أعلنت سلطات العاصمة الصينية (بكين) تسجيل 8 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، جميعها مرتبط بسوق "شينفادي" للبيع بالجملة الذي تم رصد أول حالة إصابة هناك نهاية الأسبوع الماضي بعد مرور 56 يوما دون الإبلاغ عن أي إصابات محلية في بكين.
وقال نائب مدير مركز بكين لمكافحة الأمراض والوقاية منها "بانج شينج هو" –خلال مؤتمر صحفي اليوم- إن حالات الإصابة الجديدة المكتشفة اليوم ترفع إجمالي الإصابات منذ 11 يونيو الجاري إلى 51 حالة في بكين.
وأضاف شينغ أن ما لا يقل عن ست مناطق في بكين حتى الآن سجلت حالات إصابة مؤكدة بالفيروس، وكان حي "فنغتاي" –الذي يقع سوق شينفادي ضمن حدوده- الأكثر تضررا حيث سجل 37 إصابة، فيما تشمل الأحياء والمناطق الأخرى: شيتشنغ، وفانغشان، وداشينغ، وهايديان، وتشاويانغ.
وتابع شينغ أنه تم تعديل الاستجابة لطواريء الصحة العامة إلى المستوى الثاني في حي "فنغتاي"، مشيرا إلى أنه تم حتى الآن جمع 8186 مسحة من أشخاص يعملون في سوق شينفادي أو زاروا السوق مؤخرا، تأكدت سلبية 5803 عينات للفيروس حتى الآن.
وتعهدت سلطات حي فنغتاي بإجراء اختبارات لجميع السكان البالغ عددهم 46 ألف شخص الذين يعيشون بالقرب من السوق.
وقام 11 مجمعا سكنيا بالقرب من السوق بتنشيط الإدارة المغلقة، ما يعني عدم السماح لأحد بالدخول أو الخروج منه، فيما تم إرسال أفراد على مدار الساعة إلى جميع مجمعات "فنغتاي" للتحقق من درجات الحرارة وفحص والتحقق من الإجراءات الصحية والتأكد من عدم تجمع الناس في مجموعات كبيرة ومراقبة صحة السكان، وتم تخصيص 11 فندقا في فنغتاي بطاقة استيعابية ألف غرفة لاستخدامهم في الحجر الصحي.
من جانبه، أوضح كبير الخبراء المختصين في علم الأوبئة بالمركز الصيني للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها "وو تسون يو" أن البيئة ذات درجة الحرارة المنخفضة والتدفق الكثيف للحشود يؤدي بسهولة إلى انتشار الفيروس، مشيرا إلى أنه كلما انخفضت درجة الحرارة، طالت مدة بقاء الفيروسات على قيد الحياة، وأنه في سوق الجملة، جرت العادة أن يتم تخزين المنتجات البحرية بعد تبريدها، ما يمكن الفيروسات من البقاء على قيد الحياة لمدة طويلة، كما أن احتمال إصابة الإنسان بها يصبح أكبر. وعلاوة على ذلك، يوجد هناك تدفق كبير للناس الذين يدخلون إلى السوق أو يخرجون منه كل يوم، ما يتسبب في انتشار المرض حال دخول فرد حاملا الفيروس.
واستبعد تسون إمكانية تحديد مصادر العدوى بسوق شينفادي في الوقت الراهن، رغم أن السلطات المحلية في بكين أجرت عملية البحث عن مصادر العدوى الفيروسية ووجدت 40 عينة بيئية نتيجتها إيجابية للمرض في سوق شينفادي بما فيها اكتشاف فيروس كورونا الجديد في لوح تقطيع سمك السلمون.
ورجح تسون أن يكون سبب الإصابات الجديدة، حال التحقق من أن المصابين لم يغادروا بكين ولم يدخلوها من الخارج سابقا وأصيبوا بالفيروس داخلها، يرجع إلى المواد المستوردة أو المواد الملوثة خارج بكين، خاصة وأنه نظريا من الصعب حدوث عدوى محلية بعد مرور 56 يوما دون أي إصابات.
ولفت تسون إلى أنه وفقا للمعلومات التي يتم الحصول عليها حاليا، فإن عودة المرض في بكين هذه المرة تتركز رئيسيا على سوق شينفادي للجملة ومحيطها ما يساعد على تحديد النطاق الدقيق لإجراء اختبار الحمض النووي بشكل فعال بما فيه موظفو السوق وأفراد عائلاتهم والأشخاص على اتصال وثيق معهم والطاقم الطبي في المستشفيات التي قاموا بزيارتها والمرضى الذين زاروا هذه المستشفيات في نفس الوقت، حيث في الوقت الحاضر، لم ينتشر الفيروس على كامل نطاق بكين، ولم يهدد سكان المدينة الذين يزيد عددهم على 20 مليون شخص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة