دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحياناً أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية..
ولأن اللحظات السعيدة والتتويج بالبطولات، دائمًا ما يكون قد شهد حدوثه عدد من المواقف الصعبة التى تمر على الفريق والتى ترسم فى النهاية ابتسامة النصر والفخر بما قدمه اللاعبين، وتأتى الكواليس عاشها فريق الزمالك فى بطولة الكونفدرالية الإفريقية التى خاضها فى النسخة الماضية، من أبرز هذه اللحظات، حيث توج الأبيض باللقب لأول مرة فى تاريخ القلعة البيضاء على حساب فريق نهضة بركان بطل المغرب فى اللقاء الذى أقيم باستاد برج العرب بالإسكندرية، فى إياب نهائى البطولة الكونفدرالية بنتيجة 5 / 3 بضربات الترجيح، بعد انتهاء اللقاء بفوز الفريق الأبيض بهدف دون رد أحرزه محمود علاء، مدافع الفريق، من ركلة جزاء، وهى نفس نتيجة مباراة الذهاب ولكن لصالح بطل المغرب، ونصت اللائحة على اللجوء لركلات الترجيح مباشرة دون لعب أوقات إضافية، والتى فاز بها الزمالك ليتوج باللقب، وعلى رأسها تعرض محمود جنش، الحارس الأساسى للأبيض وقتها، للطرد وغيابه عن المباراة النهائية، وهنا جاء دور السويسرى كريستيان جروس، الذى تولى قيادة الفريق فى هذا التوقيت، وتعليماته وتوقعاته التى كانت فى غرفة ملابس الزمالك قبل المباراة.
تعرض محمود جنش للطرد أمام النجم الساحلى فى مباراة قبل النهائى من بطولة الكونفدرالية، ليقرر جروس بتجهيز عماد السيد الحارس الثانى للأبيض وقتها لكى يكون مستعدًا لحراسة مرمى الأبيض فى ذهاب المباراة النهائية التى سيغيب عنها جنش للإيقاف، إلا أن ما حدث كان أشبه بالكابوس لجماهير الأبيض، ولكنه لم يكن بعيدًا عن تفكير جروس، حيث يحكى عماد السيد كواليس هذه اللحظات قائلاً، "قبل مواجهة دجلة استعددنا على هذا الأساس وكنت سعيدا أن هناك مواجهتين قبل مباراة النهائى من أجل تجهيزى، فوجئت أنا وجنش بإعلانه أننى سأكون الحارس البديل فى تلك المباراة، وللحقيقة غضبت بعض الشىء".
وأضاف السيد، "قبل مواجهة الداخلية قال لى جروس أنا أعلم أنك حزين ولكن أفكر بعدم إشراكك فى تلك المباراة أيضًا وتلعب النهائى مباشرة"، هذا الأمر جعل الجميع يبدى استغرابه، حيث قال: "قلت له كيف ذلك؟، أريد الاستعداد ولماذا لا تشركنى، فأوضح لى أن ذلك الموقف حدث معه منذ 20 عاما وتعرض حارس المرمى للإصابة فقرر الاعتماد على الحارس الثالث، وهذا ما حدث بالفعل معى".
كانت تلك الكواليس أحد أهم الأسباب التى جعلت لاعبى الزمالك يطلقون لقب "العراف" على السويسرى جروس، حيث قال عماد السيد، "أطلقنا عليه العراف بسبب ذلك، هذه ليست المرة الأولى كان دائما ما يحكى لنا مواقف وتحدث داخل الملعب بالفعل وسط دهشة منا".
وأضاف عماد السيد، "فى مباراة الداخلية طالبنا بين الشوطين بالتركيز لأن هناك حالة طرد ستحدث وتمنى ألا تكون من فريقنا" قائلاً، "فوجئنا فى الملعب بعد طرد بهاء مجدى فى ركلة الجزاء".
وتابع "كان يسأل أمير مرتضى على إمكانية قيد محمد منصف قبل نهائى الكونفدرالية بسبب اقتناعه أننى سأصاب وهو سيكون الحارس البديل لعمر صلاح".
وكثيرًا ما كان يتوقع جروس مثل هذه الأحداث ومن بينها أيضًا إصراره على عدم استخدام التبديل الثالث فى كثير من المباريات، حيث كان يقول للاعبين: "التغيير الثالث بالنسبة لجروس كابوس، يتعامل على أنه لا يملكه من الأساس ويستخدمه للضرورة القصوى فقط".
واستشهد عماد السيد بهذا الأمر قائلاً، "فى مباراة النجم عندما أصيب جنش فى البداية قمت بالتسخين وقال لىٌ، فلننتظر ما سيحدث وأنا لست قلقا لأننا لن نستقبل أهداف من الأساس".
وأضاف "طالبناه بنزول محمد عبد الغنى أمام النجم الساحلى فى آخر 10 دقائق لاستهلاك الوقت لكنه طالب بالانتظار ومع إلحاحى أنا ومحمود كهربا وأيمن عبد العزيز وأمير عزمى اقتنع فى النهاية"، وتابع: "بعد نزول عبد الغنى تم طرد محمود جنش فنظر إلينا بغضب، وفى اليوم التالى خصص محاضرة ساعة كاملة فى غرفة الملابس يوبخنا بسبب التغيير الثالث وأوضح لنا أنه يتركه دائما لمثل تلك الحالات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة