مالية من الطراز الفريد الذى يجعل التقشف عنوانا للحياة حتى تزول الأزمة.

أعرف واحدة من أولئك المناضلات جعلت من الموارد الذاتية عنوانًا للنجاح، فالدليفرى هو ابنها الذى تخرج ولم يجد عملا بعد أما هى فإنها تقوم بتغليف الخضر والفاكهة الطازجة ليقوم ابنها بتوصيلها للمنازل.

فيما تقوم أخرى بمساعدة زوجها الذى تأثر عمله كثيرا بالوباء وأبنائها بتجهيز وجبات منزلية بشكل كامل أو إعدادها لتكون جاهزة على الطهى وتوصيلها دليفرى.

فى بورصة الأفكار الكثير وطالب أو طالبة الرزق الحلال لن يعدم حيلة إذا فكر واجتهد وتعلمنا من الصغر أن لكل مجتهد نصيب.

تحية خاصة لهذه النماذج التى تشعرنا دوما بالفخر وتعيد إلى الواجهة الصورة الناصعة للمرأة المصرية التى ضحت بالكثير من الوقت والجهد من أجل أسرتها.

لا يمكن أبدا أن يفارق مخيلتى أمهات فى الريف كن يجمعن البيض من أسفل الدواجن أعلى أسطح البيوت الطينية القديمة من أجل بيعه ودعم ميزانية الأسرة، ولذلك كانت نواصى الخير دائما معقودة فى أمثال هذه البيوت الطيبة.

لا يمكن أيضا أن ننسى فى هذا المقام كل امرأة عاملة طبية أو ممرضة أو أستاذة جامعة أو مدرسة وهى تقوم بوظيفتها على أكمل وجه فى هذه الظروف الخاصة حتى نتجاوز معا محنة الوباء وتعود الحياة إلى سيرتها الأولى مرة أخرى.

أجمل ما فى محنة كورونا أنها كشفت عن الوجه الناصع للمرأة المصرية الأصيلة والتى سعى البعض فى اختزالها خلال الفترة الماضية فى مشاهد لا تمت لها بصلة خلال الفترة الماضية.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة