صور.. "فاعل خير".. مبادرة لتوزيع الخبز بالمجان طوال شهر رمضان فى الغربية

 التجارة مع الله عز وجل هى من أهم وأربح التجارات، التى يمكن أن يتاجر بها الإنسان، لكسب الرزق الحلال وإرضاء ربه، وذلك من خلال لين القلب وإعطاء الفقير حقه فى الرزق المقسم إليه، سواء من خلال التصدق بمبالغ مالية أو توفير احتياجات الفقراء من سلع أو أغذية أو غيرها.

بهذا المبدأ قرر أحد أبناء قرى محافظة الغربية، أن ينظم مبادرة كل عام فى شهر رمضان والذى أطلق عليها "شهر الخير"، لمساعدة أهالى القرية، وتخصيص الخبز من المخبز الخاص به مجانا طوال الشهر، وبدون مقابل، وذلك للعام الثانى على التوالى، حتى أصبحت تلك المبادرة أحد أساسيات الشهر الكريم بالنسبة له ولعائلته بأكملها.

التقى "اليوم السابع" صاحب المخبز، والقائم على المبادرة، أحد أبناء قرية دهتورة التابعة لمركز ومدينة زفتى بمحافظة الغربية، والبالغ من العمر 48 سنة، صاحب مخبز بلدى مدعم، يعمل فى هذه المهنة منذ عشرات السنوات، حيث إنه يعد أقدم المخابز داخل القرية ويتردد عليه المئات من المواطنين يوميا، وذلك لتميزه أيضا بالمعاملة الطيبة بينه وبين الأهالى.

وقال: كنت أعمل فى إحدى الشركات منذ عشرات السنوات، وعندما قررت الاستقرار فى قريتى، راودتنى فكرة إنشاء مخبز بالقرية وذلك لعدم وجود إلا مخبز واحد، ولا يكفى احتياجات القرية والقرى المجاورة والعزب التابعة لنا، فقمت بالذهاب إلى أحد أعضاء مجلس النواب وقتها، ووعدنى بعرض الطلب على وزير التموين، وذلك لاحتياج القرية الفعلى لهذا المشروع، الذى يوفر عليهم الزحام، ومشقة السفر إلى المدينة يوميا لشراء الخبز المدعم.

وأضاف: بالفعل حصلنا على الموافقات، لإنشاء المخبز عام 2006، وعلى الفور قمت بتنفيذ المشروع، ومنذ عامين وعند قدوم شهر رمضان راودتنى فكرة وهى أن يقوم المخبز بإعطاء الخبز للأهالى بالمجان، وتظل هذه المبادرة خلال الثلاثون يوما وحتى انتهاء الشهر الكريم، وبالفعل انهينا الشهر، ونجحت المبادرة التى نالت إعجاب جميع أهالى القرية بالرغم من هذا المبلغ الرمزى، وبعد ذلك جاءنى الرزق من حيث لا أعلم، حيث وهبنى الله برزق كثير جعلنى اسجد شكرا له.

وأوضح: منذ هذا الوقت وأخذت عهد على نفسى بتنفيذ تلك المبادرة كل عام لأهالى القرية والقرى المحيطة، مشيرا إلى أن أشقاءه اقترحوا عليه أن يقوموا بشن مبادرة أخرى هذا العام وهى شراء السلع الغذائية وتجميعها فى كراتين وإعادة توزيعها على الأسر الأكثر احتياجا فى القرية.

وأضاف: بالفعل نجحنا فى تجميع حوالى 400 كرتونة مواد غذائية. قمنا بتوزيعها للأسر، لتصبح هذه المبادرة الثانية والتى ندعو الله أن يوفقنا كل عام لشن مثل هذة المبادرات الجميلة والتى تشعرنا بروحانيات هذا الشهر الكريم.

واختتم حديثه قائلا: "سعيد جدا بهذه المبادرة وانتظرها أنا وعائلتى كل عام، موجها رسالة إلى جميع رجال أعمال المدينة والقرى، برسم البسمة على وجه تلك الأسر وخصوصا الأسر التى يوجد لديها عزة نفس ولا تمد ايديها إلى أحد".