أكرم القصاص - علا الشافعي

فى الفن الجمال وحده لا يكفى.. حكايات فشل ونجاح جميلات السينما.. قصة سقوط آمال وحيد أول ملكة جمال شاركت فى فيلم عربى.. مريم مدور ملكة جمال لبنان حاولت منافسة كاميليا.. وإيفون ماضى فشلت بالتمثيل ونجحت فى التفصيل

الأربعاء، 10 يونيو 2020 05:19 م
فى الفن الجمال وحده لا يكفى.. حكايات فشل ونجاح جميلات السينما.. قصة سقوط آمال وحيد أول ملكة جمال شاركت فى فيلم عربى.. مريم مدور ملكة جمال لبنان حاولت منافسة كاميليا.. وإيفون ماضى فشلت بالتمثيل ونجحت فى التفصيل الجمال وحده لا يكفى فى الفن
زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ كيف حكم المؤلف بالإعدام على جمال زبيدة ثروت فكتب لها النجاح

ـ لماذا عاند الحظ ملكات الجمال على الشاشة؟

 
فى الفن الجمال وحده لا يكفى، ولا يمكن اعتباره مقياسًا للنجاح، وعلى الرغم من أن الكثيرات من نجمات الفن يحظين بنسب جمال عالية إلا أن الجمال لم يكن هو سبب نجوميتهن أو ما حققنه من نجاح.
 
ولا يمكن لأى فتاة مهما بلغ جمالها أن تحلم بأن تكون نجمة سينمائية لمجرد أنها جميلة، ولكن يجب أن يكون لديها مؤهلات ومواهب فنية تسمح لها بأن تدخل قلوب المشاهدين وتحقق نجاحا فنيا كممثلة وفنانة ناجحة، كما أن كثيرات ممن لم يكن لهن نصيب كبير من جمال الوجه تمتعن بجمال الروح الذى نصبهن ملكات فى قلوب المشاهدين.
 
وبقدر ما يكون الجمال حافزا للبعض لاقتحام مجال الفن، أو يكون سببًا فى لفت الأنظار تجاه الجميلات ومنحهن الفرصة الأولى لخوض مجال التمثيل، قد يكون أيضًا سببا فى أن تواجه الجميلة نقدا واتهامات فى بداياتها أكثر من غيرها بأنها لا تحمل مؤهلات أومواهب سوى هذا الجمال الظاهرى، وأنها لا تملك مواهب حقيقية حتى يثبت العكس، وهو ما يحتاج أن تبذل الفنانة الجميلة جهدا حتى تؤكد أنها لا تعتمد على جمال الوجه فقط، وهو ما فعلته نجمات الفن عبر أجيال مختلفة ليكتبن أسماءهن فى سجل الجميلات الموهوبات، ومنهن مريم فخر الدين وهند رستم وشادية وصباح وزبيدة ثروت وسعاد حسنى ونجلاء فتحى وغيرهن.
 
ولكن هناك الكثيرات اللاتى اعتقدن أن الجمال وحده يكفى ليكون مفتاح الشهرة والنجومية فسرعان ما سقطن فى بئر النسيان ولم يعد أحد يذكر أسماءهن رغم جمالهن وحصولهن على الفرصة الأولى التى لم يستطعن استغلالها فى اقتحام قلوب المشاهدين، ليبقى التحدى بين الجمال والموهبة قائما فى كل الأجيال الفنية ويبقى دائما البقاء للأصلح والأكثر إبداعا وفنا.
 

عندما يعاند الحظ الجميلات

فى عام 1957 نشرت مجلة الكواكب موضوعًا تحت عنوان «الحظ يعاند الجميلات» تناولت فيه عددا من قصص جميلات السينما، وما يواجهنه من صعوبات وتحديات فى بداية مشوارهن وكيف استطاع بعضهن أن تتحرر من أسر الجمال بينما ظل البعض الآخر محبوسا فى قيد لجمال فلم يكتب لهن النجاح.
 
وأشارت الكواكب إلى أن السينما لا تريد باهرات الجمال ولكن تريد الموهوبات، لأن الجمال سرعان ما يتلاشى حتى وإن أتيحت الفرصة للفاتنة الجميلة أن تظهر على الشاشة وتصبح نجمة، ولكن يكون عادة ظهورا ونجومية مؤقتة وسرعان ما تصبح النجمة شهابا يتلاشى فى الأفق ويهوى ويحترق.
 
وذكرت الكواكب بعض الأمثلة لنجمات جميلات لم يحققن نجاحا رغم الفرصة الأولى، ومنهن الفنانة آمال وحيد الفائزة ملكة جمال مصر عام 1945 والتى ربما لا يعد أحد يذكر اسمها رغم أنها قامت ببطولة فيلم «لست ملاكًا» أمام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
 
كانت آمال وحيد فائقة الجمال ولذلك تعاقد معها محمد عبدالوهاب لتقوم أمامه ببطولة الفيلم ظنا منه أنها ستحقق نجاحا كبيرا، خاصة أنها كانت أول ملكة جمال تشارك فى فيلم عربى، وسبق الفيلم دعاية ضخمة لاسم آمال وحيد، وتحدثت الصحف عن أنها ستبلغ مكانة فنية لم تصل إليها إحدى نجمات الفن وقتها.
 
ولكن بعد عرض الفيلم ثبت أن آمال وحيد لا تملك المقومات الفنية التى تؤهلها للنجومية، رغم جمالها، ولم تستطع آمال وحيد أن تشق طريقها الفنى بنجاح، فظلت عند السفح ولم تصل للقمة، كما أشارت الكواكب، ولم يعد أحد يذكر الآن اسم بطلة الفيلم التى بدأت بداية تؤهلها للقمة لو كانت تمتلك الموهبة.
 

كاميليا فتحت شهية جميلات مصر والوطن العربى

ومن بين الجميلات اللاتى تحدثت عنهن الكواكب الفنانة الجميلة كاميليا والتى وصفتها المجلة بأنها لم تكن ممثلة عظيمة ولكنها كانت خفيفة الظل والروح، لذلك تفوقت وذاع صيتها، خاصة أنها ارتبطت بالكثير من الحكايات مع الملك فاروق والفنان رشدى باظة وما أثير لاحقا عن قصة وفاتها وحرقها فى حادث طائرة.
 
وأشارت الكواكب إلى أن الدعاية خدمت كاميليا خدمة عظيمة، وأصبحت الفنانة الجميلة قدوة ونموذجًا أمام الجميلات فى مصر والعالم العربى اللاتى حلمن بأن يكون لهن مكان على الشاشة ويحظين بنفس النجاح والنجومية، فجاءت إلى مصر وقتها مى مدور ملكة جمال لبنان، وصرحت وهى فى مطار القاهرة أنها تنافس كاميليا وهى فى أوج شهرتها، وسمعت كاميليا بهذا فتنبهت واحتاطت للخطر الذى يواجهها ولكن بطريقتها وتعرفت على مى مدور، وأقامت معها صداقة حتى أنهما سكنا فى شقة واحدة لفترة.
 
وخلال هذه الفترة حصلت ملكة الجمال اللبنانية على وعود عدد من المنتجين بالاستعانة بها فى بعض الأفلام ولكن هذه الوعود لم تتحقق،  ومرت أشهر حتى أصيبت مى مدور بالإحباط وخفت حلمها بالعمل فى السينما حتى ماتت كاميليا، فتجدد الأمل من جديد لدى مى بأن تحل محلها، خاصة أن الكثيرين أوعزوا لها بأن كاميليا كانت المسؤولة عن تعطل مسيرتها الفنية وأنها تظاهرت بصداقتها حتى تضع أمامها العراقيل، وعادت مى مدور تبحث عن الحلم والتألق الفنى ولكن أيضا عاندها الحظ وعادت إلى لبنان وهى تجر أذيال الخيبة.
 

إيفون ماضى فشلت فى التمثيل ونجحت فى التفصيل

واستعرضت الكواكب حكايات عدد من الفائزات بلقب ملكة جمال اللاتى أغراهن الجمال بحلم النجومية الفنية والتمثيل، ولكن باءت أحلامهن بالفشل لعدم امتلاكهن قدرات فنية.
 
ومن بين هذه الحكاية قصة الجميلة إيفون ماضى ابنة الفنانة زوزو ماضى، والتى حاولت العمل فى السينما وكان لها محاولة فنية عندما أسند لها الفنان الكبير يوسف وهبى دورا فى فيلم بيومى أفندى، ولكن لم تحقق إيفون نجاحا يلفت أنظار المنتجين والمخرجين فلم يرشحوها لأدوار أخرى، كما لم تدفع بها والدتها الفنانة زوزو ماضى للعمل ولم تكن إيفون نفسها متمسكة بالحلم، وسرعان ما تنازلت عنه، ومضت لتمارس هواية ومهنة أحبتها ونجحت فيها حيث عملت فى تفصيل وتصميم الملابس ونجحت فى هذا المجال نجاحا كبيرا، وحققت شهرة كبيرة وصممت الكثير من أزياء الأفلام.
 

ملكات جمال فشلن فى التمثيل

وتناولت الكواكب ما حدث لعدد من الجميلات اللاتى أغراهن الحصول على لقب ملكة جمال للعمل بالسينما، ولكنهن سرعان ما انسحبن واختفين لأنهن لم يكن لديهن مؤهلات وموهبة تتيح الاستمرار فى العمل بالفن.
 
وأشارت الكواكب إلى ما حدث مع الفنانة منى فؤاد والتى لم يعد أحد يذكر اسمها، والتى اختيرت ملكة جمال عدة مرات على الشواطئ وفى النوادى والمسابقات العامة والخاصة وهو ما أغراها للعمل بالسينما، خاصة بعد أن اختارها المخرج حسن رضا لبطولة فيلم من إخراجه،  ولكن الفيلم لم ينجح، ولم يغامر أى منتج بعد ذلك فى الاستعانة بها وتلاشت عنها الأضواء والضجة التى أثيرت حول جمالها وانتظار مولد نجمة جديدة ووصفتها بملكة الجاذبية وأميرة الإغراء، وانسحبت منى فؤاد من الحياة الفنية ولم يعد أحد يذكر اسمها.
 
وهو ما حدث مع الجميلة سلفانا التى اختيرت أيضا ملكة جمال عدة مرات وظهرت فى فيلم «إنى راحلة»، على أمل أن تحظى بعده بأدوار البطولة بسبب جمالها الشديد، كما ظهرت فى أدوار صغيرة بعدد من الأفلام، وأكدت المجلة أن وجه سلفانا الجميل المشرق وجسدها شديد الإغراء الذى يسلب العقل لم يكتبا لها النجاح الفنى والنجومية فلم تحقق أى نجاح على الشاشة واختفى اسمها بأسرع مما ظهر.
 

منيرة سنبل.. نجاح محدود لجميلة الإسكندرية الارستقراطية

أما الفنانة منيرة سنبل فربما لا يذكر الكثيرون اسمها حتى وإن تذكروا بعض أدوارها وأهمها دور ميرفت غريمة كريمة فى فيلم «شارع الحب» مع العندليب عبدالحليم حافظ والشحرورة صباح.
 
فالفنانة الفاتنة التى ولدت فى الإسكندرية عام 1939، تلقت تعليمها بكلية البنات الإنجليزية وبعد تخرجها التحقت بالجامعة الأمريكية، وأتاحت لها كل هذه الظروف إلى جانب جمالها وثقافتها الأجنبية لجذب انتباه صناع السينما خاصة بعد حصولها على لقب ملكة جمال الإسكندرية، وتسابق المنتجون للتعاون معها وبالفعل اشتركت لأول مرة فى بطولة جماعية مع أحمد رمزى وآمال فريد فى «شياطين الجو».
 
وفى العام التالى حصلت على ثلاثة أدوار ومع ثلاثة من عمالقة السينما، هم: محسن سرحان فى «سجين أبو زعبل»، شكرى سرحان فى «ليلة رهيبة»، يحيى شاهين فى «نساء فى حياتى».
 
وفى عام 1958 قدمت منيرة دورها الأشهر على الإطلاق، وهو دورها فى فيلم «شارع الحب»، ولم يحقق آخر أفلامها «الحب الصامت» مع مريم فخر الدين نجاحا كبيرا، وابتعدت عن الفن بعد زواجها.
 

فاتنة المعادى أدركت أن الجمال وحده لا يكفى

ومن بين هؤلاء الجميلات الفنانة كريمة والتى سبقتها دعاية ضخمة وصيت واسع، وأطلق عليها لقب فاتنة المعادى وتخيل الناس أن كريمة وما قالت الكواكب ستأتى بما لم تأت به غيرها من جميلات الفن، حتى تم عرض فيلمها الأول «إزاى أنساك»، وأكدت المجلة أن فاتنة المعادى ظهرت فى الفيلم جميلة وفاتنة، لكنها لم تكن «كاميليا» جديدة، ولم يكن ظهورها بنفس القدر الذى سبقها من الدعاية الضخمة وما توقعه الناس بناء عليها.
 
وحينها أدركت كريمة أن الجمال وحده لا يكفى ثم وقعت عقدًا مع يحيى شاهين للقيام بدورين ليسا دورى بطولة، وقالت: «إننى أعرف أن جمالى وحده لن يكون جواز مرورى للأحلام التى وضعتها برأسى ولهذا سأبذل قصارى جهدى لأكون ممثلة ناجحة وأتفانى فى دورى حتى أجعل الناس يصدقون أننى أستحق الدعاية التى سبقتنى».
 
وقامت كريمة ببطولة عدد من الأفلام كان أشهرها حلاق السيدات، وتزوجت الفنان الكبير محمد فوزى وحققت بعض النجاحات وكان حظها من الشهرة وبقاء الاسم أكبر من غيرها من الجميلات وملكات الجمال اللاتى لم يذكرهن الجمهور.
 

الحكم بالإعدام على جمال زبيدة

أما الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت والتى فازت فى مسابقة أجرتها مجلة الكواكب لاختيار الوجوه الجديدة فقد أخذت نفسها بالشدة من أول فيلم شاركت فيه، وفطنت كى لا تجعل من جمالها مفتاحًا لأول مشوارها الفنى وأن تثبت أنها يمكن أن تقوم بأى دور، وهو ما فعلته فى فيلم «نساء فى حياتى» الذى قامت فيه بدور ممرضة بسيطة ترتدى نظارة سميكة وملابس تمريض فى معظم مشاهد الفيلم الذى شاركت فيه البطولة مع العمالقة يحيى شاهين ورشدى أباظة وهند رستم.
وقالت الكواكب إن المؤلف حكم بالإعدام على جمال زبيدة ثروت ليكتب لها النجاح الفنى بعيدا عن مقاييس الجمال، فانتهزت الفنانة الجميلة هذه الفرصة لتثبت أنها ممثلة تمتلك مواهب أخرى غير الجمال فقط، وبالفعل كتبت هذه البداية النجاح لزبيدة ثروت ووضعتها فى مصاف نجوم الصف الأول.
 

سجل المبدعات الجميلات

وفى النهاية ربما يفرض الجمال على صاحبته التى ترغب أن تشق طريقها الفنى بذل جهد أكبر من غيرها حتى تثبت أنها لا تعتمد على جمالها فقط لأنه فى كثير من الأحيان يكون هناك اعتقاد مسبق بأن الجمال هو مؤهلها الوحيد لدخول مجال الفن حتى تثبت موهبتها، وهو ما فعلته جميلات السينما اللاتى تربعن على عرش النجاح بأعمال لا تعتمد على الجمال فقط، فيكفى أن نرى الجميلات شادية وهند رستم ونادية لطفى وهن يجسدن أدوار الأرستقراطية والشعبية والأمهات والطالبات والخادمات بنجاح فائق، ويكفى أن نرى الجميلة نجلاء فتحى فى فيلمى الجراج أو أحلام هند وكاميليا، ليعطين نموذجا لكل الجميلات اللاتى يردن النجاح فى الفن ويؤكدن أن الجمال وحده لا يكفى لتكتب الفنانة الجميلة اسمها فى سجلات المبدعات.
 
جميلات السينما (1)
 

 

جميلات السينما (2)
 

 

جميلات السينما (3)
 

 

جميلات السينما (4)
 

 

جميلات السينما (5)
 

 

جميلات السينما (6)

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة