خالد ناجح

إنهم يكرهون «الاختيار»

الثلاثاء، 05 مايو 2020 11:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم الخميس الماضى فجعنا خبر عاجل عن انفجار عبوة ناسفة فى مدرعة واستشهاد وإصابة 10 من رجال الجيش المرابضين فى سيناء الحبيبة، ونعى الرئيس عبدالفتاح السيسى شهداء العمل الإرهابى الجبان عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قائلا: «نالت يد الغدر اليوم من أبنائنا الأبطال جنوب مدينة بئر العبد، فقوى الشر لاتزال تحاول خطف هذا الوطن، لكننا بفضل الله ثم بفضل أبناء مصر وجيشها القوى، صامدون بقوة وإيمان، وقادرون أن نحطم آمال تلك النفوس الخبيثة الغادرة».
 
الخبر ظهر على شاشة إحدى القنوات الفضائية أثناء عرضها الحلقة السابعة من مسلسل «الاختيار»، وكأن القدر يقول لنا إن الحرب فى سيناء لاتزال مستمرة، وأن «الاختيار» ليس مجرد مسلسل نشاهده للتسلية والانفعال به فى أحداث المسلسل والبكاء على الشهداء والمصابين، فالحرب مستمرة وكلما قمنا بالبناء أكثر سيشن علينا أهل الشر الحرب أكثر ضراوة، لعل المسلسل يكون حافزاً لنا لكى نقرأ كثيراً عن دول الجوار والطامعين فى ثرواتنا، والطامحين لضرب استقرارنا، والغيورين من أمننا وأماننا الذى نعيش فيه بسبب هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لكى ننعم نحن بالأمن والأمان فى كل ربوع مصر، وأهل الشر لا يعلمون أن مصر عظيمة وكبيرة وكلما استهدفوا أولادها زاد إصرارهم على تحرير أرضهم من دنس هؤلاء الظلاميين.
 
النجاح الباهر والانتشار الواسع لمسلسل «الاختيار» الذى يجسد ملحمة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد منسى، قائد الكتيبة 103 صاعقة، أحبط سنوات من الدعاية الخبيثة للجماعات التكفيرية وهدم كل الدعايات الكاذبة والخبيثة التى روَّجت لها تنظيمات التكفير والعنف على مدار سنوات عديدة، وأحيا روح الفداء والتضحية والفخر الوطنى لدى كل أبناء الشعب المصرى المحب لوطنه والمقدر لتضحيات أبنائه العظيمة فى سبيل رفعة وسلامة وطننا الحبيب.
 
كان للشهيد أحمد منسى عقيدة ككل أبناء القوات المسلحة لا يعرفها أهل الشر من أبناء حسن البنا الذين يتاجرون بالدين ولا يعرفون منه سوى ما يحقق مصالحهم الدنيوية، «منسى» وزملاؤه ليسوا مجرد ضباط استشهدوا فى معاركهم ضد الإرهاب وحسب، بل هم الحقيقة التى يرفض الإرهابيون الاعتراف بها والدين الحق الذى يبتعدون عنه. «منسى» نور يبدد الظلام، «منسى» حقيقة تكشف الزيف والتضليل الذى يعيش فيه الظلاميون ويريدون إخفاءه عن التابعين لهم وعن المواطن البسيط الذى اتضحت له الصورة الحقيقية بل واستوعبها وأحبها وتفاعل معها.
 
«منسى» يمثل المواطن البسيط فى كل ربوع مصر وولاؤه الأول والأخير لهذا البلد وليس لمن يدفع، هؤلاء الشهداء من الجيش والشرطة ولاؤهم للوطن وليس لجماعة أو شخص أو عشيرة.
 
ضباطنا وأولادنا فى الجيش والشرطة متدينيون بالفطرة السليمة، محبون للناس والوطن دون مقابل، لذا يعمل الظلاميون  بجهد جهيد على تزييف الصورة الذهنية لأبنائنا من ضباط الجيش والشرطة بهدف بناء حاجز بين رجالنا البواسل وبين المواطن البسيط، لكن انكشف زيف ما يقومون به وظهرت حقيقة زيفهم، وهنا استشهد بكلام «مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة» التابع لدار الإفتاء المصرية الذى أكد أن تنظيمات التكفير والعنف من كل الاتجاهات قد أصابتها صدمة كبيرة جراء النجاح الباهر والتأييد العظيم والتفاعل الواسع من جميع المواطنين فى كل أرجاء العالم العربى مع المسلسل، تقديرًا وإجلالًا لتضحيات الشهيد أحمد منسى وكل رجال القوات المسلحة على كل الجبهات وأمام مختلف المخططات الخبيثة التى تسعى للنيل من أمن وسلامة مصر، خاصة أن تلك التنظيمات قد أنفقت جل جهدها لتشويه صورة المؤسسات العسكرية للوقيعة بينها وبين الشعب المصري، وأنشأت لذلك منصات إعلامية وقنوات وصحفًا ومراكز أبحاث وكتائب إلكترونية، متعاونة فى ذلك مع جميع الجهات الأجنبية الكارهة لمصر والمحاربة لدورها الريادى والقيادى فى عالمها العربى والإسلامى.
 
إن الصدمة التى تلقتها تلك التنظيمات جراء النجاح الكبير لـ«الاختيار» وخيبة الأمل التى منيت بها، تعود إلى عدة عوامل أهمها بدأت من الحلقات الأولى من المسلسل التى كشفت الالتفاف الوطنى الكبير خلف القوات المسلحة، والدعم اللامحدود من جانب الشعب المصرى لأبنائه فى قواته المسلحة، إلى جانب الشعبية الجارفة التى حظى بها الشهيد منسى جراء تضحياته العظيمة لحماية الشعب المصرى من مخططات الجماعات الخبيثة والتكفيرية باعتباره نموذجًا حيًّا على ما يقدمه أبناء الجيش المصرى للذود عن مصرنا الحبيبة، وثبت يقينًا لدى الجماعات التكفيرية والمتطرفة فشلها الكامل فى النيل من سمعة ومكانة الجيش المصرى لدى الشعب المصرى بعدما أنفقت تلك الجماعات الغالى والنفيس للنيل من تلك الثقة دون أى نجاح يذكر. المسلسل أحيا الفخر الوطنى جراء البطولات العسكرية الكبرى على غرار البطولات الخالدة التى سطرها فى التاريخ الحديث، الفشل التام لكل المحاولات الحثيثة والدءوبة من جانب التنظيمات التكفيرية لتحسين صورة هشام عشماوى باعتباره النموذج الذى تسعى تلك الجماعات لتمجيده وصناعة نماذج مكررة منه بعدما شهد هجومًا حادًّا واستهجانًا واسعًا من كل قطاعات الشعب المصري، المسلسل رد بشكل عملى على كل الادعاءات التى تروج لها جماعات الظلام بشأن الجيش المصرى خاصة فيما يتعلق بالجوانب الإيمانية والعقدية، وتلك المتعلقة بحب الأوطان والاحترافية والتضحية والفداء.
 
إن تخوفات الجماعات التكفيرية والتنظيمات الإرهابية من هذا العمل الفنى الوطنى المخلص قد ظهرت قبيل عرضه على شاشات التلفاز، وذلك عبر توظيف تلك الجماعات لكل المنابر الإعلامية والصحفية ومواقع التواصل الاجتماعى لشن هجوم ضارٍ على المسلسل ومحاولة النيل منه قبيل عرضه، الأمر الذى تطور للنيل من أبطال هذا العمل الدرامى وتشويه صورتهم لدفع المصريين للإعراض عن مشاهدته والنفور منه، ومع أولى حلقات هذا المسلسل تأكد لدى تلك الجماعات أن كل جهودها الخبيثة ذهبت أدراج الرياح، وأن العمل الفنى قد حقق نجاحًا منقطع النظير وأضحى احتفالية وطنية خالصة فى حب وتمجيد تضحيات أبناء الجيش المصرى المخلصين لخدمة هذا الوطن والدفاع عن أمن أهله وسلامتهم.
 
مصر استعادت كرامتها وعزتها وشرفها على يد الشهداء بتضحياتهم بدمائهم وبأرواحهم، وهى تضحيات تستحق أن تُخلّد فى أعمال فنية راقية ومماثلة، لتؤكد للجميع أن تضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين هى بطولات تسجل فى تاريخ هذا الشعب العظيم وتحفظ له أمنه وعزته وكرامته، حفظ الله مصر وسدد رمى أولادها من الجيش والشرطة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة