أكد المستشار العلمي لمفتى الجمهورية الدكتور مجدى عاشور، أن مصر تعيش فى رمضان شهر الانتصارات والبطولات والتضحيات، وقال: "كلما ضحيت وبذلت كلما أخذت وأعطيت.. يرزقك الله ويعطيك ويمكن لك، خاصة عندما تكون في الجانب الحق، وعندما تحافظ على النفس البشرية، لاسيما وأنت تحافظ على وطنك، ودينك ومالك وعلى عقلك وكرامتك".
وأشار المستشار العلمي لمفتي الجمهورية - خلال كلمته الليلة في الحلقة السادسة عشر من حلقات برنامج (حديث السحور)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى ما أسماه بـ"ثلاثية الانتصارات" (غزوة بدر - فتح مكة - العاشر من رمضان)، حيث وصف مستشار المفتي ما يحدث على أرضنا الطيبة الآن بما حدث على أرض المدينة المنورة في غزوة بدر، وأرض مكة المكرمة في فتح مكة، وانتصارات العاشر من رمضان.
وأكد أن "الجيش المصري والشرطة المصرية والشعب المصري مازالوا يضحون.. وأن كل مصري جندي في مكانه من أبناء سيناء يضحي من أجل هذه الأرض المباركة، أرض الأمن والأمان، وقال تعالى (ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)".
وأضاف: إن العطاء لايزال مستمرًا في مواجهة الإرهاب، ونسأل الله - عز وجل - أن ينهيه على خير لأهل الحق المتمثلة في الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية، لافتا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة بدر، وفي فتح مكة كان يحافظ على حق الإنسان وكرامته، وكان (صلى الله عليه وسلم) يحافظ على الأرض والعرض، حيث حافظ - في بدر - على المدينة المنورة وعلى الإنسان، خاصة من أهل مكة الذين حاربوه وأخذوا أموال المسلمين، فكانت غزوة بدر الكبري التي ذكرت في القرآن الكريم :"وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، أذلة تعني "منكسرين لله وخاضعين لله، وأن قلوبنا لا تعرف إلا الحق"، ومن ثم حارب النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة بدر أو معركة بدر، الشر والتطرف والتشدد والإرهاب وحارب التسلط ومن يأخذ حق الغير، حارب أيضا من يحب إراقة الدماء.. وفي فتح مكة عندما دخل أرض الوطن جعل يحافظ على الوطن (مكة) وعلى الوطن المدينة، ونحافظ نحن (الدولة والشعب المصري الشريف) على الوطن (مصر).
واستطرد المستشار العلمي لمفتي الجمهورية بالقول إن الوطن جزء من كيان الإنسان، الوطن المكان، وإن كان الوطن ليس الأرض أو الدولة فقط، بل أرض بحدودها الجغرافية، شعب متماسك، دستور وقانون ومؤسسات ونظام يحكم حركة هذا الشعب في هذا المكان وفي العلاقات الدولية، وحافظ المصريون في العاشر من رمضان - مثلما حافظ الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في غزوة بدر وفي فتح مكة - على الحدود ووحدة الشعب والمؤسسات والقانون والآداب والدستور والنظام الحاكم.
ولفت إلى أن الإرهاب يحاول تهديدنا من خلال ثلاثية (الأرض أو الشعب، والقانون والنظام الحاكم بمؤسساته) أو أحدها.
وأردف: إن رسول - صلى الله عليه وسلم - علمنا في فتح مكة وغزوة بدر..ألا نترك أرضنا وحقنا، وعلمنا أن نكون نصرة لأصحاب الحق، وأن الله (سبحانه وتعالى) كتب هذه القاعدة وهذا المبدأ العظيم عندما قال سبحانه جل وعلا "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"، وعندما تكلم (سبحانه وتعالى) في قرآنه الكريم "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"، مضيفا: أهل هذه البلدة المباركة (مصر) ..عندما نلجأ للتاريخ في غزوة بدر نجد أنها كانت لحماية الأرض والعرض والوطن وكرامة الإنسان ، أيضًا عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وهكذا المسلمون لا يحبون القتال إلا إذا فرض عليهم ، وهكذا الجنود الأبطال في الجيش المصري والشرطة المصرية لا يفعلون هذا إلا إذا فرض عليهم للحفاظ على ما هو أكبر"الوطن" بكل معنى الكلمة.
وأضاف: علينا أن نرجع بالتاريخ ونربطه بالواقع لنستشرف بالمستقبل وكيف نتعامل مع جحافل الإرهاب وكيف نتعامل مع أعداء الوطن وأعداء أنفسهم، نستشف ونستمد من غزوة بدر وفتح مكة قيما ومبادئ للتضحية والبذل والعطاء والجندية والشرف والوطن والوحدة والتعاون والامتزاج والاندماج، كل هذه مع الرحمة في فتح مكة، وحتى تظل هذه القيم في روحنا، وتظل الانتصارات على أرضنا المباركة، نسأل الله - عز وجل - أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين وسائر بلاد العالمين، وأن يجعل هذه الأرض كما وعد الله عز وجل في كتابه :" ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ "، وكل عام وأنتم بخير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة