تختلف قوة وشدة أعراض الإصابة بالفيروس التاجي كورونا من شخص إلى آخر، فتعتمد قوة ظهور الأعراض على قدرة تمكن الفيروس من الجسم، فنجد أن بعض المصابين لا يشعرون بأي أعراض، ويأتي لهم الفيروس التاجي كورونا ويذهب في سلام وأمان ودون تعرضهم لأي مضاعفات صحية.
بينما نجد أن العديد من المصابين بالفيروس التاجي كورونا، يتعرضون لظهور أعراض شديدة عليهم، وتتسبب في حدوث العديد من المضاعفات الصحية عليهم، ويتعرضون للدخول للعناية المركزة لأن حالتهم الصحية تكون خطيرة.
وبعد البحث عن اختلاف أعراض وشدة الإصابة بالفيروس التاجي كورونا، حذرت منظمة الصحة العالمية، كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من الإصابة بكورونا، وأشارت أن هؤلاء الأشخاص يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، ولذا يصبحون أكثر عرضة للإصابة.
امراض الدم
ووفقا للتقرير المنشور عبر موقع " boldsky"، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الدم، الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس التاجي كورونا، لأن الأمراض المرتبطة بالدم أيضا لها دور كبير في تعرض الجهاز المناعي للضعف، ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية.
ونشرت دراسة في مجلة شبكة أبحاث العلوم، وأثبتت أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الدم، أو أمراض مرتبطة بالدم، هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس التاجي كورونا.
امراض الدم
ووفقاً للدراسة تم إشراك 15 حالة إيجابية لـ COVID-19 من الفئة العمرية بين 14 سنة إلي 68 سنة، و من بين 15 كان 10 مرضى من الذكور بينما كان الخمسة الآخرون من الإناث.
و جميع المرضى أي 15 حالة يعانون من أحد أمراض الدم مثل الورم الليمفاوي الحاد ، وسرطان الدم النخاعي ، وفقر الدم الشديد والورم النقوي المتعدد، وتشير البيانات إلى أن سبعة مرضى أصيبوا بأعراض خطيرة ، وسبعة آخرين من المرضى في حالة حرجة ، والحالة الباقية معتدلة.
ومن بين 15 حالة ، توفي 7 مرضى بينما تم إخراج الباقين من العناية المركزة.
وكانت نتائج التشخيص قبل دخول 15 حالة إلى المستشفي، جميهم يعانون من ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وثمانية منهم يعانون من السعال ، وسبعة يعانون من ضيق في الصدر ، وخمسة يعانون من الإسهال وفقدان الشهية ، واثنان مصابان بالدم مخاط في السعال وخمسة يعانون من أمراض عقلية أي التوتر والقلق والعصبية وتقلبات شديدة في المزاج.
وخلال خضوعهم للأشعة المقطعية علي الرئة، ثبت أن جميعهم يعانون من مشكلة شديدة في الرئتين.
وخلال هذه الدراسة، كانت طريقة العلاج تعتمد علي الأدوية المضادة للفيروسات مثل ريتونافير وأوسيلتاميفير، وتم إعطاء 14 مريضا الأدوية المضادة للفطريات والمضادات الحيوية مثل ميروبينيم وسيفوبيرازون، وفي 3 حالات أخذوا دواء الستيرويد، مع الاهتمام بأفضل الطرق الطبيعية لتقوية الجهاز المناعي.
وكانت نتيجة الدراسة، تقول إن COVID-19 أكثر عدوى مقارنة بالسارس، فمرضى أمراض الدم يعانون من خلل في جهاز المناعة مقارنة بالأشخاص الأصحاء، وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة لفيروس COVID-19 ويزيد من معدل وفياتهم.
وفي الدراسة ، وجد أن المرضى السبعة الذين توفوا كانوا حالات حرجة من أمراض الدم، و من بين المرضى السبعة المتوفين ، يعاني خمسة منهم من كبت نخاع العظام ، مما أدى إلى انخفاض تعداد الدم لديهم، و يعاني أحدهما من نقص الكريات الدم البيضاء الحاد والباقي يعاني من مرض الكسب غير المشروع مقابل المضيف وهي حالة يقوم من خلالها الجسم مهاجمة نخاع العظام، هؤلاء المتوفون كانت صحتهم حرجة بسبب الأمراض وأيضا كورونا.
وأشارت الدراسة أن الناجين كانت قدرة أجسامهم على إزالة الفيروس ضعيفة أيضًا بسبب ضعف جهاز المناعة، و استغرق الأمر من 5 إلى 21 يومًا حتى تظهر النتيجة سلبية للأشخاص المصابين بـ COVID-19 المصابين بأمراض الدم .
وأوضحت الدراسة، أنه أثناء التشخيص الذي خضع له الـ 15 مريض، أظهر الأشخاص المصابون بامراض الدم أعداد كثيرة للدم، وأيضا تعرضوا لعدوى الرئة والالتهاب الرئوي، مع تراكم الماء في الرئتين، وكثرة الأعراض تسببت في جعل التشخيص أكثر صعوبة بين هؤلاء المرضى.
وأكدت الدراسة أن المرضى الذين يعانون من أمراض الدم ليسوا عرضة فقط ل COVID-19 ولكنهم أيضا عرضة للإصابة بالفيروسات التاجية، والمضاعفات المتعلقة بهذه الأمراض، وقد يساعد الإكتشاف المبكر للعدوى واتخاذ التدابير العلاجية الجيدة وفي الوقت المناسب على إنقاذ المريض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة