من الداية إلى "الميدوايف".. ماذا تغير فى المهنة الأهم بحياة الأمهات؟ "موزة": بشتغل بترخيص وبولد واتابع الحالة حتى السبوع.. وأول "ميدوايف"مصرية: رحلتى تبدأ من بداية الحمل وتهيئة الأم للولادة الطبيعية

الخميس، 07 مايو 2020 08:00 م
من الداية إلى "الميدوايف".. ماذا تغير فى المهنة الأهم بحياة الأمهات؟ "موزة": بشتغل بترخيص وبولد واتابع الحالة حتى السبوع.. وأول "ميدوايف"مصرية: رحلتى تبدأ من بداية الحمل وتهيئة الأم للولادة الطبيعية ولادة ـ أرشيفية
منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في سالف العهد كانت وجودها ضرورى، في فلا تخلو ولادًة بدونها، ومع مرور الأيام والسنين والتطور الذى يشهده العالم كل لحظة، بدأت مهنة "الداية" أو القابلة فى الاندثار تدريجيًا حتى أصبحت تقريبًا في طى النسيان، لتظهر من جديد بشكل احترافي وعلمي مهنة "الميدوايف".

بسبب العادات والتقاليد العربية، كانت "الداية" هي مصدر ثقة العائلات في كافة أمور النساء والولادة، خاصة المناطق الريفية التي لم تصلها الخدمات الطبية في ذلك الوقت، بل لم يقتصر عملها على هذا الحد فحسب، بل كانت تقوم بعمل طهارة الصبى وختان البنت، والإعداد للاحتفال بالسبوع .

على الرغم من تطور الخدمات الطبية وتراجع مهنة الداية، وخاصة بعد قرارات أصدرتها الحكومة بمعاقبة من تزاول المهنة دون اصدار تراخيص لها، إلا أن هناك من تمسكت بمهنتها حتى الآن وتزاولها إذا احتاج الأمر لذلك في حالات طارئة شريطة التصريح الطبي بالمزاولة.

ولأن الزمان يعيد نفسه ولكن بأشكال مختلفة، تطورت مهنة "الداية" لتصبح الـ"ميد ويف" ولكن مع تدريبات ومتابعات للسيدة من بداية الحمل وحتى بعد الولادة والاعتناء بالطفل، في تقريرنا التالي رصد للتطور مهنة الولّادة من الـ"داية" وحتى الـ"ميد ويف".

داية زمان كانت بالوراثة

" ياقوليلا ادحرجى، لو كنت بنيا وصبى، بقدرة العلي العظيم، سير بلا تعسير، أن كنت بنيا ولا صبى، نزلت من النور للظلام، وطلعت من الوسع للضيق، بقدرة الله العلى العظيم"، كلمات سمعهتا أجيال متتالية أبصرت نور الدينا على يد الداية "موزة" أو انشراح أمين خليل 80 عامًا "تعيش فى محافظة الإسماعيلية، ولكنها ولدت وتربت في صغرها داخل مركز بلبيس محافظة الشرقية، تعمل داية منذ كانت في سن الـ17 عامًا، تقول "انشراح": اتعلمت الشغلانة من عمتى هي إللى ربنتى أنا وأخواتى بعد وفاة أمى، كانت بتاخدنى معاها وهى رايحة تولد، وشوية شوية اتعلمت الشغلانة من صغرى لأنى كنت بساعدها، ولما كبرت جوزتنى ابنها، وبدأت أولد وانا عندى 17 سنة، شربت المهنة وحبتها  وعرفت أسرارها، وولدت ستات كتير جدَا مقدرش أعدهم".

وتضيف انشراح" :"بعد حرب أكتوبر اتنقلت من بلبيس للإسماعيلية أنا وعيلتى مع ناس كانوا مهجرين ورجعوا بلدهم، عشان شغل جوزى في السكة الحديد، و لاقيتها فرصة إنى أطلع رخصة الولادة، روحت على مستشفى السبع بنات للولادة ، قدمت مع دايات كتير وأخذت التدريبات على ايد دكاترة كبار من السويس ومصر، وطلعت الأولى لأني كنت أصلًا بولد وأعطونى شنطة بكل أدواتى، بعدها عملولي حفلة وأخدت الرخصة، واشتغلت بها"

تظل الداية مع السيدة حتى يوم السبوع

وتابعت"موزة" حديثها لـ"اليوم السابع" :"أول ما بتيجى الحالة وجوزها يكلمنى بروح أشوف أفحصها، وأحدد ميعاد الولادة هتولد إمتى وبفضل معاها ، وبمنع أي حد يدخل عليها عشان الحسد، وبطمن عليها واسيبها وأمشي، وتانى يوم بروح بالرخصة بتاعتى أثبت الطفل وبعدين اعطيله التطعيمات بتاعته، وأفضل أتابع العيل واعمل السبع حبات والسبوع وبعد كده دورى ينتهى".

وأكملت"الداية" حديثها: "أنا بولد الحالة في جميع أحوالها لكن لما بلاقي الطفل بالعرض، ببلغ المستشفى بالرخصة بتاعتى وأوديها وأتابعها لحد ما تولد واعمل كل حاجة لحد السبوع".

السبوع زمان
السبوع زمان

 

قالت "موزة":" لما بتبجى لى حالات دلوقتى بروح أولدها، وآخر حالة يوم الجمعة إللى فاتت، جت البيت عشان أشوفها قولتها أنت هتولدى دلوقتى، وفعلًا ولدتها عندى في البيت مشيت قبل السبوع بيومين".

إلى جانب دورها الطبى تقوم "موزة" بدور اجتماعى  فتقول "فى ناس بيكونوا عاوزين ولد ودول قليلين، في الأول مابقولش أنه خلف بنت، وبقعد أهديه وأقوله على مميزات البنات وانهم رزق لحد ما يهدى وبعدين اشيله البنت وخلاص بتعدى".

بدأت الأجرة بالقروش حتى وصلت 400 جنيه

وتابعت"موزة":" انا ماليش أجرة معينة إللى بيدهولى باخده، عمرى ما طلبت فلوس، زمان كانت الفلوس قليلة وكنت باخذ أجرى بالقرش وبعدين بقى كبر شوية شوية بالجنية، وبعدين بقى 5 جنيه، وساعات لما كان يبقى المولود ولد كان أهله بيراضونى، بمبلغ حلو يعنى زمان في واحد ادانى 10 جنيه، ولما بيكون في واحدة ما بتخلفش وأعملها وصفة وتخلف كان في هدايا وأكل وفلوس، لكن دلوقتى باخد ساعات باخد من 100 إلى 400 جنيه في الولادة".

وتنهى الداية "موزة" حديثها:" المهم في شغلنتنا التدريب أنا أخدت تدريب كتير من مستشفى السبع بنات وكنت باخد شنطة الأدوات الطبية، ولحد دلوقتى ساعات بيقولولي أروح بس أنا كبرت ومابقدرش، ياريت ترجع الشغلانة تانى زى زمان الداية كانت سر كل بيت".

ظهور الـ"ميدوايف"

مع التطور العلمى والتكنولوجى والأساليب الحديثة في زماننا المعاصر، ظهرت مهنة الداية من جديد ولكن يشكل مختلف مزودة بالعلم والدراسات والحصول على شهادات معتمدة من الجامعات،  تحت مسمى الـ"ميدوايف".

 

أول ميدوايف فى مصر

ميادة محمود الشربينى أول "ميدوايف" في مصر، بعد دراستها التمريض وحصولها على شهادة البكالوريوس، اتجهت للعمل في دولة الإمارات وذلك منذ عام 2008، هناك عرفت ماذا تعنى كلمة "ميد وايف" تقدمت لدراستها وكنت من أول دفعة تقدمت وتميزت وحصلت على شهادة البكالوريوس  وأصبحت أول ميدوايف مصرية حاصلة على شهادة، مع تصريح مزاولة المهنة من وزارة الصحة في الإمارات.

ميادة محموداول ميدويففى مصر
ميادة محموداول ميدوايففى مصر

 

وتابعت ميادة: مارست مهنة الـ"ميدوايف" طول فترة تواجدى خارج مصر، ولكن عند عودتى كانت صدمتى كبيرة، فوجئت أنه لا توجد هذه الفئة أو التصنيف في العمل، وبالتالي كان على أن أغير نشاطى أو أعمل بها كاملة ولكن في الحدود المتاحة فقط، أو أحصل على مزاولة مهنة كـ"داية" كى أقوم بالتوليد، وشعرت أن هذا لا يناسبى خاصة بعد الدراسات العديدة التي حصلت عليها".

وأكملت الـ"ميدوايف" حديثها لـ"اليوم السابع" : عملت في احدى المستشفيات الخاصة، وقمنا بعمل برنامج لاستفادة بكافة المعلومات التي لدى والخاصة بالمهنة، وفى نفس التوقيت في حدود القانون، فكان البرنامج عبارة عن محاضرات للمتزوجات قبل الحمل وأثنائه وأحضر الولادة لكن الدكتور هو من يقوم بالعملية ذاتها، وفى النهاية محاضرات تدريبة للأمهات بعد الولادة و في نفس التوقيت حصلت على رخصة استشارى رضاعة الطبيعية.

 

تدريبيا للامهات
تدريبيا للامهات

 

وعن طبيعة العمل قالت ميادة: في البداية حين تأتى السيدة للكشف داخل المستشفى تتجه إلى الدكتور أمراض النساء، ثم يتم تحويلها إلىّ الـ"ميدوايف" أقوم بعمل تدريبات لها عن كيفية التعامل مع علامات الحمل بطرق طبيعية، وكيفية عمل التمارين لتسهيل الولادة، وكيفية التجهيز للولادة، وأثناء الولادة نفسها أكون متواجدة معها أعرفها يجب أن تفعله أثناء الولادة الطبيعية من تنظيم للنفس، ثم أتابعها بعد الولادة، هذا على العكس لو كنت خارج مصر، فأنا أقوم بالعمل من البداية للنهاية وأقوم بعملية التوليد نفسها.

اناشد بالاعتراف بـ"الميدوايف"في مصر

وأكملت ميادة: احنا محتاجين من وزارة العليم العالى أن تنتبه إلى دور الـ"ميدوايف" واهميته، لأن العالم متجه إلى الولادة الطبيعية  وإذا فعلنا دور الميدوايف وحصلت على تصريح بمزاولة المهنة من وزارة الصحة، والفائدة على الجميع وخاصة الأم بسبب حصولها على كم هائل من المعلومات تفيدها في حياة الأمومة بسبب التدريبات وسنقلل الخطر عليها وعلى طفلها.

وأضافت: هناك الكثيرات المدعيات أنهن "ميدوايف" ولأسف ليس لديهن أي شهادة تثبت ذلك ويبثون معلومات خاطئة عبر شاشات الإعلام، وهذا خطأ كبير يعرض الأم للخطر، فأرجو التوقف عن هذا لخطورته على مجتمعنا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة