أكرم القصاص - علا الشافعي

الحلقة الرابعة عشر..النبى والوطن.. تألمه صلى الله عليه وسلم عند وداع مكة

الخميس، 07 مايو 2020 09:59 ص
الحلقة الرابعة عشر..النبى والوطن.. تألمه صلى الله عليه وسلم عند وداع مكة النبى والوطن
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نستعرض طوال شهر رمضان الكريم حلقات مميزة من كتاب" النبى والوطن" من الكتاب والسنة و هو أحد الإنجازات العلمية المميزة ضمن موسوعة السيرة النبوية في ثوبها الجديد لمؤلفه الدكتور ناصر بن مسفر القرشى الزهرانى.
 
 

تَأَلُّمُهُ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ وَدَاعِ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ:

 
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَمْرَاءَ رضى الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاقِفًا عَلَى الحَزْوَرَةِ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ. 
 
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَكَّةَ: مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ. 

قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ:

بَعْدَ أَنْ فَتَحَ اللهُ عز وجل عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةَ، أَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَأَنَّ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَظَلُّوا فِي أَوْطَانِهِمْ وَيَخْدُمُوا بُلْدَانَهُمْ.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: >لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا. 
 

وَفَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم لِلْوَطَنِ الَّذِي احْتَضَنَهُ وَنَاصَرَهُ:

 
فِي بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ عِنْدَمَا التَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَفْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ مِمَّا قَالُوهُ رضى الله عنهم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرِّجَالِ حِبَالًا، وَإِنَّا قَاطِعُوهَا- يَعْنِي الْعُهُودَ- فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ، ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ، وَتَدَعَنَا؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: بَلِ الدَّمَ الدَّمَ، وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ أَنَا مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ مِنِّي أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ. 
 
فَلَمَّا فَتَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ وَانْتَصَرَ فِي حُنَيْنٍ وَرَأَى الأَنْصَارُ رضى الله عنهم اهْتِمَامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِرِجَالَاتِ قُرَيْشٍ، وَمَا أَغْدَقَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْهُم مِنَ الْعَطَاءِ لِيَتَأَلَّفَهُمْ بِذَلِكَ وَيُحَبِّبَهُمْ فِي الإِسْلَامِ خَافُوا أَنْ يُقِيمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَطَنِهِ الأَصْلِ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ وَيَدَعَ السَّفَرَ مَعَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَبَلَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ مَقُولَاتٍ عَنْهُمْ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ قَامَ فِيهِمْ خَطِيبًا فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي. كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ، قَالَ: لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ: جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى رِحَالِكُمْ، لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة