سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 14 يونيو 1978..المدعى الاشتراكى يبدأ 30 ساعة تحقيقات مع محمد حسنين هيكل بتهمة «تهديد الجبهة الداخلية»

الأحد، 14 يونيو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 14 يونيو 1978..المدعى الاشتراكى يبدأ 30 ساعة تحقيقات مع محمد حسنين هيكل بتهمة «تهديد الجبهة الداخلية» محمد حسنين هيكل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العشرة صباح 14 يونيو، مثل هذا اليوم، عام 1978 حين توجه الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل مع محاميه المستشار ممتاز نصار إلى مكتب المدعى الاشتراكى المستشار أنور حبيب لبدء التحقيق معه، حسبما يذكر فى كتابه «وقائع تحقيق سياسى أمام المدعى الاشتراكى».
 
كان هيكل ضمن خمسة أحيلوا إلى المدعى الاشتراكى، وفقا للكاتب الصحفى رجب البنا فى كتابه «هيكل بين الصحافة والسياسة»..مضيفا، كان العنوان الرئيسى للأهرام يوم 28 مايو 1978 هو: «إحالة 5 صحفيين بينهم هيكل إلى المدعى الاشتراكى».. وهم، محمد حسنين هيكل، محمد سيد أحمد، أحمد حمروش، أحمد فؤاد نجم، صلاح عيسى، وأن وزير الداخلية نبوى إسماعيل اتهمهم بالتشهير بمصر، وتهديد الجبهة الداخلية، وقرر «المدعى» منعهم من السفر للخارج.
 
يؤكد «البنا» أن هذه الأيام شهدت عشرات المقالات ورسوم الكاريكاتير تحتها إشارات عن أن هيكل أساء إلى مصر، وقيل مرة إنه لجأ إلى بيروت، وأخرى إلى لندن، وثالثة إلى ليبيا، على الرغم من أنه لم يذهب إلى ليبيا 1970 ولم يغادر مصر سنة كاملة.. يضيف البنا: «المقالات التى أحيل بسببها كتبها ونشرها فى صحف العالم العربى وغيره ابتداء من مارس 1978 بعد أربعة شهور من مبادرة السادات بالذهاب إلى القدس، وظهرت فى كتاب «حديث المبادرة» فى أوائل مايو 1978، ونشرت المقالات، وطبع الكتاب وهيكل مقيم فى مصر، وعندما صدر قرار التحقيق تم إعلانه فى مكتبه بالقاهرة، وحين تقرر مصادرة جوازسفره سلمه بنفسه».
 
يعتبر هيكل أن التحقيق منحه فرصة الرد فى وثيقة رسمية على عاصفة الهجوم التى تعرض لها، ويذكر أنه فى الجلسة الأولى للتحقيق يوم الأربعاء 14 يونيو الساعة العاشرة صباحا، وجد جمعا من مراسلى الصحف ووكالات الأنباء العالمية ينتظرونه خارج مكتب المدعى، وقال لهم: ابتداء من الآن لم يعد من حقى أن أقول شيئا، فالمدعى الاشتراكى وحده يملك أن يقول ما يريد، وأصروا على انتظارى حتى انتهاء الجلسة الأولى فربما يكون هناك ماأستطيع قوله».
 
حضر حسن الشرقاوى سكرتير نقابة الصحفيين لمتابعة جلسات التحقيق.. يؤكد هيكل أن جو التحقيقات كان وديا وأن المدعى أبلغه أنه بنفسه هو الذى سيتولى التحقيق معه.. يذكر: «مع فنجان قهوة افتتاحى اتفقنا على أسلوب التحقيق.. قال المدعى إنه سوف يسألنى فى بعض ما كتبت، وقد تمتد أسئلة إلى موضوعات أخرى لا تتصل بما كتبته، وأن لى مطلق الحرية فى الإجابة كما أشاء، بل إنه يقترح رغبة فى مزيد من الدقة أن أقوم بإملاء ما أرى إثباته نصا من إجابات، وقال إنه لا يعرف متى ننتهى، فهناك أسئلة كثيرة على ما كتبت، وما كتبته والحمد لله كثير».
 
رد هيكل: «إننى تحت تصرفه فيما يشاء معرفته سواء بشأن ماكتبته أوبشأن مواقفى غير المكتوبة، وكل ما أطلبه هو ألايكون النقاش بيننا على جمل خارج سياقها أوعلى مقالات معزولة وحدها عن مجمل ما كتبت، ذلك لأننى أعتقد أن لكل كاتب موقفا كاملا تجاه أى قضية من القضايا وهو لا يستطيع أن يصب كل ما عنده فى جملة، ولا يستطيع أن يعرض فكرته مستوفية فى مقال واحد، ولهذا فإننى أتمنى أن يكون النقاش كما قلت على مواقف كاملة من قضايا محددة».
 
هكذا بدأ التحقيق وتعاقبت جلساته، عشر جلسات كاملة، آخرها فى أول أغسطس، واستغرقت ثلاثين ساعة كاملة بين سؤال وجواب، ودارت وقائع الجلسة الأولى حول «مصر والصراع العربى الإسرائيلى، وموقف الاتحاد السوفيتى وأمريكا، وأيهما أقدر على مساعدة العرب؟.. يذكر هيكل: «سأل المدعي: هل تعتقد عقائد سياسية معينة؟..أجاب هيكل: «قناعاتى هى القناعات الأساسية للثورة المصرية ثورة 1952، وأظن أن الميثاق هو أكثر الوثائق التى تعكس هذه القناعات الأساسية للثورة المصرية».. وسأل: ماهى وجهة نظرك فى الصراع القائم فى الشرق الأوسط، والعناصر المؤثرة فيه؟..أجاب هيكل: «هناك صراع قائم بين الحركة القومية العربية ككل وبين قوى الاستعمار العالمى، وإسرائيل تلعب دور الطليعة المتقدمة لهذه القوى، كما أن مصر هى القوى الطليعية للعالم العربى ودورها فى هذا دور أساسى، لأنها القوة الوحيدة القادرة حاليا على إدارة الصراع على رأس الأمة العربية وبالتعاون مع كل شعوبها، فضلا عن اعتقادى الراسخ بأن مصر على وجه التحديد مستهدفة من الكيان الصهيونى، ومستهدفة أكثر حتى من فلسطين، أى أن مصر فى الواقع وقبل أى طرف عربى آخر هى المستهدف بقصد عزلها عن المشرق العربى».
وتواصل التحقيق.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة